إعلان مصر تنفيذ سياسة السماوات المفتوحة والسماح لشركات الطيران المصرية بتشغيل رحلات مباشرة من الدول الأوروبية إلى مطار القاهرة، وفتح مطارى سفنكس والعاصمة الإدارية أمام حركة الطيران العارض «الشارتر»، والتشغيل المُنتظم لتنشيط السياحة الوافدة إلى مدينة القاهرة، وجد ترحيبا واسع النطاق ووصفه الخبراء بأنه فتح جديد فى عالم السياحة والطيران سوف يثمر قفزة هائلة لحركة السفر بين مصر ومختلف الأنحاء بما لذلك من انعكاسات اقتصادية وتنموية جذرية قادرة على تحقيق حلم الرخاء باستعادة مصر كامل قدرتها على جذب السائحين وتعزيز العلاقات التجارية مع دول العالم.
وأعلن الطيار سامح حفنى، رئيس سلطة الطيران المدنى، أن تطبيق سياسة السماوات المفتوحة على كافة المطارات المصرية بما فيها مطار القاهرة يأتى مواكبا لتوجه الدولة نحو تعزيز العلاقات مع كافة الدول ودعما لتنشيط حركة السياحة المصرية من خلال منح الزوار الأجانب كافة الاختيارات الملائمة وإزالة العوائق التى تحول دون سهولة زيارتهم الأراضى المصرية.
وقال حفنى إنه بات متاحا أمام جميع شركات الطيران الخاصة فى العالم الهبوط والإقلاع فى كافة المطارات المصرية دون قيود بعد استيفاء معايير السلامة والأمان المتعارف عليها دوليا، مشيرا إلى أنه قبل تنفيذ سياسة السماوات المفتوحة كان عدد شركات الطيران العالمية التى تعمل بمطار القاهرة 47 شركة، وإن السياسة الجديدة سوف تمنح فرصا غير محدودة لتضاعف هذا العدد مما يمنح بدائل متزايدة أمام قاصدى الاراضى المصرية وهو ما يعزز المنافسة على تقديم أفضل الخدمات للسائحين وهذا بدوره ينعكس بالزيادة لتكون مصر فى مقدمة اختيارات السائحين فى العالم، وعلى جانب آخر تحقق هذه السياسة تنشيطا عاما لحركة السفر والترانزيت فى المطارات المصرية بما يساهم بإيجابية فى تشغيل العديد من الخدمات والانشطة المتعلقة بالسفر والطيران وتعزيز معدلات النمو الاقتصادى بصفة عامة.
ومن جانبه رحب يسرى عبدالوهاب، الخبير السياحى، نائب رئيس اتحاد النقل الجوى، بإعلان سلطات الطيران المصرية اعتمادها سياسة السماوات المفتوحة والتى تسمح لشركات الطيران بالتعامل مع كافة المطارات دون قيود، مؤكدا أن المردود المنتظر إيجابى وسريع جدا على السياحة، مشيرا إلى أن ذلك كان مطلبا دائما من العاملين فى القطاع السياحى المصرى.
وأعرب عبدالوهاب عن تقديره وامتنانه لاستجابة القيادة السياسية ومجلس الوزراء واتباعها لهذه السياسة التى أصبح معمولا بها عالميا تعزيزا ودعما لحركة السياحة والسفر العالمية وانعكاس ذلك بإيجابية على معدلات النمو الاقتصادى المحلى والعالمى بما يمنحه من فرص متزايدة أمام السائح لزيارة مدن ومناطق أكثر.
وأشار إلى أن مطار القاهرة يمكنه استيعاب 30 مليون سائح سنويا إلا أن الإجراءات المعمول بها لم تتح له سوى استقبال 14 مليون سائح فقط، مؤكدا أن اتباع السياسة الجديدة للسماوات المفتوحة سوف يعمل على تشغيل مطار القاهرة بكامل قدرته وما لذلك من تأثير على كثافة تشغيل العمالة وتوفير وظائف جديدة.
وأوضح أن الأرقام تشير إلى أن السياحة المصرية هى الأسرع نموا خاصة بمنطقة الشرق الأوسط ومع نشاط وانتماء ومهارة العاملين فى قطاعى السياحة والطيران المصرى الذى يستجيب بسرعة لأى حافز فإن اتباع سياسة السماوات المفتوحة يبشر بقفزة كبيرة فى معدلات النمو التى سوف تنتج ثمارها الرائعة فى الغد القريب ولتحصل مصر على نصيبها العادل من كعكة السياحة العالمية.
وطالب عبدالوهاب بمنح الدول العربية شركات وأفرادا المكانة الاولى بالرعاية فى هذا الإطار الجديد للفوز بأكبر عدد ممكن من السائحين وهو ما تتنافس دول العالم للفوز به وتفعيل نظام التأشيرة الإلكترونية المعمول به فى معظم دول العالم لتكتمل منظومة الجذب السياحى لمصر والقادرة على تحقيق قفزات غير مسبوقة فى معدل السياحة للبلاد.. وحينها سوف يتم العمل على تعديل الأسعار والبرامج السياحية بما يتناسب مع قيمة وسهولة الخدمات وانعكاس ذلك على زيادة الطلب على زيارة الأراضى المصرية، وهو ما يمنح مصر فرصا أكبر فى انتقاء السائح القادر على الإنفاق بشكل متزايد وبالتالى تزداد معدلات استيعاب عمالة جديدة وزيادة مستويات دخل العاملين بالقطاع خاصة أن المطارات هى بوابة مصر السياحية حيث تستقبل مصر 95% من زوارها عبر المطارات بينما تستقبل الـ5% الباقية عن طريق البر والموانئ البحرية فضلا عن المتوقع إثر اتباع سياسة السماوات المفتوحة من زيادة نشاط الحركة التجارية باعتماد شحن المنتج المصرى من مواقع إنتاجه بتكلفة أقل إلى جميع أنحاء العالم وهو ما ينعكس على زيادة فرص التصدير والمزيد من الانتعاش لحركة النقل الجوى إذا ما أخذنا فى الاعتبار أن الطيران يعمل على خدمة نحو 42 صناعة وخدمة السياحة لنحو 75 صناعة أخرى.
ومن ناحيته أعرب النائب عمرو صدقى، رئيس لجنة السياحة والطيران بالبرلمان، عن سعادته بإعلان الحكومة فتح المطارات المصرية أمام الطيران لجميع الشركات بالعالم دون قيود سوى إجراءات الامن والسلامة العالمية، مؤكدا أن ذلك يأتى نتيجة جهود مستمرة لتنفيذ إجراء كان مطلبا دائما للعاملين بقطاع السياحة والطيران.
وأكد أن ذلك سيحقق فوائد عديدة للاقتصاد الوطنى عبر إطلاق حرية السفر من وإلى المطارات المصرية، موضحا أن من أهم هذه الفوائد قطع الطريق أمام كل جهة تتحكم فى السياحة الوافدة إلى مصر بوسائل احتكارية كما يمنح الفرصة الكاملة للمنافسة بين شركات الطيران لتقديم الخدمات بكفاءة أكثر وبأسعار أقل وهو أمر يصب فى مصلحة السائح وينعكس بالزيادة على معدل حركة السفر والسياحة. وقال صدقى إن السياسة الجديدة تأتى ضمن حزم الإجراءات التى اعتمدتها الدولة المصرية لتعزيز الانفتاح على العالم وتنشيطا للسياحة وزيادة فرص التبادل التجارى مع مختلف الدول خاصة تلك التى لم يكن بينها وبين مصر خطوط طيران مباشرة مثل الدول الإفريقية وأمريكا الجنوبية وبعض دول وسط وشرق آسيا، مشيرا إلى أن ذلك يعمل بإيجابية على فتح أسواق جديدة للسياحة المصرية فى تلك البلدان وبما يواكب اهتمام الدولة بالملف السياحى.
التعليقات مغلقة.