السبت, 23 نوفمبر 2024 | 4:05 صباحًا

ادارة التميز – بداية جديدة

بقلم: ياسمين الموجى

 

يفاجأنا العالم كل يوم بتطور جديد على كافة الاصعدة والعلوم المختلفة .. فتتسابق المؤسسات والدول فالبحث عن عدة مميزات فى سوق سريع بمتطلباته واحتياجاته.. ولعلك تدرك عزيزى القارىء ان من لم يبحث عن التميز سواء على مستوى الفرد او المؤسسة اصبح خارج المنافسة .. وهذا هو ما تسعى له جميع الافراد والمؤسسات بل والدول الى امتلاكه وهى خاصية (الميزة التنافسية) .. او كما يطلق عليها (Competitive Advantage)  ..

ولكن هل تعلم عزيزى القارىء ان يوجد علم جديد مبتكر يهتم بذلك الأمر وخاص بعلوم الادارة الحديثة وهو علم {إدارة التميز} او كما يطلق عليه (Excellence Management) .. فما هو علم التميز يا عزيزى .. ان علم ادارة التميز هو احد الفروع الهامة لعلم الإدارة الحديثة التي تهدف لتحقيق التفوق والتميز في العمل الإداري والمؤسسى من خلال المؤسسات المختلفة ، من خلال التركيز على الإبداع والابتكار والتفوق التنظيمي، للوصول لمستويات عالية ومتميزة من الأداء والتنفيذ في العمليات الإنتاجية والمالية والتسويقية مما يعود بالنفع والايجابية على اداء المؤسسات المختلفة ومواكبة تطور العصر.

فتتعدد اساليب ادارة التميز فمنها التى تكون من خلال الأدارة او القيادة من خلال احياء روح الحماس فى فريق العمل .. او من خلال الموارد البشرية من خلال دعم القرارات التى تدعم القدرات التنافسية للمؤسسة على المدى القصير والبعيد وتوفير بيئة صالحة لتبنى التميز.. وكذلك من خلال استراتيجية المؤسسة التى تدعم التميز والقدرات التنافسية للمؤسسات واخيرا من خلال التعامل المرن والايجابى للمؤسسة فى الاسواق المختلفة والمتسارعة معطياته الاقتصادية .

ولكن حتى نكون اكثر واقعية يجب ضرورة التعامل مع هذه المعطيات بمنتهى الشفافية ومعرفة نقاط الضعف وتحويلها الى فرص ممكنة وميزة تنافسية ايضا .. وسأعطى لك عزيزى القارىء مثال بسيط للغاية فى دول امريكا اللاتينية على سبيل المثال يوجد العديد من التحديات الاقتصادية والظروف المتقلبة الصعبة للغاية .. ولكن مع ضعف هذه الامكانيات يوجد بعض الدول التى نافست على المستوى الرياضى العالمى واصبحت هذه هى الميزة التنافسية لهذه الدول التى تنافس بها دول العالم ولكن لا يعنى ابدا ان تتجه كل الدول او المؤسسات الى نفس السوق او نوعية المنتج لأن هذا سيؤدى الى التصارع الشديد لكسب شريحة تسويقية من السوق عند اشتداد المنافسة وذلك لكسب شريحة تسويقية بين المنافسين بعضهم وبعض .. والهدف من ذكر هذا المثال هو تطبيق ادارة التميز الخاص بالادارة الحديثة للبحث عن ميزة واسواق جديدة مبتكرة تخدم التوجه العام لفتح اسواق جديدة والذى بالفعل بدأت تتجه الى دعمه بعض المؤسسات العربية المختلفة بالفعل ولكن نحتاج الى المزيد والتميز الفعال ..

فلعلك تشاركنى عزيزى القارىء فى الرأى ان تطبيق هذا النوع من الادارة سيعود بالنفع على المؤسسات من خلال تطبيق ثقافة عامة للمؤسسات ركيزتها الاساسية هى العملاء وارضاءهم .. والتخلص من المهام التى لا داعى لها واستبدالها بما هو اهم والتطوير المستمر للمؤسسات وذلك لمواكبة تطورات العصر ..

فلعلك تعلم عزيزى القارىء ان تطبيق هذا النوع من الادارة الحديثة هو على العكس تماما من الإدارة التقليدية، فإن ” إدارة التميز” تسعى للتطوير والتحسين بصفة مستمرة وليس فقط عند مواجهة المؤسسات لبعض المشكلات أو العقبات او الازمات بل يعتنى ايضا بتطبيق المؤسسى لنهج التطوير المستمر Continuous Improvement

عزيزى القارىء ان  ” إدارة التميز” تتيح للمنظمة والمؤسسة ككل أن تكون دائما في موقف أفضل من المنافسين، وأن يكون لها السبق والمقدمة في تطوير منتجاتها وخدماتها ونظم الأداء بما يكفل لها التفوق والتميز في الوصول الأسرع إلى الأسواق وتوفير ميزات مختلفة للعملاء .

فهل يأتى يوما ونرى انعكاسا ايجابيا على كافة الاصعدة بتطبيق هذا النوع من العلوم التى تبنتها الادارة الحديثة ..

أتمنى ..ويبقى الأمل ..

صديقى القارىء .. والى لقاء قريب فى مقال قادم بمشيئة الله

التعليقات مغلقة.