الأحد, 17 نوفمبر 2024 | 7:18 صباحًا

البلوكشين وجه صناعة المجال المالى بالعالم

شبكة البلوكشين أو بما تعرف بسلسلة الكُتل هي تكنولوجيا لشبكة مشفرة معلوماتية لتخزين المعلومات ونقل البيانات بطريقة غير مركزية وآمنة.

في عام 2008 تم وضع تصور للبلوكشين من قبل الباحث الياباني ساتوشي ناكاموتو، والتي أراد الأخير خلق شبكة تعمل من خلال نظام لامركزي ولا يمكن التحكم بها سواءً للوثائق والفترات الزمنية.

استخدمت البلوكشين لأول مرة في العالم كأداة تكنولوجية مالية، حيث هي الشبكة الحاضنة لمعاملات العملات الرقمية التي منها عملة البيتكوين وتداول الفوركس الشهير (تبادل العملات الأجنبية) في الأسواق المالية حول العالم.

كما يتجه العالم المالي اليوم بما فيها الشركات الكبرى والمؤسسات النقدية والبنوك المركزية، بتبني تكنولوجيا البلوكشين على غرار مؤسستي IBM وLIoyds. إذ ظهر مؤخراً كذلك اهتماماً عربياً بارزاً حول اعتماد أليات تكنولوجيا البلوكشين في بدولة الامارات العربية المتحدة، لاسيما في الخدمات المالية، فالبيئة المتطورة والنمو الاقتصادي للسوق الاماراتي هما مواكبان لأحدث التكنولوجيا المبتكرة في هذا الصدد.

هذا التبني سيعتمد فعلياً من قبل بعض البنوك والشركات المالية ولوسطاء التداول الالكتروني عبر الانترنت. أضف الي ذلك النظام الآمن الذي ستؤمنه هذه الشبكة للمنظومة المالية في الامارات مستقبلاً.

ففي فبراير 2016، أعلن معرض المستقبل في دبي، وهو مركز ابتكار، عن تشكيل مجموعة أبحاث تركز على تكنولوجيا البلوكشين. حيث يتألف مجلس Global Blockchain من 32 عضواً بما في ذلك الكيانات الحكومية، مثل مكتب Smart Dubai والشركات العالمية مثل Cisco ، و IBM ، و SAP ، و Microsoft ، و.Blockchain start-ups. فعلى نحو متزايد، تبحث البنوك عن طرق لدمج تقنية البلوكشين في عملياتها بأسواق شمال افريقيا والشرق الأوسط.

تتميز تكنولوجيا البلوكشين بسرعتها الفائقة في أداء المعاملات المالية، ناهيك عن كونها شبكة صعبة الاختراق ويسهل التحكم في البيانات من قبل المستخدمين لها. كما أنها غير مركزية ولا تسيطر أو تنظمها أي جهات رسمية. ولهذا لا تحتاج الى وسيط ثالث أو دفع عمولات تحويلية اثناء عقد الصفقات بين الأطراف.

بيانياً، البلوكشين تختلف كلياً عن بيانات شبكة المعلومات العالمية الانترنت، حيث تعالج في الانترنت بين المركز والمستخدم، وهي بطيئة الاستجابة. في حين تعالج البلوكشين بيانات المستخدم بدون خطوات متدرجة، بل تعالج البيانات كمجموع واحد مع نتائج وأذونات التغيير تأتي مرة واحدة دون الرجوع إلى مركز.

ولهذا البلوكشين تعد بتغيير جذري في ثقافة وصناعة المجال المالي في المستقبل القريب، ومن أوجه التغييرات التي ستحدثها البلوكشين هي:

عالم عُملات رقمية غير ملموسة – ستمنح البلوكشين فرصة طرح العملات رقمية لعمليات الشراء والبيع بين التجار او المؤسسات المالية والحكومات لعقد الصفقات متجاوزة الوقت والبروتكولات البطيئة. لأنها كشبكة هي سريعة الأداء على معالجات المعاملات المالية التي قد يتأخر منظومة بيانات الانترنت في معالجتها حيث تستغرق المعاملة المالية مدة يومين خلافا للبلوكشين التي تؤدي المعاملة في عدة ثواني آنية ولا تنتظر اذونات.

التمويل والاستثمار – البلوكشين لها القدرة على منح نماذج تمويل واسعة لكافة شرائح المجتمع والتخصصات من عمال ومحاميين وأصحاب رؤوس الأموال الكبيرة. فعبرها يتم اعداد المشاريع مع المستثمرين دون المرور من خلال طرف ثالث مكلف، كما أن البلوكشين تضمن أن يكون تسجيل الاستثمارات سلساً وآمناً وشفافاً، وذلك لأنها تطرح عقود ذكية تتماشى مع الحالة الفعلية لأداء المستثمرين وتمنح الوقت والفرصة لجني الأرباح ورد القروض المالية سواءً على المدى البعيد والقصير.

حد الاحتيال المالي – بالرغم أن تكنولوجيا البلوكشين هي جديدة في الأسواق، فإن قدرتها على الحد من الاحتيال في العالم المالي تحظى باهتمام كبير لأن 45%٪ من الوسطاء الماليين مثل البورصات وخدمات تحويل الأموال يعانون من الجريمة الاقتصادية كل عام.

إن معظم الأنظمة المصرفية في جميع أنحاء العالم مبنية على قاعدة بيانات مركزية أكثر عرضة للهجمات الإلكترونية لأنها هي بالأساس هي مركزية حيث يسهل اختراق المتسللين للنظام الواحد المركزي. خلافا للبلوكشين التي هي غير مركزية وبياناتها المالية ليس لها مركز لاختراقها، أضف الي ذلك ان البيانات موزعة في هيئة سلسلة كتل متماشية على التوالي مع طابع زمني ومشفرة من كتلة الي أخرى بمعادلات رياضية معقدة حيث كل كتلة تخزن تصدر تختلف كلياً عن الأخرى مما يزيد الامر تعقيداً وهو المطلوب أكثر اماناً. من شأن هذه التقنية أن تقضي على الجرائم الحالية التي ترتكب عبر الإنترنت اليوم ضد المؤسسات المالية العالمية او المحلية.

اخيراً، استخدام تكنولوجيا البلوكشين يعد امراً قادماً وبقوة ويعد بمستقبل يغير وجه الصناعة المالية التقليدية اليدوية أو عبر الانترنت، الذي بات نسبياً وسطاً بطيئاً لأداء المعاملات اليومية والمحدق بمخاطر الاختراق. في حين البلوكشين تحتاج الي السرعة الفائقة لإتمام الصفقات ووسط أمن وشفاف وغير مركزي بيروقراطي.

التعليقات مغلقة.