الإثنين, 18 نوفمبر 2024 | 2:16 صباحًا

دعم الشباب وابتكار طرق تسويقية احترافية.. لدعم رواد الأعمال

أوضحت المهندسة ياسمين الموجى، المحاضر بمجال ريادة الأعمال والتسويق واستشارى تدريب وتسويق وباحث أكاديمى بمجال ريادة الأعمال بالمملكة المتحدة، دور ريادة الأعمال فى دعم الاقتصاد المصرى، ودور الدولة المهم والفعال من خلال العمل على تنمية ثقافة ريادة الأعمال ومواجهة القصور الشديد الموجود حاليًا للتعريف بهذا المجال وتسليط الضوء عليه خلال الفترة القادمة نتيجة لاهميته القصوى وتأثيره فى منابر التجارة الدولية المستقبلية المختلفة.

وأكدت المهندسة «ياسمين» فى تصريحات خاصة لـ «بيزنس إيليت» على هامش فعاليات مؤتمر «انطلق من مصر» أن تمويل الصناعات الثقيلة يستهلك أموال كبيرة للغاية واستثمار مرتفع جدًا على عكس المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر والتى يجب الاهتمام بها من أجل توفير فرص عمل جديدة والحد من البطالة وفى نفس الوقت تكون تكلفة هذه المشروعات أقل من حيث التمويل مقارنة بتمويل الصناعات الثقيلة وايضا لتشجيع الشباب على الاستثمار فى بلده أفضل من السفر للخارج للبحث عن عمل او استثمارمناسب لهم وضخ هذه الأموال فى أسواق بلاده.
وأوضحت «الموجى» أنه عند البحث والتحرى عن المشاكل التى يواجهها الشباب وجدنا أن بعضهم لا يستكمل مشروعه بعد مضى عام أو عامين على الاكثر لعدة اسباب، ومن هنا يتحتم علينا القيام بدعم هؤلاء الشباب عن طريق ابتكار طرق تسويقية مختلفة ومتنوعة من خلال عدة محاور:

اولاً: داخليا إلزام النوادى ومراكز الشباب المنتشرة بجميع أنحاء الجمهورية وكذلك المراكز الثقافية بتخصيص منافذ تسويقية لمنتجات الشباب رواد الأعمال والترويج لهذه المنتجات من خلال السوشيال ميديا وايضا من خلال هذه النوادى والجرائد والإعلام.
ثانيا: على المستوى الأفريقى بما أن مصر تتشرف بزعامة ورئاسة الاتحاد الأفريقى لهذا العام بقيادة السيد الرئيس بعد توجيهات سيادته يتوجب عمل اتفاقيات تبادل تجارى مشترك لتسويق منتجات رواد الأعمال وفتح منابر تسويقية بمختلف الدول الافريقية وعقد المؤتمرات الداخلية والخارجية «تكامل أفريقى»، وعلى المستوى العربى عمل اتفاقيات من خلال جامعة الدول العربية خاصة برواد الأعمال الشباب والتبادل التجارى بين البلاد العربية بعضها بعض وفتح منابر تسويقية لهم من خلال هذه الاتفاقيات وتفعيلها اذا كانت مبرمة بالفعل وان لم تكن فعمل اتفاقيات خاصة برواد الأعمال وزيادة حجم التبادل التجارى بين شباب شعوب الدول العربية ونفس الخطوات لفتح منابر تسويقية للسوق العالمى من خلال منظمة التجارة العالمية، لغة المستقبل هى ريادة الأعمال الدولية نظرا لنقص الموارد على المستوى العالمى واللجوء الى تخفيض النفاقات على المستوى الدولى.
أوضحت أن هذا جزء هام جدًا لخطة الدولة فى إطار سعيها لتزويد الفرص الاستثمارية من خلال مساعدة هؤلاء الشباب وتوعيتهم وتدريبهم وتسويق منتجاتهم بشكل أفضل لتشكيل جيل جديد من رواد الأعمال الناجحين القادرين على خلق بيئة تنافسية مع الأسواق العالمية.
وقالت «ياسمين»: أن العقل المصرى أكثر فطنة وذكاء وقادر على الاختراع والابتكار، وبالنظر إلى تجربة دول جنوب شرق آسيا نجد أنهم استطاعوا جذب الأنظار إليهم من خلال التسويق الجيد لمنتجاتهم البسيطة مثل الفوانيس وسجادة الصلاة والسّبح وغيرهم من الصناعات البسيطة للغاية التى كانت سببا لنهضة دول ولنا تجربة ناجحة حين قننت استيراد الفوانيس وعمل فوانيس أخرى بأيدى مصرية حافظت على التراث المصرى بعد غزو فوانيس صينية ومحو الهوية المصرية، مما خلق نوعًا من التنافسية الجيدة بين منتج البلدين وإذا طبقنا هذا النموذج البسيط على كافة السلع البسيطة والمتوسطة والصغيرة، سوف يؤدى إلى تكامل اقتصادى وأيضا إلى مساعدة هؤلاء الشباب فى إنجاح مشاريعهم حيث إننى أؤمن بإن العقلية المصرية أكثر ذكاء وقدرة على المنافسة العالمية إذا أتيح لهم المجال.
ومن خلال إلقاء الضوء على أوجه القصور فى دعم ريادة الأعمال فى مصر، أكدت المهندسة «ياسمين الموجى» أن الثقافة والتعليم واليقين هما العوامل الرئيسية لإنجاح أى مشروع، والعمل على جعل مجال ريادة الأعمال قضية وحلم قومى والسعى لتحقيق هذا الحلم بأفكار وسواعد رواد الأعمال بداية من أصغر طفل يبيع أى منتج بالوصول لأكبر مصنع، وذلك من خلال الاهتمام بالتعليم الفنى والتجارى فى المدارس، وأيضا فتح أقسام جديدة بالجامعات للاهتمام ودراسة مجال ريادة الأعمال بل والابتكار فيه.
وأضافت الموجى: من وجهة نظرى، أعتقد أن أهم دعم مطلوب للريادة هو التكاتف من الجميع لإنجاح هذا المجال، وفتح منابر تسويقية لهؤلاء الشباب، وأقترح أن تقوم وزارة الاستثمار بالتعاون مع وزارة الشباب بتجميع أفكار الشباب وتوفير هذه المنابر التسويقية وعمل مؤتمر للابتكارات وريادة الأعمال بشكل دورى على هامش مؤتمر شباب العالم السنوى والتى تستضيفه مصر بشكل دورى سنويا، وعمل معارض لهؤلاء الشباب وأيضا عمل اتفاقيات من خلالها كما ذكرنا من قبل، وبذلك نستطيع أن نخدم بلدنا ونعزز مبدأ «الانتماء» وهو من أهم مبادئ التسويق للمؤسسة فما بالكم بالانتماء للأرض ولبلدنا ومساعدتهم فى تصدير منتجاتهم لعدة دول وتسويقه بالخارج، وأيضا تمثيل مصر بالشكل الذى يليق بمكانتها وحضارتها الكبيرة وزيادة الناتج القومى وحجم التجارة الدولية وتعزيز ترابط مصر بالعالم الخارجى من خلال طاقات شبابنا… فالصراعات تغيرت أساليبها ولا نستطيع إنكار أن التسويق والعلاقات العامة والأعمال الدولية والإعلامية من أهم أذرعها وهذه الصراعات يجب أن نواكب تطورها ومواكبة التطور العلمى فأساليب، التسويق أيضا وهذه الصراعات الخفية لن تنتهى إلا بالحلول التجارية والتكامل الاقتصادى بين شعوب العالم وهذا ما تستحقه مصرنا الحبيبة من سواعد وطاقات أبنائها الكرام.

التعليقات مغلقة.