كشفت أحدث التقارير الصادرة عن الخبراء الاقتصاديين بمؤسسة “جولف بروكرز“ إنه على الرغم من تشكيك المستثمرين في انخفاض قيمة الذهب عالمياً خلال شهر سبتمبر من العام الماضي إلا أن الوضع في أسواق المال قد تغير بشكل كبير، وارتفع سعر الذهب بشكل كبير.
وأوضح التقرير الذي أعده المحلل والخبير الاقتصادي محمود أبو هديمة أنه منذ بداية شهر يناير 2019، ارتفع سعر الذهب بنسبة 3.5%، بينما ازداد النمو في الأشهر الثمانية الماضية بنسبة 7.6%. وفي بداية شهر فبراير الحالي صعدت قيمة هذا المعدن النفيس إلى أعلى مستوياته خلال ثمانية أشهر وتجاوز 1327 دولاراً للأونصة.
وأرجع الخبراء ذلك إلى عدة عوامل منها تحمس المستثمرون بشكل خاص لشراء الذهب بأسعار مواتية نظرًا لتقلبات سوق البورصة التي شهدت انخفاضات متعددة في الخريف وانخفاضاً في قيمة بعض العملات المحلية. مما جعل الذهب بمثابة الميناء الآمن، الذي يلجأ إليه المستثمرون دائما حين يشعرون بعدم اليقين نحو الأسواق المالية.
وذكر التقرير أن الاستثمار في المعادن الثمينة صاحبه ارتفاعاً في حالة التوتر وذلك بسبب تباطؤ نمو الاقتصاد العالمي وازدياد المخاوف حول ارتفاع معدل التضخم والذي ينبغي أن يكون أحد محركات نمو أسعار الذهب لهذا العام أيضًا. وقامت البنوك المركزية باستثمارات ضخمة في الذهب العام الماضي، ويعزى ذلك جزئياً إلى خطر حدوث ركود قادم في البنوك المركزية الكبيرة.
وأشار التقرير إلى أنه على سبيل المثال، قامت روسيا والمجر وتركيا برفع احتياطيهم من الذهب بمقدار 651.5 طن، وهو ما يمثل زيادة 74٪ عام بعد عام. كما كانت كازاخستان من المستثمرين الرئيسيين في الذهب في عام 2018، حيث نمت احتياطياتها من الذهب بمقدار 50.6 طن.
وبصفة عامة قامت البنوك المركزية العام الماضي بشراء أكبر كمية من الذهب منذ نهاية معيار الذهب. وفقًا لتقديرات الخبراء، يستطيعون شراء ما يصل إلى 600 طن هذا العام. تلك الزيادة في المخزون بإمكانها أن تكون بمثابة حماية من المخاطر المحتملة في حالة تحقق السيناريو الاقتصادي والسياسي السلبي، وبإمكانها أن تكون أيضًا طريقة لتقليل الاعتماد على قيمة اليورو.
وارتفع الطلب العالمي على السلع والذي شمل إجمالي شراء الذهب في شكل عملات معدنية وسبائك (يتضمن ذلك البنوك المركزية) العام الماضي بنسبة 4 في المائة ليصل إلى 4345.1 طناً، وفقاً لتقرير مجلس الذهب العالمي.
ووفقًا لمعطيات “جولف بروكرز“ حول الوضع السياسي والاقتصادي الراهن بالإضافة إلى الأحداث المتعلقة بخروج انجلترا من الاتحاد الأوروبي يصب في صالح نمو المعدن الأصفر حيث يزداد كل يوم خطر خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي دون التوصل إلى اتفاق. علاوةً عن اقتصاد إيطاليا غير المستقر حيث تعتبر إيطاليا البلد الأوروبي الوحيد الذي سقط في الركود التقني. ومن الواضح أن المستثمرين يفضلون تنويع مصدر المخاطر حيث وضعوا بعض رؤوس أموالهم في ملاذ آمن الذي يتمثل في شكل الذهب، ملك المعادن الثمينة.
كما نمت أسواق الأسهم في الأيام الأخيرة، مما يعني أن أسعار الذهب قد انخفضت قليلًا حيث تتراوح اسعاره الان حوالي 1308 دولار أمريكي للأونصة، ولكننا شهدنا مراراً وتكراراً تصحيحا مماثلاً في الأشهر الأخيرة، في حين أن العوامل الأساسية تلعب في صالح نمو السلعة من وجهة النظر البعيدة المدى.
التعليقات مغلقة.