بقلم ياسمين الموجى
تمر علينا هذه الايام من الشهر العديد من المناسبات الدولية منها الاقتصادية ومنها الانسانية فعلى سبيل المثال (اليوم 5 ديسمبر يوافق اليوم العالمى للتطوع من اجل التنمية الاقتصادية والاجتماعية طبقا لاعلان الامم المتحدة – كذلك يوافق اعلان الجمعية العامة للامم المتحدة اصدار الاعلان العالمى لحقوق الانسان ديسمبر 1948- ويوافق ايضا انشاء صندوق النقد الدولى عام 1945 من هذا الشهر –ويوافق 12/12 اليوم الدولى للحياد طبقا لاعلان الامم المتحدة-ويوم 27/12 اليوم الدولى للتأهب للأوبئة طبقا لاعلان الامم المتحدة..الخ الخ من المناسبات الهامة التى تجعل البشرية تعيد تسليط الضوء على هذا الملف الهام.. وهو ادارة الازمات.
فكما تعلم عزيزى القارىء ان هذا النوع من الادارة هو فن التنبؤ لما قد يحدث وقد لا يحدث ايضا وايجاد خطط بديلة او كما يطلق عليها Plan B.. فهذا الفكر والعلم يقلل من الاضرارالمحتملة التى من الممكن ان تواجهها البشرية .
فاذا لجأنا الى تحليل هذه المناسبات السعيدة منها والبائسة للبشرية جمعاء والتعمق بها بعض الشىء ودرسنا ما كان من الممكن ان يترتب لتجنيب البشرية بعض الكوارث الطبيعية او الادارية او حتى التنظيمية فمثلا هذا الشهر يوافق تاريخ ابلاغ السلطات الصينية بوجود وانتشار التهاب رؤوى حاد غير معلوم مصدره بمدينة هوبى الصينية (كورونا) والتى عانى العالم من تبعاتها الاجتماعية والاقتصادبة وكذلك هذا الشهر ذكرى (اعصار تسونامى) من عام 2004 حيث تم قتل حوالى 230 الف شخص وتشريد 1.5 مليون شخص جراء زلزال بقوة 9.3 درجة فى قاع المحيط الهندى مما سببه هذا الاعصار المدمر الشهير والذى هدد العديد من الدول مثل (اندونيسيا-سيريلانكا-تايلاند-الهند-الصومال) وكل تلك الظواهر الطبيعية والانسانية وغيرها تنبأ البشرية باهمية استمرارية الاهتمام بملف (ادارة الازمات) لتقليل الخسائر التى من الممكن ان تهدد السلام العالمى للبشرية.
فكما تعلم عزيزى القارىء ان طبقا لاعلان الامم المتحدة ان (السلام والكرامة والمساواة على كوكب ينعم بالصحة) هم شعار الامم المتحدة للبشرية جمعاء بمختلف انماط وانواع البشر، ولكن حتى نكون اكثر منطقية ان تطبيق هذا الشعار هو من اهم التحديات التى تواجه الشعوب كافة.
علما بأنه لا يوجد حلول سحرية اوخطوات محددة لحل الازمات اوالتحديات التى تواجه تلك الشعوب فهى تختلف بحسب الحالات اوالافراد او المؤسسات .. فليس من المنطقى عزيزى القارىء ان تتخذ مثلا الشركات الناشئة نفس الخطط التى تتخذها الشركات الكبرى (فلكل مقام مقال كما يقال) ولكن من الممكن دراسة رحلة تطور الشركات الناشئة الى الشركات الكبرى ودراسة كيفية عبور التحديات التى واجهتها تلك الشركات بسلام فى تلك الرحلة فلكل شركة او مؤسسة معطياتها وتحدياتها ونتائجها ..
فيوجد ازمات طبيعية مثل التى تم ذكرها مسبقا فى بداية قرائتك عزيزى القارىء لهذا المقال ولها انعكاس اقتصادى وامتداد وللتغلب على تبعاتها تحتاج الى سنوات وسنوات .. ويوجد ازمات ادارية تنظيمية وهذه النوعية من الازمات تتعلق بالمشاكل والمعوقات التى تحدث على المستوى الداخلى من المؤسسات وتأتى ادارة الازمات هى مفتاح الحل الامثل لما لها من تأثير فى الوقوف على اسباب الازمة بسلاسة .. والتواصل الايجابى الذى يحقق النجاح لجميع الاطراف وليس السلبى .. حيث ان من اسوأ ما قد يحدث او يقوم به المسؤول عن حل الازمة هو خلق ازمة جديدة او ان لا تكون صادقا مع عملائك فى حل اسباب تلك الازمة فهذا الامر يعد بمثابة سكب البنزين على النار.. لذلك من الضرورى حسن انتقاء نوعية المكلفين بحل الازمات وكذلك ان يكون جاهزا بالخطط البديلة لحل الازمة والاستفادة من خبراتهم ودراسة الدروس المستفادة من تلك الازمات لتجنب الاجيال الحالية و القادمة من اعادة تكرار مواجهه تلك الازمات بحلول عملية واكثر مرونة ايضا.
فليس من العيب عزيزى القارىء حدوث ازمة فكما ذكرت مسبقا ان جميع دول العالم تواجه هذه الامور و هو شأن منطقى لكل العالم ولكن كيفية التعامل معها هو المفتاح والمقياس .. وحلها بالشكل الامثل الذى يحقق (لا خسارة) او (اقل اقل قدر من الخسائر) وهذا الامر هو ما ادى الى تغيير لنظرة العالم لملف ادارة الازمات .. فاعتراف العالم بمواجهه الازمة وكيفية مواجهتها والتعامل معها بمنتهى الشفافية والعملية اصبح من اهم مراتب تقدم الدول ..
ويبقى الأمل واليقين بالله .. والسعى بالعلم والعمل المتفتح .. هو مفتاح استمرارية الحياة ..
التعليقات مغلقة.