يتسم تأمين الطيران بمجموعة من السمات الخاصة به والتي تخرجه عن نطاق باقي أنواع التأمينات الأخرى ومن أهم هذه السمات ما يلي:
- كبر حجم عملياته وضخامة مبالغ التأمين بسبب ارتفاع قيمة الأصول التي يتم التأمين عليها.
- تتسم حوادث الطيران بندرتها وضخامتها وكبر حجم الخسائر المالية التي تترتب على حدوثها
- يحتاج تأمين الطيران إلى التواصل المستمر مع المؤمن له أو مع معيد التأمين
- الحدود الجغرافية لعقد تأمين الطيران يشمل جميع أنحاء العالم، لكون الدول التي تمر في مجالها الطائرات عرضة لأي حادث أو مطالبة.
وفي هذا العدد من النشرة سنقدم نظرة عامه عن تأمينات الطيران متضمنه اهم الاخطار التي تغطيها تأمينات الطيران
الاخطار التي تغطيها تأمينات الطيران
أولا: أخطار الطبيعة وتشمل:
أ. العواصف / الأعاصير / الصواعق.
ب. الثلوج المتحجرة والأجسام الغريبة التي تدخل داخل محركات الطائرة كالطيور السابحة.
ج . المطبات الهوائية أي انخفاض الضغط الجوي عن الضغط المعتاد.
د. أحوال الرؤية السيئة.
ثانياً: أخطار الطائرة ذاتها:
وهي مجموعة الأخطار التي ترجع لعيب فني في الطائرة أو أثناء تشغيلها وقد يكون أحد مسبباتها ما يلي:
أ. الطيران بأقل من الحد الأدنى للسرعة المطلوبة في مراحل الطيران المختلفة سواء أثناء السير على الممر أو الصعود أو الهبوط أو النزول.
ب. التصميم الحديث للطائرات وما يسببه من حالات انفجار للطائرة في حالة بعض الأخطار الطفيفة مثل وجود المحركات أسفل جناح الطائرة في حالة التأخير في إنزال العجلات.
ج. استخدام وقود سريع الاشتعال وما يسببه من أخطار الحريق.
د. أثر الإشعاع الكوني على الركاب في حالة الطائرات الأسرع من الصوت.
ثالثاً: أخطار أخطاء الأشخاص:
وهي مجموعة الأخطار التي ترجع لخطأ شخصي وقد يكون أحد مسبباته ما يلي:
أ. أخطار الطيار مثل السهو بإنزال العجلات أثناء الهبوط / أو تعدي مكان الهبوط.
ب. أخطار السهو لأحد أفراد طاقم الطائرة مثل التنبيه بربط الأحزمة.
ج. محاولات الخطف أو الخطف الفعلي.
د. إصابة أحد أفراد طاقم الطائرة أو أكثر بأمراض مفاجئة أثناء العمل.
رابعاً: أخطار المطار:
وهي مجموعة الأخطار التي ترجع لعيب فتي بالمطار أو لسوء تشغيله وقد يكون أحد مسبباته ما يلي:
أ. أخطار عدم مطابقة الممرات للمواصفات الفنية المتعارف عليها.
ب. أخطار تصيب الطائرة على أرض المطار نتيجة التصادم أو عواصف وخلافه.
ج. أخطار المعلومات القاصرة أو عدم تنفيذ العناية الكافية بإرشاد الطائرات.
خامساً: أخطار الحروب والاستيلاء غير المشروع:
وهي مجموعة الأخطار التي تصيب حركة الطيران نتيجة الحروب المعلنة أو غير المعلنة وكذلك الاستيلاء غير المشروع سواء الداخلي أو الخارجي.
نظرة عامه عن أنواع تأمينات الطيران
هذا وتتضمن وثائق تأمينات الطيران بوجه عام التالي:
1.وثائق تأمين أجسام/هياكل الطائرات المعدنية من الأخطار التي تتعرض لها.
2.وثائق تأمين المسئوليات المدنية في الطيران المدني وهي تنقسم إلى:
- وثائق تأمين مسئولية الناقل الجوي تجاه الركاب والحقائب والأمتعة.
- وثائق تأمين مسئولية الناقل الجوي تجاه الطرف الثالث المضرور جسمانيا أو ماديا.
- وثائق تأمين المسؤولية المدنية للناقل الجوي عن الطرود والبضائع والجرائد.
- وثائق تأمين مسئولية مدنية متنوعة سواء للناقل الجوي أو للغير.
- وثائق تأمين عدم التزام المشتري بالحصول على الطائرة المتعاقد عليها من المنتج وهذا النوع من التأمين يتعاقد عليه المنتج لحمايته من خطر وجود عوائق أو صعوبات تمنع المشتري المتعاقد من إتمام عملية الشراء.
- وثائق التأمين التي تضمن الحماية التأمينية الكاملة للناقل الجوي ومن أمثلتها:
- وثائق التأمين التي تغطي الخسائر الكلية فقط.
- وثائق التأمين التي تغطي الخسائر المحدودة وذلك لضمان وحماية حدود السماح.
- وثائق التأمين عن الخسائر غير المباشرة كفقدان الدخل.
- وثائق التأمين التي تغطي الشرائح العالية من المسئولية المدنية بأنواعها المختلفة.
5.وثائق التأمين التي تهدف لتخفيض أقساط تأمين الطيران:
- وثائق تأمين تغطي عدم الحصول على خصم عدم المطالبة بالتأمين.
- وثائق تأمين تفضيلية (ذات الأولوية الخاصة للخسائر المغطاة).
- وثائق التأمين التي تغطي في أغراض غير عادية وتزيد من درجة الخطورة:
- وثائق تأمين استخدام الطيران المدني في احتفالات الطيران العالمية.
- وثائق تأمين استخدم الطائرات في تدريب الطيارين الجدد.
- وثائق تأمين استخدام الطائرات المدنية في الأغراض العسكرية.
التحديات التي تواجها تأمينات الطيران
نظرة عامــــــــة:
في الربع الأول من عام 2002، أبلغ أحد الوسطاء البارزين في السوق عن ارتفاع في متوسط أقساط التأمين يصل الى 46٪ في التجديدات التي تمت بعد 11 سبتمبر وتوقع ان تتراوح أقساط الطيران بين 4-5 مليار دولار أمريكي لعام 2002.
لم تستمر أقساط التأمين المرتفعة التي تم الإبلاغ عنها في أعقاب صدمة 11 سبتمبر لفترة طويلة حيث حققت أقساط تأمين الطيران في عام 2003 حوالي 3.6 مليار دولار أمريكي.
بعد عام 2017 والذي يعتبر عام كارثي لصناعة التأمين وإعادة التأمين، نتيجة لحدوث ثلاثة أحداث كبري من الكوارث المناخية (أعاصير هارفي وإيرما وماريا) . اعتبرت تأمينات الطيران من ضمن خطوط التأمين غير المربحة وقد أظهرت نتائج اللويدز لفرع تأمينات الطيران خلال السنوات 2014 إلى 2018 أن السوق (كمتوسط) قد خسر الكثير من الاموال خلال هذه السنوات.
واختتم السوق عام 2018 بأقساط تأمين طيران بقيمة 1.3 مليار دولار أمريكي على الرغم من زيادة الأسطول العالمي وقيمته واعداد الركاب.
هذا وقد شهد سوق تأمين الطيران في هذه الفترة بعض التغييرات خاصه فيما يتعلق بكيفية قيام شركات التأمين بعملية التسعير نتيجة لارتفاع معدلات الخطر وفى خلال عام 2018 وحتى عام 2019 تم إغلاق العديد من شركات التأمين التي كانت تقوم بنشاط الاكتتاب في أعمال الطيران بسبب نتائج اعمالها.
السلامة في قطاع الطيـــــــران:
تدعم صناعة الطيران 63 مليون وظيفة على مستوى العالم وتعزز أنشطة الاقتصاد العالمي بمساهمه تقدر بـــ 2.7 تريليون دولار أمريكي لذا فإن السلامة في هذا القطاع لها أهمية بالغة.ومما لا شك فيه أنه حوادث الطيران أثرت ولازالت تؤثر بشكل كبير على وسائل الاعلام وانتباه الجمهور ومع ذلك وكما هو موضح في دراسة سلامة الطيران العالمية المعدة من إحدى الجامعات الدولية هناك انخفاض مستمر في عدد الحوادث المميتة على مدار الستون عاماً الماضية على الرغم من النمو الملحوظ في اعداد الركاب.
بناءً على تحليل عدد 51,867 مطالبة تأمين طيران تزيد قيمتها على 16 مليار دولار بين عامي 2013 و2018 تم الوصول للتالي:
اتجاهات المطالبات
- حجم كبير ومتزايد في مقدار واهمية المطالبات.
- التكنولوجيا تقود قيم اعلي في تكاليف الإصلاح.
- حالات إيقاف التشغيل أكثر تكلفة.
- تزايد محتمل لحالات المسئوليات الكبيرة.
- ارتفاع مطالبات الضرر في الأجسام الخارجية.
- حوادث سوء تأجيج الوقود في ارتفاع.
اتجاهات الخطر
- نقص الطيارين.
- الافراط في الاعتماد على التكنولوجيا.
- المزيد من الاضطرابات الناجمة عن تغير المناخ.
- تعطل الطائرات بدون طيار.
- تزايد مخاطر الهجمات الالكترونية / السيبرانية.
- المطارات المزدحمة تؤدي الى العديد من الحوادث على الأرض.
قطاع الطيــــران وأزمة كوفيــــــد -19:
أثرت جائحة كوفيد-19 بشكل كبير على قطاع الطيران بسبب فرض قيود السفر وتراجع الطلب بين المسافرين. أدى النقص الكبير في أعداد الركاب إلى إلغاء رحلات الطيران أو القيام برحلات فارغة بين المطارات، ما خفض كثيرًا من عائدات شركات الطيران، وأجبر العديد منها على تسريح موظفيها أو إعلان إفلاسها.
أصدر الاتحاد الدولي للنقل الجوي (IATA) تنبؤات خاصة بحركة الركاب العالمية محدثة تظهر أن التعافي في حركة الطيران سيكون أبطأ مما كان متوقعًا.
في سيناريو الحالة الأساسية:
لن تعود حركة الركاب العالمية (عائدات الركاب بالكيلومترات أو RPKs[1]) إلى مستويات ما قبل كوفيد-19 حتى عام 2024، أي بعد عام مما كان متوقعًا في السابق.
لا يزال من المتوقع أن يحدث التعافي في الرحلات القصيرة بشكل أسرع من السفر لمسافات طويلة. نتيجة لذلك، ستتعافى أعداد الركاب بشكل أسرع في حركة المرور المقاسة بالكيلومترات. ومع ذلك، فإن التعافي إلى مستويات ما قبل كوفيد-19 لن يكون قبل عام 2023. بالنسبة لعام 2020، ستنخفض أعداد الركاب العالمية بنسبة 55٪ مقارنة بعام 2019، (ساءت مقارنة بتوقعات أبريل البالغة 46٪).
تنبأت حركة الركاب في يونيو 2020 بانتعاش أفضل من توقعات مايو من نفس العام حيث تراجعت حركة المرور بالكيلومترات بنسبة 86.5 ٪ مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي ويعد هذا تحسن طفيف مقارنة بالانكماش 91.0٪ والذي كان متوقع في مايو 2020.
تستند التوقعات الأكثر تشاؤماً الى عدد من الاتجاهات الحديثة على النحو التالي:
- احتواء بطيء للفيروس في الولايات المتحدة والاقتصادات النامية: حيث انها تمثل حوالي 40٪ من أسواق السفر الجوي العالمية. استمرار إغلاقها، ولا سيما السفر الدولي، هو عائق كبير للتعافي.
- انخفاض سفر الشركات: من المتوقع أن تكون ميزانيات السفر للشركات مقيدة للغاية حيث لا تزال الشركات تتعرض لضغوط مالية حتى مع تحسن الاقتصاد. بالإضافة إلى ذلك، يبدو أن المؤتمرات والمقابلات الافتراضية قد حققت نجاحات كبيراً كبديل للاجتماعات الشخصية (وجه لوجه).
- ثقة المستهلك ضعيفة: لا يخطط حوالي 55٪ من المشاركين في استطلاع الركاب الصادر عن اتحاد النقل الجوي الدولي IATA السفر.
حذر الاتحاد الدولي للنقل الجوي International Air Transport Association (IATA) انه مع تفشي كوفيد-19 ستشهد شركات الطيران فقدان لأكثر من 16 ضعف الإيرادات التي فقدتها خلال وباء سارس SARS لعام 2003.
وقال اتحاد النقل الجوي الدولي (IATA) ، الذي يمثل أعضاؤه 82٪ من الحركة الجوية في العالم ، إن شركات طيران آسيا والمحيط الهادئ قد تشهد انخفاضًا بنسبة 23٪ على أساس سنوي في أعداد الركاب ، مع تقديرات مماثلة لأجزاء من أوروبا والشرق الأوسط.
تشير هذه التوقعات الجديدة إلى أن شركات طيران آسيا والمحيط الهادئ قد تشهد انخفاضًا في الإيرادات بمقدار 49.7 مليار دولار هذا العام، وفقًا لتحديث اتحاد النقل الجوي الدولي (IATA). بينما عند حلول أزمة السارس، حدد اتحاد النقل الجوي الدولي (IATA) خسائر شركات الطيران العالمية بنحو 7 مليارات دولار .
سوق تأمينات الطيران في مصر
ارتفعت حصيلة الأقساط المباشرة لفرع تأمين الطيران لتصل الي 564 مليون جنيه في 2018 /2019 مقابل 418 مليون جنيه في العام السابق 2017/2018 وفقًا للبيانات الاحصائية الصادرة من الهيئة العامة للرقابة المالية.
في المقابل تم سداد تعويضات مباشرة بقيمة 512 مليون جنيه في 2018 /2019 مقابل 921.5 مليون جنيه خلال 2017/ 2018 مقارنة بـ 317.5 مليون جنيه في عام 2016/2017 بارتفاع نسبته 190.2%.
هذا ومن الجدير بالذكر انه اختفت طائرة مصر للطيران – الرحلة رقم (804) للخطوط الجوية المصرية بين باريس والقاهرة من على شاشات الرادار في ساعة مبكرة من صباح الخميس 19 مايو 2016 لتنضم إلى سلسلة الحوادث التي طالت الخطوط الجوية المصرية أو خطوط طيران أخرى على الأراضي المصرية.
هذا بالإضافة الى الحوادث السابقة لذلك والتي جميعا تؤثر بشكل او بأخر على تعويضات هذا الفرع التأميني الضخم بالإضافة اللي التأثير على أسعار التجديد في الأعوام التالية لهذه الحوادث.
رأي الاتحاد المصري للتأمين
يسعى الاتحاد المصري للتأمين دائماً إلى دعم وتطوير سوق التأمين المصري من خلال إطلاع السوق على المستجدات العالمية والتطورات التكنولوجية والاتجاهات العالمية الحديثة فيما يتعلق بصناعة التأمين من خلال دور الاتحاد في زيادة الوعي التأميني للعاملين بمختلف القطاعات التأمينية والخدمات المرتبطة بها.
وفي ظل اهتمام الاتحاد المصري للتأمين بمتابعة اخر التطورات والتحديات المتعلقة بتأثير كوفيد 19 على صناعة التأمين بالإضافة الى الاهتمام بفروع التأمين الكبيرة ومن ضمنها هذا السوق الحيوي ومواكبة الشركات التي تكتتب في هذا النوع التأميني بأهم هذه التطورات.
تحدثنا في هذا العدد عن قطاع تأمينات الطيران بوجه عام بالإضافة الى الاخطار التي واجهها هذا القطاع في فترات زمنيه سابقة بالإضافة الى الاخطار الحالية نتيجة لجائحة كوفيد -19 والتي اسفرت عن إيقاف رحلات الطيران او تقليل ساعات الطيران بشكل كبير، حيث يري الاتحاد انه على السوق مواجهة هذا التحدي الكبير في ضوء الوضع الحالي حيث ان القيود المفروضة على شركات الطيران وتقليص رحلات الطيران لن يساعد في زيادة الأقساط بشكل كبير لذلك يتوجب العمل على إيجاد حلولا اكثر مرونة لمواجهة هذه الازمة سواء من حيث التسعير او مرونة برامج إعادة التأمين في ظل وجود مخاطر سابقة بالإضافة الى مخاطر جديدة فرضتها الازمة الراهنة لفيروس كورونا المستجد.
التعليقات مغلقة.