الجمعة, 15 نوفمبر 2024 | 12:09 صباحًا

«العاصمة الادارية» متنفس اقتصادى كبير وقاطرة التنمية العقارية فى السنوات القادمة

 

المهندس ياسر البلتاجى تخرج عام 1993 الاول على دفعته وتم تعيينه معيداً بكلية الفنون الجميلة قسم العمارة جامعة حلوان، وبدء العمل فى بداية حياته العملية مع العديد من المكاتب الهندسية لاكتساب الخبرة وقام بالعمل في تصميم العمارات السكنية والفيلات والمحال الكبرى وبعض المشروعات الصغرى. وفي عام 1995 أنشأ مكتبه الخاص «» و اشترك في عام 1996 بمسابقة بدولة الكويت تتضمن انشاء برج ادارى يتكون من 24طابق وحصل على المركز الاول.

وفى عام 1999 تم التعاون مع نفس الشركة بالكويت لتصميم برج يتكون من 34طابق ومن هنا كانت البداية فى التعامل بالعديد من المشروعات بدول الخليج بجانب العمل على بعض المشروعات بمصر والتي بلغ عددها اكثر من 200 مشروع، ومن عام 2001 بدأ ياسر الشراكة مع بعض معمارين من جيله حتى عام 2010 وخلال هذه المدة تم تصميم مشروعات متنوعة داخل و خارج مصر من ابرزها مشروعات لشركة ماونتن فيو بخلاف عدة مشروعات اخرى تخطت 700مشروع، واستمر العمل مع العديد من المطورين وكذلك الاشتراك فى العديد من المسابقات العالمية والتي حصل من خلالها على كثير من الجوائز.

16 مليار جنيه.. اجمالى تكلفة المشروعات الذى قام مكتب «YBA» بتصميمها بالعلمين

ومع بداية عام 2011 استأنف العمل بمكتبه «YBA»، وحتى الان تم تصميم قرابة 300 مشروع لعدد من الشركات منها شركة الاهلى للتنمية العقارية – صبور حيث تم تصميم 14 مشروع وكذلك القرى السياحية والمبانى الادارية والمجمعات السكنية، ومع بداية عامى 2016و 2017 والبدء فى طرح مشروعات العاصمة الادارية ومدينة العلمين الجديدة وكذا المدن الجديدة التى اعلنت عنها الدولة المصرية والخطة التى تبناها الرئيس عبدالفتاح السيسى فى احياء وانشاء مصر الحديثة، اصبحت المشروعات مطروحة بشكل كبير فتم التوقيع مع شركات عديدة  بالعاصمة الادارية وحتى الان تم تصميم 6 مشروعات سكنية بخلاف المبانى الادارية والتجارية والتى وصلت الى 15 مشروع، وايضا تصميم مشروعات الابراج مثل «OIA TOWERS» لشركة ايدج هولدينج و«كوان تاور» لشركة كونتكت للتطوير العقارى، واذكر ان اول مشروع قمنا بتصميمه بالعاصمة الادارية كان لشركة اكام للتطوير العقارى بمشروع «سيناريو» ثم المشروع الثانى لهم «سين 7» بالاضافة الى مشروع «ذا كيرف» لشركة كورنر ستون ومشروع «ريزيدنس8» لشركة سكاى ابوظبى، كما تقوم الشركة حاليا بالتعاون مع كبارالمطوريين من بينهم مجموعة طلعت مصطفى وحتى الآن المشروعات التى تم تصميمها لصالح الشركات العقارية بالعاصمة الادارية تخطت تكاليف تنفيذها قرابة الـ 40مليار جنيه لقرابة 20مشروع ما بين سكنى وتجارى وادارى وطبى.

نعمل على  أكثر من 20 مشروع بالعاصمة الدارية الجديدة تخطت تكاليف تنفيذها قرابة الـ 40 مليار جنيه و بمساحة 2,600,000 مليون متر مربع ما بين سكنى وتجارى وادارى وطبى

اما فيما يخص مدينة العلمين الجديدة فبدأت عام 2017 و قمنا بتصميم عدد 8ابراج والمنطقة التجارية بطول 1000متر على البحر مباشرة بمساحة 160الف متر باجمالى 60الف متر فوق الارض بخلاف الخدمات والجراجات تحت الارض باجمالى 120الف متر، و  تخطت التكلفة التنفيذية للأبراج و المنطقة الترفيهية 16 مليار جنيه .

وامتد عمل المكتب خارج اطار العاصمة الادارية والعلمين الجديدة بمحافظات اخرى منها مشروع بمحافظة اسيوط بالتعاون مع شركة «مدينة نصر» وفى المنصورة الجديدة بالتعاون مع شركة «المعادى للتنمية والتعمير» مع العلم انه لم يكن التعاون الاول مع شركة «المعادى»، حيث قمنا فى 2016 بتصميم مشروع المعادى فيو والمقام على مساحة 136 فدان  في الشروق ، وفى الاسكندرية حاليا هناك مشروع لشركة «سوليك» و مشروع Bayside  لشركة العتال هولدينج بخلاف المشروعات الساحلية فى العين السخنة والساحل الشمالى ، وايضا مشروعات بالمدن الجديدة مثل التجمع الخامس والسادس من اكتوبر و الشيخ زايد و هليوبوليس الجديدة ومدينة المستقبل و مدينتي والشروق من ضمن هذه المشروعات مشروع لاندسكيب لشركةSodic بهليوبولس الجديدة و اخر لمجموعة طلعت مصطفى بمدينتي، ذلك وتصل تكلفة تنفيذ المشروعات الذى قام المكتب بالاشراف على تصميمها فى الفترة الحالية الى أكثر من 50مليار جنيه.

بناء ابراج العلمين على البحر كان تحدياً عظيماً واستطعنا مواجهته بكل احترافية

وبالعودة للحديث عن العمل بمدينة العلمين الجديدة يجب التوضيح ان اختيارنا لتصميم ابراج العلمين اضاف لنا الكثير، بل وساهم فى نشر هذه النوعية من المبانى العقارية العملاقة وخاصة ان موقعها على البحر متفرد وبارتفاع 40طابق وهو الاول فى مصر على الاطلاق، وقد واجهنا العديد من التحديات بدءاً من اختبارات التربة والنزول لعمق اكثر من 62متر، بل والاكثر من ذلك ان بعض هذه الابراج بُنيت فى البحر بعد ردم جزء منه وذلك لمراعاة تصميم هندسى ومعمارى متناسق ورائع، وهناك بعض الابراج تبعد قرابة 300متر من البحر، فبناء هذه الابراج على البحر كان تحدياً عظيماً واستطعنا مواجهته بكل احترافية، ولان الغرض من بناء مدينة العلمين قائم بالاساس على انشاء حياة جديدة للمصريين وليس الغرض بناء مدينة ساحلية فقط، فقد اعتمدنا على توجيه الكثافة السكانية على البحر مباشرة حتى نضمن ان يعتمد قاطنى المدينة على الذهاب والعودة مترجلين وعدم الحاجة لاستخدام وسائل النقل الخاصة اوالعامة وذلك لنظهر جمال وسحر مدينة العلمين، وبالتالى اصبحت المبانى الاقل ارتفاعا فى الخلف وهو ايضا ما يساعد الدولة والشركات العقارية على تسويق افضل، فتخطيط المدينة يعتمد على انشاء حياة موازية صناعية وزراعية ومدن جامعية، لخلق مجتمع سكنى متكامل طوال العام.

نراعى الحداثة فى التصميمات وان تبقى فى طور المنافسة مع كافة المشروعات سواء الحالية او اللاحقة

لا يوجد فى تصميماتنا مصطلح «موضة وقدمت» فاستراتيجيتنا قائمة على مواكبة جميع الازمنة

نراعى فى تصميم كافة المشروعات ان تكون ذات قدرة على البقاء متواكبة مع كل عصر تشهده، اى لا تكون على الموضة الحديثة فقط وتصبح قديمة مع مرور الزمن، ولكن اهم عنصر لدينا هو مراعاة التماشى مع كافة الازمنة الحالية اوالقادمة، وتبقى دائما فى طور المنافسة مع كل ما يستجد من مشروعات لاحقة، ولا يوجد فى تصميماتنا مصطلح «موضة وقدمت» فكافة التصميمات تواكب جميع الازمنة.

فى واقع الامر التصميم المعماري يعتمد على العديد من الامور الهامة بدء من الموهبة والدراسة الجيدة للمشروع الموكل للمكتب من حيث دراسة الموقع والبيئة المحيطة به والغرض من الانشاء وقوانين البناء الخاصة بكل موقع على حدى و دراسة برنامج المشروع و جوانب اخرى عديدة ، مع مراعاة الكثافات السكنية والطرق العامة للموقع خارجياً وداخلياً.

وفى المرحلة الثانية نبدء دراسة المشروع بذاته، حيث يختلف التصميم وفقا لطبيعة المشروع سواء سكنى اوادارى اوتجارى، لاستغلال امثل لاجمالى مساحة المشروع بالكامل فى تصميم وحدات تناسب اهداف واغراض المطور وتتلائم مع احتياجات السوق، وهنا دائما مانراعى القيمة المضافة للمشروع بحيث يحقق ارباحا للشركة المنفذة، حتى لا نتسبب فى عوائق عند البناء اوفى مراحل البيع، ودائما ما يراعى التصميم افضل نظام للتشغيل والاضاءة والتهوية.

ولا اخفى ان هناك اطلاع دائم على كافة المشاريع الاخرى المماثلة سواء داخل مصر اوخارجها، ولإكتساب خبرة اكثر من خلال عرض ومتابعة كل ما هو جديد على السوق العقارى، ومن بعدها نبدأ فى مرحلة وضع عدة افكار مختلفة ويبدأ التشاور مع المطور العقارى حتى الوصول الى افضل تصميم يناسب المشروع.

فى حقيقة الامر كل شىء قابل للتنفيذ ولكن يجب دائما مراعاة مراحل التصميم الهندسى ومراحل الانشاء والتنفيذ نهاية بالتشطيب والتسليم للعميل بل السؤال المطروح هنا.. عند تصميم معمارى جمالى اوغريب، هل يعلم القائمون على مراحل التنفيذ ما هى التكلفة الفعلية للانشاء والتنفيذ؟ وهل كل ما تم تصميمه والاتفاق عليه من مواد بناء اوواجهات متوفرة داخل مصر؟ حتى لا يتم استيراد اشياء من الخارج تُزيد من التكلفة الانشائية، وهناك العديد من التجارب بدول فى الجوار لم تراعى تلك العوامل، لذا فالمسؤلية التى تقع على المكتب الاستشارى كبيرة جداً فى مراعاة تلك الامور الفنية.

دائما لنا منظور مختلف ومتجدد عند البدء فى التصميمات المعمارية للمشروع ولا نتبع نظرية منفردة اودائمة والدليل على ذلك عند النظر الى كافة المشروعات التى قمنا بتصميمها تجد انها مختلفة عن بعضها ولا تتشابه حتى مع اى من المشروعات الخاصة بمكاتب هندسية فى السوق فدائما نبحث عن الابداع وعن كل ما هو جديد مع الاخذ فى الاعتبار والتشاور مع المطور العقارى فى كافة التفاصيل الفنية حتى نأتى بتحفة معمارية ذات طابع خاص.

لا اعتقد اننا تأخرنا فى ثقافة بناء الابراج ولكن الامر يعود الى المخطط الهندسى المُعد مسبقاً والذى يجب ان تخطيط مدينة متكاملة بجميع جوانبها ، ويجب ايضا مراعاة الهدف من انشاء الابراج والذى يضيف قيمة تسويقية مرتفعة، مع الاخذ فى الاعتبار ان بناء الابراج يحتاج الى تكاليف عالية وتخطيط جيد وتسويق محترف، ولا شك ان وجود مبانى مرتفعة يُعطى قيمة تسويقية جيدة لتلك المدن، والدليل على ذلك وخير مثال العاصمة الادارية الجديدة، التى تبنت بناء البرج الايقونى فاصبحت كافة الشركات تسوق منتجها العقارى بأنه مقابل للبرج الايقونى وكذلك مدينة العلمين الجديدة، واقولها صراحة.. مدينة العلمين والعاصمة الادارية الجديدة ساهمت بشكل كبير فى احداث طفرة معمارية جديدة على السوق المصرى، ومما لاشك فيه ان خبراتى السابقة بدول الخليج فى بناء الابراج ساعدت كثيراً فى وضعنا فى مصاف المكاتب المعمارية التى حملت على عاتقها تصميمات مبتكرة ومبدعة.

عند البدء فى التصميم المعمارى لمدينة متكاملة اومشروع منفرد نراعى المواد الخام المستخدمة فى مراحل التنفيذ، فنحن مرتبطين بقدرة الشركة المنفذة على شراء جميع منتجاتها من داخل مصر اواستيراد البعض منها من الخارج، لان الثابت لنا ان نسهل على الشركة المنفذه عملية الانشاء والتشطيب فى فترات وجيزة وبتكلفة مناسبة اما فيما يخص الابراج فنراعى دائما عمليات الصيانة للواجهات و الخامات المستخدمة من حيث قدرتها على تحمل عوامل البيئة وسهولة الصيانة والتنظيف الدائم، وحاليا السوق العقارى المصرى يشهد تواجد العديد من الشركات المتخصصة فى انتاج هذه المواد اللازمة للتشطيب.

ارى ان العاصمة الادارية الجديدة متنفس اقتصادى كبير وقاطرة التنمية العقارية فى السنوات القادمة، وهو ما تم التخطيط له مسبقاً من جانب القيادة السياسية وعلى رأسها السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى نحو رؤية مصر 2050، من عودة القاهرة لمجدها وجعلها كمزار سياحى اثرى وخاصة منطقة وسط البلد والاحياء المجاورة لها، فبعد نقل الوزرات الحكومية الى العاصمة سوف تشهد منطقة وسط البلد انفراجة كبيرة وسيولة مرورية وهو ما تهدف اليه الدولة

اما العاصمة الادارية الجديدة من الجانب الاقتصادى فالمؤكد أن هناك فرص عمل وتطوير على مدار السنوات القادمة، وهناك فرص استثمارية جديدة، فلا شك اننا هنا نتحدث عن العاصمة الادارية وما يحيطها من ظهير صحراوى جاذب للاستثمار بشكل مباشر وفعال  وخاصة ان العاصمة الادارية تساوى ضعف مساحة القاهرة الجديدة 6اضعاف تقريباً، فمخطط الدولة يهدف بالاساس الى مضاعفة مساحة الرقعة السكانية الى 14% بدلا من 7%.

 

 

التعليقات مغلقة.