بقلم ياسمين الموجى
…
ادمى قلوبنا جميعا مشهد الزلازل التى حدثت بعدة دول فى الايام القليلة الماضية .. وقد راح ضحية هذه الازمة الالاف والالاف من البشر وتشرد الكثير من الأسر .. وهذا الامر لا يجعل مشهد اعصار تسونامى يفارقنى فى عام 2004 والذى كان كارثة بيئية وطبيعية بكل المقاييس والذى اودى بحياة الألاف من الاشخاص البريئة ..
ولكن سنظل دائما وابدا فى رحلة الحياة نسعى ونبحث عن مخرج لنجاة البسطاء بالأرض ولعلك تشاركنى عزيزى القارىء وتتسائل فى نفسك .. هل نحن نقرأ المشهد جيدا وهل يمكن اعطاء الطبيعة (سواء طبيعة بيئية ام اقتصادية) ان تعطى لنا فرصة ثانية للنجاة ؟؟ ولعلك تشاركنى الراى عزيزى القارىء ان التعامل مع الازمة الشاملة وهى التى تصيب الدولة غير الازمة الجزئية التى تصيب المؤسسات .. فهل يمكن الازمات ان تعطى المنظمات والمؤسسات المختلفة و على سبيل المثال المشروعات الصغيرة والمتوسطة فرصة ثانية للصمود امام تداعيات الازمات التى اودت بالعديد من هذه النوعية من المشروعات .. فكما يقول ديلان توماس (تقدم لنا الحياة دائما فرصة ثانية تسمى غدا ) .. وكذلك قالت باتريشيا فيلاسكيز (من الممكن الحصول على فرص ثانية. عندما اعتقدت أن كل شيء قد ضاع ، عندما وصلت إلى القاع ولم تسر الأمور في طريقي ، منحني الكون فرصة ثانية) ولكن ايضا قيل عن عدم الاستغلال الامثل لهذه الفرص من واين جريتزكي (ستفقد كل الفرص التى سنحت لك بمجرد انك قررت عدم استغلالها) .. ومما لا شك فيه ان تقدير تداعيات الازمات الانسانية وحياة البشر فى المقام الاول ومن ثم التداعيات الاقتصادية على المؤسسات من كل ما هو انسان يشعر بالمسؤولية .. فمن المؤكد ان الطبيعة لا تعطى الكثير من الفرص وفرصها ان اعطتها محسوبة ..
عزيزى القارىء هل تظن ان يمكن لادارة الازمات ان يكون لها دورا فى هذه الكوارث بشكل اكثر فاعلية للتنبؤ بما علينا فعله فالتعامل مع تداعيات تلك الازمات التى يعجز عقل البشر عن التعامل معها ولا منجى منها اولا إلا الله ولكن كما يقال دائما .. علينا دائما السعى عزيزى القارىء وليس علينا ادراك النجاح .. ولما لا ؟ .. فدعنا نسعى سويا عزيزى القارىء فى البحث عن حلول للتقليل من تداعيات الازمات والمخاطر او على الاقل التعامل معها بموضوعية.
وكعادتى سنثير سويا بعض استخدامات ادارة الازمات فى بعض الحالات لعلنا نبرز او نكون سبب وان كان بسيطا فى انقاذ مؤسسة او منظومة واحدة كادت ان تنهار ولم تسطتع الصمود .. وسنثير فى المقالات القادمة تداعيات ما بعد الازمة بمشيئة الله وكيفية التعامل معها من خلال ادارة الازمات ..
ولعلك تتسائل عزيزى القارىء عن مفهوم ادارة الازمات :- ارتـبط مـصطلح إدارة الأزمـات Management Crisis إرتباطـا قويا بالادارة العامة .. فإدارة الأزمات نشاط هـادف يقـوم علـى البحـث والحـصول علـى المعلومـات اللازمـة التـي تمكن الإدارة من التنبؤ بأماكن ونقاط الضعف وإتجاهات الأزمة المتوقعـة الحدوث، وتهيئـة المنـاخ المناسـب للتعامـل معهـا ،عـن طريـق إتخـاذ التدابير والاجراءات اللازمة للتحكم في الأزمة المتوقعة والقضاء عليها أو تغيير مسارها لصالح المنظمة او المجتمع ككل.فمما لا شك فيه إنها علـم وفـن ومهارة وفريق العمل المكلف بأدارة الازمة عليهم ان يكونوا على قدر المسئولية ، فهى تتعلق بموهبة القيادة التى لا يمكن أن تكتـسب بالمعرفـة وحدها ولكن بالتطبيق ، والغـرض مـن إدارة الأزمـة هـو تغييـر الأمـر الواقـع الى نتائج اكثر ايجابية وملموسة وتجنب المنظمات من الصراعات والتقليل من المخاطر والتحديات او تجنبها بقدر كافى و التى تواجه المنظمات المختلفة والطبيعة ايضا بشكل عام وقد سبق وتعامل العالم فى تداعيات العالم مع ازمة كورونا الاقتصادية على سبيل المثال وتداعيات الحرب الاوكرانية الروسية الاقتصادية التى طالت العالم كله ايضا ومازالت فيهم .
ولكن حتى نكون اكثر منطقية فالتنبؤ والتعامل مع الازمة لا يمكن دون ضرورة الاستماع الى الانذار المبكر لكل ازمة فهذا يقلل من الخسائر والتداعيات التى من الممكن ان تصيب المنظمات وتجنبها الكثير والكثير من النتائج السلبية ..ولكن عزيزى القارىء حتى تستطيع الالمام بالازمة ورسم ملامحها والتى تمر بالمؤسسة يجب تحديد أنواع الأزمات التى تواجهك وأبعادها ومدي تأثيرها حتى تستطيع حلها او تجاوزها بسلام بالقدر المستطاع ..
فتعددت الآراء في تقسيم أنواع الأزمات وتصنيفها ومدي تأثيرها، إلا أنه يمكن تصنيفها فـي مجموعـات متمـايزة مثـل :- مدي تكرارها – شدتها – تأثيرها (مباشر او غير مباشر ) وان كانت ازمة عنيفة ام خفيفة – ومحاورها(مادية-معنوية) ام انها مزدوجة.
وفيما يلى بعض من الاسباب لنشوء الازمات التى تواجه المنظمات المختلفة :-
1) سوء الفهم 2) سوء الادراك 3)سوء التقدير للازمة 4)الادارة العشوائية 5 ) تعارض الاهداف والمصالح 6 )عدم تجانس الفريق 7)اليأس 8) الشائعات 9) استعراض القوة 10) الاخطاء البشرية 11) الازمات المخططة 12)عدم تحليل الموقف بشكل جيد والتعامل معه بموضوعية وشفافية
وفيما يلى مراحل ادارة الازمات بشكل اكثر فاعلية :- 1) اكتشاف اشارات الانذار ..2) الاستعداد والوقاية 3) احتواء الاضرار او الحد منها
4) استعادة النهوض والنشاط مرة اخرى 5) التعلم .. وهكذا
ولعل هذا الموضوع الهام لا يكفى مقال واحد و لا مجلدات ولم تتوقف الابحاث العلمية عن هذا الامر لمساعدة البشرية فى تخطى التحديات المختلفة فى الحياة .. ولعل هذا المقال هو مجرد نبذة لعلنا نستكمل سويا رحلتنا فالبحث عن كل ازمة وحلها ؟؟ ولكن دعنى اثير تساؤول لك عزيزى القارىء هل ادركت الان حجم اهمية هذا العلم وستسعى فى تطبيقه على منظومتك بعيدا عن حجمها .. فالامر والقرار متروك لك يا عزيزى ..
ولنا لقاء .
التعليقات مغلقة.