بقلم ياسمين الموجى
…
كثير منا لديه من الافكار والابداع الكثير والكثير .. وبخاصة فى عالمنا العربى فأننى اكاد اجزم لك عزيزى القارىء ان العقل العربى هو عقل فائق فى الذكاء والابداع .. وان تم استثمار تلك الافكار لتغيرت الكثير من معادلات تقدم اوطاننا .. والدليل على ذلك ببساطة هو ما تم من تقدم حضاراتنا المختلفة على اراضينا العربية .. وكذلك نبوغ الكثير من العلماء حتى ان بعض المراجع التى سطرها علماؤونا العرب كانت حتى القرن التاسع عشر هى المراجع الرسمية للقارة الاوروبية فى مجالات الهندسة والطب والادارة والفلسفة وخلافه ..
ولكن دعنا نتفق سويا عزيزى القارىء على شىء .. ان لم يتم تبنى وبلورة تلك الافكار اصبحت هى والعدم سواء واصبحت مجهود ذهنى مهدر .. وحتى ابسط لك عزيزى القارىء فى شرح هذا العلم واهميته فإن تحدثنا بشكل اشمل فى مجال ادارة المواهب فأننى اتذكر نفسى فى احد السنوات فى صغرى وحين عادنى الحنين لطفولتى راجعت اجندة خططى المستقبلية واحلام الطفل الصغير حينها بتبنى المواهب المختلفة ووجدت مقترح لى منقوش بعنوان (عقلية الطفل العربى – شباب المستقبل) .. وكان هذا منذ سنوات كثيرة ومن المؤكد ان هذا الامر قد صادفنى وصادف غيرى الكثير والكثير بعالمنا العربى .. ولعلى اشاركك عزيزى القارىء تساؤولى لذاتى وقلت .. كم من الافكار الابداعية والمواهب التى لم يتم استغلالها بالشكل الكافى واصبحت هى والعدم سواء لأنها لم تجد ما يحتويها ويوجهها فى منابرها حتى تفعل على ارض الواقع ويستفيد بها صاحبها والمجتمع ايضا ينتفع بها .. وهذا هو محتوى مقالنا اليوم عزيزى القارىء لعلنا نغير بعضا من افكارنا النمطية لأدارة المواهب وعمل حضانات مناسبة لتبنى الافكار .. والذى اصبح هذا العلم (علم ادارة المواهب) هو من اساسيات بناء المؤسسات وتحسين اداءها بل والمجتمعات ايضا .. فكما يقول البرت اينشتاين الابداع خيال والخيال للجميع .. وكذلك يقول ستيف جوبز الابداع هو ما يميز القائد عن التابع ..
فهيا سويا نبحر فى هذا العلم الهام من علوم الادارة .. فما هو علم ادارة المواهب عزيزى القارىء ؟
ان علم ادارة المواهب او Talent management هى احدث انواع الادارة فى المؤسسات المختلفة والغرض منها هو انشاء قاعدة من العاملين المبدعين والمتحمسين فى شركتك على المدى الطويل طبقا لمهاراتهم وقدراتهم وغرسها وتعزيزها ايضا والاحتفاظ بهم بالمؤسسة ولكن ستختلف الطرق فى التنفيذ من مؤسسة الى اخرى خاصة مع ازدياد مجال المنافسة عالميا.
وتتعامل ادارة المواهب من خلال عدة محاور اهمها :-1) النطاق المتكامل والمتفاعل مع المورد البشرى وتفعيل استراتيجية ادارة المواهب 2) جذب وتطوير وتحفيز بل والحفاظ على المورد البشرى الابداعى 3)الاهتمام بالعاملين ذو الاداء المبدع والمتميز
واذا فكرنا سويا عزيزى القارىء فى مكتسبات تبنى هذه الاستراتيجية الهامة وهى استراتيجية ادارة المواهب فما هى المكتسبات العائدة على المؤسسة ؟ سأجيبك يا عزيزى عن هذا التساؤول الهام الذى تبادر بذهنك .. عند تبنى هذه الاستراتيجية عزيزى القارىء فى الاداء وتطبيق هذا العلم الهام من الادارة ستجنى المؤسسة ثمار تحسين الاداء للمؤسسة – السماح للمؤسسات بالبقاء فى قلب المنافسة – يقلل عملية دوران العاملين (اى ترك المؤسسة والبحث عن فرصة اخرى افضل عند شعورهم بعدم التقدير الكافى لهم) – تحسين القرارات ورؤية المواهب بالشكل الكافى – يحفز العاملين الاخرين على النمو والابتكار-زيادة الانتماء الى علامتك التجارية – زيادة نطاق وانتشار علامتك التجارية-زيادة الانتاجية – واخيرا تشكيل فرق منتجة وهادفة تتعاون مع بعضها البعض.
فمن خلال الابحار فى عالم تطوير المؤسسات وخاصة فى الشركات متعددة الجنسيات على سبيل المثال وجدنا انها تلتزم بعدة مبادىء واستراتيجات هامة بالمؤسسة وهى :-
1)التوافق مع الاستراتيجية 2) التوافق الداخلى 3)الاندماج الثقافى 4)تطبيق مبادىء الادارة الحديثة الممثلة فى ادارة المشاركة
5) الموازنة بين الاحتياجات العالمية والمحلية 6) الاهتمام بالعلامة التجارية وتميزها
ولو تعلم عزيزى القارىء ان بعض من المؤسسات المختلفة بالفعل بدأت فى نشر مبادىء تبنيها لأدارة المواهب فى سياسيتها واستراتيجتها الاساسية على مستوى المؤسسات بالعالم حيث ان هذا يعود لها بالعائد الايجابى للمؤسسة فى عمل positioning او مكانة تليق بها لتبنى المواهب والقدرات الابداعية محليا ودوليا بين المؤسسات المختلفة ..
وبعد ان تناولنا بشكل مبسط علم ادارة المواهب فهل ادركت عزيزى القارىء حجم اهميته لادارة مؤسستك ؟ وهل ستطبقه ام لا؟
فالقرار متروك لك عزيزى القارىء .. ولنا حديث اخر بمقال اخر نتحاور فيه سويا قريبا بمشيئة الله .. لنا لقاء ..
التعليقات مغلقة.