الإثنين, 23 ديسمبر 2024 | 11:45 صباحًا

مركز المعرفة الرقمي.. منصة عربية مفتوحة للمحتوى الرقمي

في عالم تتزايد فيه أهمية الذكاء الاصطناعي المعتمد على المعرفة الرقمية والذي يتوسع يوماً بعد يوم، وتتصاعد معه التطبيقات والنظم التي تيسر الوصول إلى المعرفة الرقمية، يبرز دور مركز المعرفة الرقمي، المنصة المعرفية العربية الرائدة التي طورتها مؤسّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، كمنظومة رقمية متكاملة تزخر بالمحتوى المعرفي العربي والعالمي وتسهم في تعزيز حضوره في البيئة الرقمية، حيث يضم كمّاً هائلاً من المصادر والمواد الرقمية المعرفية المصنفة والمبوبة بأساليب معيارية متطورة تجعل عملية البحث والتصفح والقراءة أكثر مرونة وسهولة من أي مكان وفي أي وقت.

رسالة معرفية رائدة

يطمح مركز المعرفة الرقمي إلى بناء قاعدة معرفية رقمية واسعة وإتاحتها أمام الجمهور العربي والعالمي والمساهمة في بناء بنية تحتية رقمية قوية تدعم التبادل المعرفي عبر إثراء المكتبة الرقمية العربية بالكتب والدراسات والبحوث وتوفير محتوى تعليمي تفاعلي يلبي احتياجات مختلف الفئات العمرية، إضافة إلى دعم نشر المحتوى العربي الأصيل وتعزيز مكانته في العالم الرقمي، مساهمةً في تضييق الفجوة الرقمية المعرفية العربية.

ويسعى المركز إلى توفير وتطوير منصة مفتوحة موحدة تجمع كل المخرجات المعرفية لمؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، إلى جانب المخرجات المعرفية لمؤسسات حكومة دبي ومجموعة متنوعة من المكتبات النوعية المتخصصة في خدمة فئات عمرية وقطاعات معرفية متخصصة، ضمن إطار ذكي شامل لإتاحة الوصول السهل والسريع لمصادر معرفية متنوعة، تغطي مختلف المجالات والتخصصات العلمية والأدبية والبحثية التي توفرها دور النشر العربية والعالمية. ويحتوي مركز المعرفة الرقمي حالياً على أكثر من 600 ألف عنوان، مقسمة في شكل مواد رقمية تبلغ نحو 6,5 ملايين مادة.

أهداف مركز المعرفة الرقمي

يهدف مركز المعرفة الرقمي إلى توفير نظام عربي متكامل يضمن سهولة الوصول إلى مصادر المعلومات والمحتوى المعرفي بشكل مستمر، ويشتمل على قاعدة معرفية غنية بالمحتوى الرقمي باللغات العربية والأجنبية لخدمة احتياجات التعليم والبحث المتنوعة، إضافة إلى اعتماد المعايير والبروتوكولات العالمية في إنشاء المكتبات والمستودعات الرقمية بما يعزز إمكانية الوصول السهل وبناء الذاكرة الرقمية للمؤسسات وحفظها وإتاحتها.

ويسعى أيضاً إلى دعم بناء مؤسَّسات ومجتمعات المعرفة من خلال توفير حلول مبتكرة للأنظمة الرقمية والمحتوى المعرفي وإتاحة إمكانيات الاستخدام لخدمة كافة الفئات العمرية والمجالات المعرفية، إلى جانب توفير نظام عربي فريد ومتكامل لبناء المكتبات والمستودعات وحفظ الذاكرة الرقمية للمؤسسات بمنصة عربية موحدة، وتطوير بنية تحتية رقمية متقدمة لضمان الحفظ الآمن والمعالجة السهلة لكافة أنواع المصادر الرقمية بما في ذلك الكتب والمقالات والدراسات والبحوث والصور والفيديوهات والتسجيلات الصوتية وغيرها من أشكال المحتوى الرقمي.

مكونات المركز

  • ثلاث بوابات رقمية وعشرون مكتبة رقمية متخصصة

من أجل توفير خيارات بحث متقدمة ومخصصة تتناسب مع الاحتياجات المتنوعة لأنواع المستخدمين، تم تقسيم المركز إلى ثلاث بوابات رقمية متمايزة، وهي: “بوابة القارئ العام” التي تتضمن كنوزاً معرفية وعلمية كبيرة تتناول مختلف التخصصات والمجالات التي تهم القراء من جميع الفئات والأعمار. والبوابة الثانية هي “بوابة الباحثين” التي تشمل كماً هائلاً من المواد والدراسات والأبحاث والمقالات العلمية المصممة خصيصاً لتلبية احتياجات المجتمعات الأكاديمية والمؤسسات التعليمية. أما البوابة الثالثة فهي “بوابة الأطفال والطلاب” التي تمثل نافذة واسعة نحو عالم مليء بالقصص والكتب الموجهة للأطفال واليافعين، وتزخر بمحتوى معرفي ترفيهي يعزز تجربتهم التعلّمية بوسائل مبتكرة وممتعة.

وإيماناً بالحاجة الماسة إلى ترتيب الكتب والمصادر المعرفية المختلفة وفقاً لتخصص كل منها وأهمية ذلك في تيسير البحث وتوفير الجهد، عمد مركز المعرفة الرقمي إلى إنشاء 20 مكتبة رقمية متخصصة ومبوبة بحسب المجالات المعرفية ومنها: مكتبة الذكاء الاصطناعي، ومكتبة الطاقة، والمكتبة الجامعية، والمكتبة المدرسية، والمكتبة القانونية، والمكتبة الاقتصادية، والمكتبة الأدبية، والمكتبة التاريخية، ومكتبة الفضاء، ومكتبة قصص الأطفال، مكتبة التنمية المستدامة، ومكتبة اللغة العربية، وغيرها.

  • مستودع رقمي موحد لحكومة دبي ومؤسَّساتها

يضم مركز المعرفة الرقمي مستودعاً رقمياً مركزياً لكافة المخرجات المعرفية الرقمية التي تنتجها أكثر من 25 هيئة ودائرة حكومية في إمارة دبي، ليشكل بذلك بوابة موحدة وشاملة للتقارير السنوية والأدلة الإرشادية والكتب السنوية الصادرة عن تلك المؤسَّسات، ما يوفر من تكاليف إنشاء مستودعات رقمية مستقلة. وبهذه الطريقة، يتيح المركز خدمات حفظ وصيانة وإتاحة الذاكرة الرقمية لتلك الجهات من دون الحاجة إلى تحمل أي تكاليف إضافية، ما يساعد حكومة دبي على ترشيد النفقات واستغلال الموارد المتاحة بكفاءة وإنتاجية عالية توفر الجهد والوقت. وبإمكان المستخدمين تصفح المحتوى الرقمي لتلك المؤسَّسات ولحكومة دبي بكل سهولة، مع إمكانية الوصول إليه عبر محركات البحث العالمية، وهي خطوة مهمة تعزز الحضور الرقمي لهذه المؤسسات في شبكة الإنترنت وتقوي مشاركتها للمحتوى المعرفي في البيئة الرقمية العالمية.

مزايا متفردة من أجل قراءة أكثر فائدة ومتعة

التحليلات الذكية: ابتكر مركز المعرفة الرقمي أسلوباً جديداً لدراسة سلوك المستفيدين منه وتحليله عبر إنشاء واجهة للمزامنة القرائية، تقوم بعرض اختيارات المستخدمين، ما يساعد على إجراء تحليلات ذكية وعميقة للتوجهات المعرفية لسلوك القراء وتوجهاتهم، بما يساعد على تقديم التوصيات المناسبة وتحديد الموضوعات التي قد تنسجم مع اهتماماتهم وتلبي احتياجاتهم المعرفية المتباينة. وتساعد هذه التحليلات أيضاً على تحسين جودة المحتوى وتحديثه بانتظام لضمان تلبية التوجهات المتغيرة للمستخدمين والارتقاء بتجربة القراءة لديهم.\

الخرائط المعرفية: تم بناء المكتبات النوعية والمتخصصة بأساليب مبتكرة تعتمد على الخرائط المعرفية والتي تشتمل على سُحب للكلمات والموضوعات الرئيسة، وتصنع هذه السحب تصوراً مرئياً لحجم التمثيل المعرفي لكل عنصر وحجم ومعدلات المحتوى المتاح في كل مجال من مجالات الخريطة المعرفية للمكتبة، مما ييسر على المستخدمين فهم كمية وتنوع المصادر المتاحة في كل مجال معرفي، ويجعل عملية التعرف إلى البنى الاصطلاحية أمراً ميسراً، وهو ما يساعد مؤسسات إنتاج ونشر المعرفة على التعرف إلى الخريطة المعرفية الشاملة لكل قطاع وحجم التمثيل المعرفي له، إلى جانب دراسة الفجوات المعرفية في تلك المكتبات من ثم الاستجابة لها عبر التركيز على النشر وفقاً للاحتياجات وإحصاءات الاستخدام وسد الفجوات.

أفق رقمي مفتوح نحو معرفة لا حدود لها

مركز المعرفة الرقمي ليس مجرد منصة معرفية مفتوحة فحسب، بل هو حل متكامل لبناء مكتبات رقمية متطورة ومستودعات معرفية ضخمة وذاكرة رقمية آمنة للمؤسَّسات العربية، وهو أيضاً أداة مثالية لتوطين تكنولوجيا الحلول الرقمية ضمن البيئة العربية بما يتوافق مع متطلبات المؤسَّسات العربية واحتياجات المتعلمين العرب.

ويتميز المركز بأنه لا يفرض أي قيود على الاستخدام خدمةً للأغراض التعليمية والمعرفية والبحث العلمي، بفضل أسلوبه البسيط الذي يسمح لأي شخص في العالم وفي أي وقت كان بالدخول إلى فضائه المعرفي الواسع دون الحاجة إلى اتباع إجراءات التسجيل المعتادة واختيار أسماء للمستخدمين أو كلمات مرور.

ويوفِّر المركز محتوى غنياً ومتنوعاً يتم تحديثه باستمرار عبر تقنيات مبتكرة لجمع المحتوى الرقمي المجاني وتنظيمه في بيئة رقمية متكاملة، ويفخر بكونه المنصة العربية الوحيدة المتاحة مجاناً أمام الأوساط التعليمية والمهتمين بالبحث العلمي في العالم العربي.

وهكذا فإن مركز المعرفة الرقمي يواصل تأثيره المعرفي الإيجابي في أفراد المجتمع متيحاً لهم المزيد من آفاق وفرص التعلم والتطور، انسجاماً مع رسالة مؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، المتمثلة في بناء مجتمعات عربية قائمة على المعرفة والإبداع والابتكار.

التعليقات مغلقة.