يترقب القطاع السياحى مصير شركة توماس كوك المتعثرة؛ خوفاً من الانعكاسات السلبية على التدفقات والحجوزات السياحية الوافدة لمصر خلال موسم الشتاء المقبل.
وتواجه الشركة صعوبات كبيرة فى الاستمرار حتى يوم الاثنين؛ نتيجة خلافات مع الدائنين، وتنعقد اجتماعات مكثفة لحسم مصير الشركة.
ووصفت مصادر قريبة الصلة بالشركة فى مصر إعلان توماس كوك إفلاسها فى حال حدوثه بالمربك لحركة الحجوزات فى أسواق دول غرب أوروبا لمصر على الأقل لمدة شهرين لحين دخول شركات جديدة محلها والتسويق مجدداً للمقصد المصرى.
وأضافت: «توماس كوك لا يتوقف نشاطها على عمليات التفويج لمصر، إذ إن الشركة تسوق وتدير، ولديها شراكات مع مستثمرين مصريين لإقامة فنادق فى الفترة الأخيرة بمنطقة البحر الأحمر».
وقدرت المصادر حصة الشركة من السياحة الوافدة لمصر سنوياً بين 7 و%10، وكانت تجرى محاولات لزيادتها إلى %15 وزيادة التدفقات من بريطانيا خاصة إلى مناطق البحر الأحمر.
ووقعت شركة «أوراسكوم للتنمية مصر» نهاية 2018 اتفاقية مع «توماس كوك» لإنشاء فندق وتجديد آخر بقيمة 200 مليون جنيه.
وتشمل الاتفاقية إنشاء فندق جديد تحت اسم «كاسا كوك» يطل على شاطئ البحر بطاقة استيعابية 100 غرفة فندقية، كما تتضمن الاتفاقية تجديد فندق «أرينا إن الجونة» الواقع بمنطقة «الداون» بطاقة استيعابية 144 غرفة فندقية، وسيتم افتتاحهما نهاية العام الجارى.
والتقت رانيا المشاط، وزيرة السياحة، فى مارس الماضى، الرئيس التنفيذى لمجموعة توماس كوك العالمية؛ لمناقشة سبل زيادة الحركة السياحية الوافدة إلى مصر.
وتسعى «توماس كوك» التى تضم 22 ألف موظف حول العالم لجمع 200 مليون جنيه إسترلينى لتجنب إفلاسها وإعادة نحو 600 ألف سائح فى مقاصد متعددة إلى بلدانهم.
ويقول الرئيس السابق للاتحاد المصرى للغرف السياحية إلهامى الزيات، إنَّ الأزمة قد تسبب تراجعاً فى مستوى الحجوزات لحين توفر شركات بديلة «مصر تملك تسويقاً جيداً للغاية فى الوقت الحالى، وتوجد رغبة فى قضاء العطلات بها خاصة فى الموسم الشتوى المقبل».
وقال كامل أبوعلى، مجلس إدارة مجموعة بيك الباتروس للفنادق، يجب عدم القفز على الأحداث، ومن الأفضل ترقب ما تؤول إليه الأمور والمفاوضات التى تجرى بين الشركة والحكومة البريطانية أو المستثمرين «السياحة المصرية قوية، والإشغالات طبيعية».
وأضاف أن القطاع الخاص ينسق مع وزارة السياحة من أجل زيادة التنشيط والترويج للمنتجعات فى الأسواق المختلفة والاستعداد لمعرض wtm فى لندن خلال الشتاء المقبل.
وقال الرئيس السابق لغرفة الفنادق المصرية وسيم محيى الدين، إنَّ الإشغالات بمنطقة البحر الأحمر تتراوح بين 80 و%85 والنسبة نفسها فى القاهرة، لكنها منخفضة فى شرم الشيخ جراء استمرار وقف الرحلات البريطانية والروسية منذ نهاية 2015.
وارتفعت الإيرادات السياحية لمصر خلال العام الماضى إلى 11.6 مليار دولار بنمو %49.5 عن العام الأسبق بدافع من زيادة التدفقات إلى 11.3 مليون سائح مقابل 8.3 مليون خلال 2017.
وتوقع طارق شلبى، نائب رئيس جمعية المستثمرين السياحيين بمرسى علم أن تحل شركة توى محل توماس كوك فى أسواق دول أوروبا الغربية.
وترتبط شركة ترافكو للسياحة بعقد وكالة لشركة توى فى مصر التى تسوق لعدد من المنتجعات السياحية فى مناطق متفرقة بالبحر الأحمر وجنوب سيناء وجنوب مصر بالأقصر وأسوان.
وأضاف شلبى أن هناك ثلاث شركات أخرى يتوقع أن تنافس على حصة توماس كوك حال إعلان افلاسها وهى «كينت إيجيبت» و«جيت2» و«هوليدايز أبيركرومبى».
التعليقات مغلقة.