الخميس, 26 ديسمبر 2024 | 5:40 مساءً

انطلاق حوارات “إنفستوبيا العالمية” في تشيناي الهندية لتعزيز الشراكة الاقتصادية بين الإمارات والهند في القطاعات الاقتصادية الجديدة والمستدامة

بحضور أكثر من 300 مشارك من القادة ورجال الأعمال والمستثمرين ورواد الأعمال

 

أطلقت حوارات “إنفستوبيا العالمية” نسخة جديدة في تشيناي بولاية تاميل نادو الهندية، بهدف تعزيز الشراكة الاقتصادية بين دولة الإمارات وجمهورية الهند الصديقة في القطاعات الاقتصادية الجديدة والمستدامة لا سيما الخدمات اللوجستية والصناعات المتقدمة وريادة الأعمال والمشاريع الصغيرة والمتوسطة والبيئة والاستثمار.

جاء ذلك خلال فعالية نظمتها “إنفستوبيا” بالتعاون مع حكومة ولاية تاميل نادو الهندية واتحاد الصناعات الهندي، بحضور معالي عبدالله بن طوق المري، وزير الاقتصاد، رئيس إنفستوبيا، ومعالي علياء بنت عبدالله المزروعي، وزيرة دولة لريادة الأعمال، ومعالي الدكتور تي. أر. بي. راجا، وزير الصناعة وترويج الاستثمار والتجارة في حكومة ولاية تاميل نادو الهندية، وسعادة سنغاي سودهير سفير جمهورية الهند لدى الدولة، وآر دينيش، رئيس اتحاد الصناعات الهندي، وبمشاركة أكثر من 300 مشارك من القادة ورجال الأعمال والمستثمرين ورواد الأعمال وخبراء الاقتصاد وممثلين عن شركات القطاع الخاص الإماراتية والهندية الرائدة.

وأكد معالي عبدالله بن طوق المري، وزير الاقتصاد، رئيس إنفتسوبيا، أن “إنفستوبيا” تعد محوراً مهماً لتعزيز جهود الدولة في التحول نحو النموذج الاقتصادي الجديد القائم على المعرفة والابتكار، كونها ترتكز على تشجيع الاستثمار والتوسع في القطاعات الاقتصادية الجديدة والمستدامة، وتعزز بناء الشراكات الاقتصادية والمثمرة مع الحكومات ومجتمعات الأعمال في هذه المجالات الحيوية، حيث نجحت حوارات “إنفستوبيا العالمية” على مدار السنوات الثلاث الماضية أن تصل إلى أكثر من 11 سوقاً استراتيجياً على مستوى العالم، لتصنع سلسلة من النقاشات والجلسات الفعالة والمتميزة حول الفرص الاقتصادية والاستثمارية في الأسواق الناشئة، وخلق منصة تفاعلية تجمع كبار القادة واللاعبين الاقتصاديين والمستثمرين ورواد الأعمال على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي.

وأضاف معاليه أن الإمارات والهند تمتلكان رؤى مشتركة في التوجه نحو النماذج الاقتصادية الجديدة والمستدامة، وهو ما يؤكد الدور الحيوي لـ “إنفستوبيا” في تعزيز هذه الرؤى ودعمها على صعيد القطاعين الحكومي والخاص في البلدين الصديقين.

ويعد اقتصادا الإمارات والهند من أسرع الاقتصادات نمواً، حيث نما الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي للاقتصاد الإماراتي بنسبة 6.2% خلال العام 2023 مقارنةً بالعام 2022 ليحل بذلك في المرتبة الـ 5 عالمياً في مؤشر نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي، فيما حقق الناتج المحلي الإجمالي للاقتصاد الهندي نمواً بنسبة 8.4% في الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام 2023، وهو ما يعطي مؤشراً إيجابياً لزخم الفرص الاقتصادية في أسواق البلدين خلال المرحلة المقبلة، في ضوء شراكتهما الاقتصادية المتميزة.

وقال معالي بن طوق: “أطلقنا أولى حوارات لـ “إنفستوبيا العالمية” بالهند في العام 2021، والتي شهدت تنظيم جلستين في مومباي ونيودلهي، ونحن اليوم ندشن محطة جديدة في مدينة تشيناي الهندية، حيث يأتي ذلك تأكيداً على أهمية مجتمع الأعمال الهندي لدولة الإمارات باعتباره شريكاً اقتصادياً واستثمارياً لقطاع الأعمال الإماراتي، لا سيما مع وجود أكثر من232  ألف رخصة تجارية هندية في أسواق الدولة بنهاية النصف الأول من العام 2024، والتي تعمل في أنشطة وقطاعات اقتصادية متنوعة، كما تم إضافة أكثر من 20 ألف رخصة تجارية هندية خلال أول 6 أشهر من العام الحالي”.

وتابع معاليه: “يرجع اختيار مدينة تشيناي الهندية لإقامة حوارات “إنفستوبيا العالمية” إلى أنها تتمتع بقاعدة اقتصادية قائمة على الصناعات الجديدة والمبتكرة لا سيما السيارات الكهربائية والبرمجيات والسياحة الطبية والتصنيع المستدام وإنشاء مراكز البيانات وابتكار تقنيات التكنولوجيا المالية، وهو ما يجعلها محطة مهمة لتعزيز الفرص الاستثمارية الواعدة التي تتمتع بها تلك القطاعات والصناعات الحيوية أمام مجتمع الأعمال الإماراتي ودعم الاستفادة منها، كما وضعت الحكومة الهندية مستهدفاً لهذه المدينة بوصول اقتصادها إلى تريليون دولار بحلول العام 2030، من خلال الاعتماد على المشاريع والقطاعات المستدامة والابتكارات الحديثة والتجارة الإلكترونية وتعزيز قدرات العنصر البشري”.

ومن جانبها قالت معالي علياء المزروعي، وزيرة دولة لريادة الأعمال: “تُولي دولة الإمارات بفضل توجيهات قيادتها الرشيدة اهتماماً كبيراً بتطوير قطاع المشاريع الصغيرة والمتوسطة باعتباره شريكاً أساسياً في دعم نمو الاقتصاد الوطني واستدامته، لا سيما أن الشركات الصغيرة والمتوسطة تُمثل 94% من إجمالي شركات القطاع الخاص في الدولة، وتسهم بنسبة 40% من الناتج المحلي الإجمالي للاقتصاد الإماراتي”. مشيرةً معاليها إلى أن وزارة الاقتصاد وضعت مستهدفاً بالوصول إلى مليون شركة صغيرة ومتوسطة تعمل في أسواق الدولة بحلول عام 2030، بما يدعم زيادة الناتج المحلي الإجمالي للدولة ليصل إلى 3 تريليونات درهم بحلول العقد المقبل، في ضوء مستهدفات رؤية “نحن الإمارات 2031”.

وأضافت معاليها: “تُشكل هذه النسخة من “إنفستوبيا” خطوة جديدة لدعم نمو قطاع المشاريع الصغيرة والمتوسطة في السوقين الإماراتي والهندي عبر تسليط الضوء على الفرص والممكنات المتاحة أمام رواد الأعمال وأصحاب الشركات الناشئة في البلدين، وتشجيعهم على الاستثمار في القطاعات الاقتصادية الجديدة”.

وتفصيلاً، شهدت حوارات “إنفستوبيا العالمية” انعقاد 3 جلسات نقاشية تحدث فيها نخبة من المسؤولين الحكوميين ورجال الأعمال والمستثمرين في البلدين، حيث جاءت الجلسة الأولى بعنوان “مدى تأثير التغيرات الاقتصادية العالمية والتداعيات الجيوسياسية على اقتصاد دولتي الإمارات والهند”، والتي ناقشت أهمية استغلال الفرص والممكنات التي يتمتع بها البلدان للتغلب على التحديات الاقتصادية العالمية الراهنة، وتبادل الخبرات وأفضل الممارسات في القطاعات والأنشطة المستدامة، وكذلك الدور المحوري الذي سيلعبه مشروع الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا.

وسلّطت الجلسة الثانية الضوء على أبرز الآليات والطرق للحد من الانبعاثات الكربونية من الصناعات الثقيلة في أسواق البلدين خلال المرحلة المُقبلة، باعتبارها مساراً أساسياً للمضي نحو تحقيق الحياد المناخي في المستقبل، ودعم الشراكة الخضراء بين الدولتين، والحلول المناسبة لمواجهة التحديات البيئية المتصاعد، وكذلك أهمية اتباع التقنيات المتقدمة والابتكارات التي تدعم التحول نحو القطاعات المستدامة وتحقيق نمو اقتصادي صديق للبيئة.

واستعرضت الجلسة الثالثة بعنوان “اصنع في الإمارات” دور القطاع الصناعي الإماراتي في تعزيز سمعة الدولة كوجهة عالمية رائدة للمستثمرين الدوليين، وتلك السياسات والحوافز التي قدمتها الدولة في هذا القطاع الحيوي خلال السنوات الماضية، إضافة إلى أهمية تبني الحلول المبتكرة والذكاء الاصطناعي في دعم كفاءة الشركات الصناعية وتعزيز قدرتها للنمو والتنافسية، وكيفية استفادة مجتمعي الأعمال الإماراتي والهندي من الفرص التي تتيحها اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة الموقعة بين دولة الإمارات والهند بالقطاعات والأنشطة الصناعية المتنوعة.

كما شهدت هذه النسخة من “إنفستوبيا” طاولة مستديرة على مستوى المسؤولين الحكوميين ورجال الأعمال والمستثمرين في البلدين، لاستكشاف الفرص الاقتصادية والاستثمارية والتجارية في القطاع الخاص، وتعزيز استفادة مجتمعي أعمال البلدين منها.

يُذكر أن حوارات “إنفستوبيا العالمية” أطلقت أكثر من 11 جولة لها استهدفت أسواق عالمية بارزة شملت نيودلهي ومومباي ونيويورك وجنيف وميلانو ولندن والقاهرة والرباط وهافانا ودبي.

 

التعليقات مغلقة.