الثلاثاء, 5 نوفمبر 2024 | 6:32 مساءً

الاتحاد المصرى للتامين يعقد ندوة الكترونية خاصة باعادة التامين

قام الاتحاد المصرى للتأمين بعقد ندوة إلكترونية (أونلاين) يوم الأربعاء الموافق 11/11/2020 تحت عنوان أخر المستجدات فى سوق إعادة التأمين مع التركيز على سوق التأمين المصر ى

وقد شهدت الندوة إقبالاً إيجابياً على كافة المستويات المحلية والإقليمية والعالمية حيث تجاوز عدد المشاركين 120 مشاركاً من القيادات والعاملين بسوق التأمين. وقد أدار دفة الحوار فى تلك الندوة علاء الزهيرى (رئيس الاتحاد المصرى للتأمين) وحامد محمود (رئيس لجنة إعادة التأمين).
كما شارك كمتحدث فى تلك الندوة كل من أدهم المؤذن العضو المنتدب لشركة (هانوفر رى البحرين) ومحمد قطب عضو منتدب الاتفاقيات بشركة UIB لمنطقة الشرق الاوسط.
وقد تم التطرق خلال الندوة إلى العديد من الموضوعات الهامة التى تخص صناعة التأمين بوجه عام وإعادة التأمين بوجه خاص؛ وذلك من خلال قيام السادة المتحدثين بالرد على الأسئلة التى تم توجيهها لهم وذلك على النحو التالى:
ما هو الوضع الحالى لسوق إعادة التأمين مقارنةً بالعام الماضى؟
نظراً لأن جائحة كورونا قد غيرت شكل العالم بالكامل وبناءً على ذلك وكنتيجة للأحداث التى وقعت هذا العام فقد إتجهت أسواق إعادة التأمين على مستوى العالم نحو التشدد مع إنخفاض الطاقة الإستيعابية وحدوث زيادة فى الأسعار. وقد بدأت أسواق إعادة التأمين فى الإتجاه نحو التشدد منذ عام 2018 حيث بدأت زيادة الأسعار فى بعض الدول وفى بعض فروع التأمين حتى وصل الوضع إلى ما هو عليه فى عام 2020 نتيجة للظروف التى نتجت عن جائحة كورونا. ومن ثم فإن التوقعات التى صرحت بها جهات التأمين وصرح بها معيدى التأمين تتلخص فى أن تشدد السوق سيستمر وان تجديدات إتفاقيات إعادة التأمين التى ستتم فى 1/1/2021 ستشهد زيادة فى الأسعار فى معظم فروع التأمين وفى معظم دول العالم. ويتوقع السوق الإنجليزى وهيئة اللويدز أن تكون الزيادات الأكبر فى الأسعار ستكون فى منطقة أمريكا الشمالية وبخاصة السوق الأمريكى والكندى، وكذلك فى بعض الأسواق الآسيوية. وعلى الرغم من أنه من الصعب تحديد نسب الزيادة التى ستحدث فى أسعار إعادة التأمين لأن ذلك يتوقف على عدة عوامل؛ إلا أنه من المتوقع ان تحدث زيادة مماثلة كتلك التى وقعت فى عام 2005 بعد إعصار كاترينا المدمر الذى تسبب فى وقوع خسائر جسيمة. ويرجع إتجاه سوق إعادة التامين العالمى نحو التشدد إلى الأسباب التالية:
• تأثير جائحة كوفيد 19 على العالم بأسره؛ وينقسم هذا التأثير إلى شقين:

الشق الخاص بالخسائر المباشرة التى تكبدها سوق التأمين وسوق إعادة التأمين والتى كان لها تأثير كبير على مستوى العالم.. حيث أن تلك الخسائر لم تكن متوقعة وبالتالى لم يتم تخصيص الإحتياطات الكافية لها.

الشق الثانى هو تأثير كوفيد 19 على الإقتصاد العالمى بأسره نظراً لدخول بعض الدول فى فترات حظر طويلة.
• تتسم النتائج الخاصة بإعادة التامين منذ فترة ليست بالقليلة بأنها نتائج سيئة وبخاصة فى أعوام 2017 و 2018 و2019 نتيجة لوقوع بعض الكوارث الطبيعية مثل الأعاصير التى وقعت فى أمريكا واليابان؛ ولايزال تأثير تلك الكوارث يلقى بظلاله على عام 2020 حيث تسببت زيادة حجم الخسائر إلى تطور الأرقام الخاصة بتلك الخسائر والتى من المتوقع أن تصل إلى 15 مليار دولار من سنين سابقة.
• انخفاض معدلات الفائدة توثر بشكل كبير علي معيد التأمين وتجعله يسعي الي تحقيق أرباح فنية مما سيؤثر علي زيادة أسعار إعادة التأمين.
• الاحتياطيات للتعويضات تحت التسوية الخاصة بشركات إعادة التأمين قد وصلت إلى مستويات حرجة. كما أن هناك ايضا احتياطي للتعويضات تحت التسوية لدي معيدي التامين الناشئة عن كوفيد ١٩ تصل حتي الان الي ٢٥ مليار دولار.
• زيادة الأسعار المرتبطة بالطاقة الإستيعابية.

ما هى التوقعات الخاصة بتجديدات 1/1/2021 فى ظل تشدد السوق على الصعيد المصرى والصعيد العالمى؟
نظراً لأن سوق التأمين المصرى هو جزء من سوق إعادة التأمين العالمى فبالطبع سيتأثر بما يحدث فى السوق العالمى، ولكن التجديدات بالنسبة لكل شركة ستتوقف على الظروف الخاصة بتلك الشركة من حيث أدائها وموقفها مع معيد التأمين، ومن ثم فإنه من الصعب توقع نسبة الزيادة التى ستحدث فى الأسعار. وبوجه عام هناك عدة عوامل تجعل السوق المصرى يتمتع بوضع خاص وهى على سبيل المثال:
• تأثر السوق المصرى بجائحة كوفيد 19 بنسبة أقل مقارنةً بالأسواق الأخرى مثل أمريكا وأوروبا وبعض الدول الآسيوية.
• من المتوقع أن يحدث نمو فى الاقتصاد بمصر بنسبة تتراوح ما بين 2% و 2.5% . كما أن السوق المصرى قد نجح فى تحقيق حجم أقساط لا بأس به وخاصة فى فروع تأمينية مثل التأمين الهندسى وذلك بسبب المشروعات التى تقوم مصر بتنفيذها حالياً.
• تشير التقارير الإقتصادية إلى أن هناك إستقرار فى الوضع الإقتصادى فى مصر، وأن معدل التضخم قد انخفض إلى حد ما، كما أن هناك أيضاً إستقرار فى العملة.
• تعد مصر من الدول المعرضة للكوارث الطبيعية بنسبة أقل من دول أخرى. وتعد هذه النقطة إحدى مميزات السوق المصرى التى من الممكن أن تكون جاذبة لمعيد التأمين.

ستساهم جميع العوامل السابقة فى أن يكون السوق المصرى فى وضع أفضل عند قيامه بمناقشة التجديدات مع معيدى التأمين. وبالتالى يجب على شركات التامين المصرية الإستعداد الجيد لتجديدات الإتفاقيات وذلك من خلال الإهتمام بما يلى:
• الإعداد الجيد والشامل لسجل الإخطار الخاص بالشركة.
• وضع كافة البيانات التى يحتاجها معيد التأمين، مع مراعاة أن تتسم تلك البيانات بالشفافية وأن تكون مصحوبة بتحليلات دقيقة لتلك البيانات، لأن ذلك سينعكس بشكل إيجابى على قرار معيد التأمين أثناء مناقشات التجديدات.
ومن ناحية أسعار إعادة التأمين، فإنه من المتوقع أن تحدث زيادة فى الأسعار بوجه عام وذلك نتيجة للوضع الإقتصادى العالمى. وبالتالى يجب على شركات التأمين تحرى الدقة فى التسعير عند القيام بالاكتتاب المباشر حتى لا يصدم معيد التأمين بوجود تسعير تحت مستوى المخاطرة.
هل هناك توقع فى ظل الظروف الحالية بأن تحدث زيادة فى الأسعار وهل سيحدث تغيير فى شروط إعادة التأمين؛ كأن يتم إضافة شروط جديدة نتيجة لجائحة كوفيد 19؟
سيكون هناك نوع من التوضيح للشروط الخاصة بالأوبئة والجوائح وكذلك سيتم إضافة تعديلات للشروط الخاصة بالكوارث كنتيجة للحادث الخاص بمرفأ بيروت؛ وبالتالى سيكون هناك توضيح للشروط الخاصة بالكوارث الناتجة من صنع الإنسان. وبالفعل بدأت تضاف الشروط الخاصة بإستثناء الأوبئة على الإتفاقيات للتجديدات التى تمت فى 1/7/2020.
وفى هذا الصدد أوضح السادة المتحدثين بضرورة قيام شركات التامين فى السوق المصرى بالإهتمام بطريقة إعداد سجل المخاطر الخاص بكل شركة؛ بحيث تكون البيانات الواردة به واضحة بشكل جيد وتكون الأخطار مقسمة إلى قطاعات على نحو صحيح لأن ذلك سيفيد الشركة أثناء التفاوض مع معيدى التأمين. كما أن إعداد سجل المخاطر بهذه الطريقة سيفيد شركة التأمين نفسها لأنه سيساعد الشركة على مراقبة تطور المحفظة الخاصة بها.
وفى سياق الحديث عن أسعار التأمين وإعادة التأمين تمت الإشارة إلى ضرورة مراعاة وضع العميل الخاص بشركات التأمين المباشر، حيث أن العديد من العملاء يعانون حالياً من نقص فى السيولة النقدية كنتيجة لتوقف بعض القطاعات الإقتصادية بسبب جائحة كورونا. وبالتالى فإن بعض العملاء يطلبون تخفيض أسعار التأمين أو أن يتم تقسيم قسط التأمين على دفعات. وبناءً على ذلك فإن معيد التأمين سيتوقع أنه لن يتمكن من تعويض أثر إنخفاض الأسعارفى سنة واحدة ولكن قد يضطر إلى أن يكون ذلك على سنوات.
هل سيؤثر إنفجار مرفأ بيروت على مفاوضات التجديدات القادمة على سوق إعادة التأمين بوجه عام وعلى السوق المصرى بوجه خاص؟
يجب فى البداية أن يتم توضيح الدروس المستفادة من هذه الكارثة والتى يمكن تلخيصها فيما يلى:
• يجب أن تتم إدارة مخاطر المنشأت الحيوية بشكل جيد.
• يجب أن يقوم معيد التأمين بتحصيل الأقساط بشكل منتظم حتى يكون قادراً على دفع التعويضات.
وفيما يتعلق بأثر ذلك على تجديدات الإتفاقيات فإن ذلك سينعكس تحديداً على التسعير، ومن المحتمل أن يتم تقليل الطاقة الإستيعابية للشرق الأوسط.
ما هى الدروس المستفادة من جائحة كوفيد 19 بالنسبة للسوق العالمى والسوق المصرى وكيف يمكن للسوق المضى قدماً بعد تلك الجائحة؟
هناك العديد من الدروس المستفادة من جائحة كوفيد 19 يمكن سردها على النحو التالى:
• يمكن للمنشأت الإقتصادية وغيرها العمل عن بعد وإدارة العمل الخاص بها بنجاح .
• ضرورة قيام شركات التأمين بالإستثمار فى بنيتها التحتية التكنولوجية، وكذلك محاولة التوسع فى الإعتماد على الوسائل والتطبيقات التكنولوجية الحديثة وذلك حتى يتسنى للشركة النجاح فى إستمرار ممارسة نشاطها وإدارة فريق العمل الخاص بها عن بعد (أونلاين) إذا دعت الحاجة لذلك.
• يجب على الشركات الإستعداد بأن تكون قادرة على تكييف وضعها تحت أى ظروف وأن تكون قادرة على تشغيل موظفيها عن بعد.
• يجب على شركات التأمين وضع نموذج لآلية تأمين الحوادث الطارئة على غرار كوفيد 19.
• أهمية قيام الشركة بوضع ما يسمى بخطة إستمرارية العمل Business Continuity Plan حيث أن وضع مثل هذه الخطة سيساعد الشركة على النجاح فى إستمرار عملها تحت أى ظروف.
• يجب على الشركات أيضاً ضرورة الحصول على تأمين إلكترونى وذلك لمواجهة أى أخطار إلكترونية (Cyber Risks) كنتيجة لقيام الموظفين بالعمل من المنزل فى ظل الظروف التى تقتضى بفرض حظر على حركة المواطنين.
هل هناك توقعات فيما يتعلق بتجديدات إعادة التأمين لتأمينات الحياة؟
يعد التسعير الفنى لتأمين الحياة أسهل من تسعير تأمينات الممتلكات ولكن بالطبع سيكون هناك تأثير على الأسعار كنتيجة لجائحة كوفيد 19 ولكن هذا التأثير سيكون أقل فى تأمينات الحياة عنه فى تأمينات الممتلكات.
ما هى الفروع التأمينية التى ستواجه صعوبة أو ستواجه مشكلات أثناء تجديدات إعادة التأمين القادمة؟
من أكثر الفروع التى دائماً ما تأخذ حيزاً كبيراً فى المناقشات أثناء التجديدات هو فرع تأمينات الحريق نظراً لأن نتائج هذا الفرع سيئة وبالتالى فهو يعتبر من المشكلات التى تواجه السوق المصرى. وفى هذا الصدد أوضح السيد/ رئيس الاتحاد أن هناك بالفعل عدد من اللجان الفنية مثل لجنتى الحريق والهندسى قد قامت بدراسة الأسس الفنية السليمة لتلك الفروع ووضع دليل للاكتتاب فى كل من تأمينات الحريق وتأمينات الهندسى وأنه سيتم تعميم دليل الاكتتاب للفرعين على سوق التأمين المصرى بعد موافقة الهيئة العامة للرقابة المالية عليهما.
وتأتى التأمينات الهندسية على العكس من تأمينات الحريق وذلك لأن التأمين الهندسى قد حقق نمواً فى الأقساط نتيجة للمشروعات التى يتم تنفيذها فى مصر الآن. وبالنسبة لتأمينات السيارات فقد ساهمت مجمعة التأمين الإجبارى التى تم إنشائها العام الماضى فى تحسن نتائج هذا الفرع التأمينى. ومن الفروع التى حققت الأقساط المرجوة منها هو فرع تأمينات البحرى بضائع. ومن الفروع التى حققت نمواً فى سوق التامين المصرى هو فرع تأمين الإئتمان Credit Insurance.
التوصيات
وإختتمت الندوة مناقشاتها بتوجيه عدة توصيات لشركات التأمين والتى جاءت على النحو التالى:
• الإستعداد الجيد فنياً وتكنولوجياً حتى تكون الشركة قادرة على إستمرار عملها.
• ضرورة وضع خطة عمل قصيرة المدى وطويلة المدى تساعد الشركة على مجابهة أى ظروف تطرأ على المشهد الإقتصادى المحلى أو العالمى.
• يتعين على الشركة الإهتمام بإدارة المخاطر الخاصة بالشركة وذلك من خلال تعديل البيانات الخاصة بها وفقاً للتغيرات التى تحدث فى المشهد الاقتصادى بشكل عام وسوق التأمين بشكل خاص، وعلى أن يتم تعديل تلك البيانات شهرياً أو سنوياً حسب ما يتراءى للشركة.
• ضرورة قيام الشركات بالإهتمام بالتوسع فى البنيىة التحتية التكنولوجية وأن تبدأ فى الإتجاه نحو التحول الرقمى.
• تفعيل دور اللجان الفنية فى الاتحاد المصرى للتأمين بحيث يكون لها دوراً أكثر تأثيراً فى أداء الفروع التأمينية المختلفة بسوق التأمين المصرى.. حيث يجب أن تتم دراسة الأسس الفنية لكل فروع التأمين لأن ذلك سؤدى إلى الإكتتاب الفنى السليم فى هذا الفرع وكذلك سيساعد فى تقليل معدلات الخسائر الخاصة بهذا الفرع التأمينى.
وفى نهاية الندوة أعلن الأستاذ/ علاء الزهيرى عن إنشاء المنصة الخاصة بنشر الأفكار الثمينة (SPI) Spreading Precious Ideas Hub وهو تجمع فعلى ( on- site ) ومنصة افتراضية. وتعد هذه المنصة جزء من أنشطة شرم رانديفو التي تهدف إلى نشر الأفكار الثمينةمن خلال حلقات النقاش وورش العمل. وسيتم تنظيم ورش عمل وحلقات نقاشية على هذه المنصة بشكل دوري وسيكون ذلك فى البداية عن طريق الانترنت … ثم بعد نجاح اللقاح الخاص بكوفيد 19 أو الحد من الوباء، سيتم تنظيم بعض اللقاءات الفعلية.

التعليقات مغلقة.