قال بسيم يوسف، رئيس شعبة الطاقة الجديدة والمتجددة بغرفة الصناعات الهندسية باتحاد الصناعات، إن استفادة الشركات المحلية من المشروعات القومية للطاقة كانت محدودة للغاية لسببين، الأول أن الشركات الأجنبية القائمة على المشروع تعلم أن هذه التكنولوجيا مازالت حديثة على السوق المحلى، لذا لم تعتمد على موردين محليين حتى فى مدخلات الإنتاج والأجزاء التى يمكن تصنيعها محلياً.
أما السبب الثانى، فهو عدم توافر الفنيين المدربين قبل بدء تنفيذ مشروع مثل محطة بنبان فى أسوان، ومن المتوقع أن يختلف الأمر خلال الفترة المقبلة بعد اكتساب الخبرة من هذه المشروعات، وأضاف: «هناك مشكلة أخرى وهى أن الأجزاء التى تصنع محلياً مازالت محدودة للغاية، ويقتصر معظمها على الحوامل الخاصة بالخلايا الضوئية، والأسمنت، والعمالة، وماعدا ذلك تستورده الشركات الأجنبية القائمة على هذه المشروعات».
ولفت يوسف، إلى أن ندرة المعلومات عن احتياجات السوق من أكبر المشكلات التى تواجه قطاعا جديدا مثل محطات الطاقة الشمسية، مؤكداً أهمية إقامة مؤتمر عام للطاقة الجديدة والمتجددة يتم فيه دعوة 3 أطراف وهم المصنعون، وقطاع المستثمرين الراغبين فى الاستفادة من هذه الطاقة فى مصانعهم، ووزارة الكهرباء.
وأوضح أن أكثر من شركة تقدمت بطلبات لإنشاء مصانع لتجميع الخلايا الشمسية فى مصر، بعضها حصل على موافقات لبدء الإنشاء، والآخر مازال فى مرحلة الدراسة، متوقعاً أن تشهد الفترة المقبلة ارتفاع عدد المصانع المستثمرة فى هذا القطاع.
أكد يوسف، أن تذبذب أسعار العملة وارتفاع الفائدة البنكية، ساهما فى إبطاء حركة الشركات تجاه الاستثمار فى هذا القطاع، إلا أن خفض أسعار الفائدة على الإيداع والإقراض سيشجع الشركات على العودة للتفكير مرة ثانية للاستثمار لتجميع الخلايا الشمسية فى مصر، وتصنيع بعض الأجزاء محلياً بدلاً من استيرادها.
وأضاف أن فكرة إنشاء مجمع صناعى متكامل خاص بإنتاج مكونات محطات الطاقة الشمسية مطروحة خلال الفترة الحالية، لكن لم يتم الإعلان عمن سيقوم بالإنشاء، حتى الآن، نتيجة غياب التنسيق بين الجهات المختلفة وعدم توافر المعلومات عن احتياجات السوق، قائلاً: «مصانع المحولات على سبيل المثال لن تخاطر بالاستثمار بإنشاء خطة إنتاج جديد إلا حال توافر الطلب على منتجها وبكميات تجعلها مناسبة للتكلفة».
وقال عاطف عبدالمنعم، رئيس شعبة الكابلات والأدوات الكهربائية، إن الشركات المحلية قادرة على تلبية احتياجات مشروعات الطاقة الشمسية وتوربينات الرياح بنحو %40 من احتياجاتها مثل (التركيبات، البطاريات، المحولات، الكابلات)، لذا يجب أن تشترط المناقصات ألا يقل المكون المحلى عن هذه النسبة.
وأوضح أنه رغم اتجاه الدولة لمشروعات الطاقة الشمسية وإقامة مشروعات مثل أكبر محطة للطاقة الشمسية فى بنبان، إلا أن شركات الأدوات الكهربائية من المحولات والبطاريات وغيرها من الأجزاء لم يُطلب منها توريد بعض الأجزاء أو المنتجات لهذا المشروع الضخم، ولم تستفد منها حتى الآن.
وتابع عبدالمنعم: «استفادة الشركات المحلية من المشروعات القومية للطاقة الجديدة والمتجددة يتوقف على محورين رئيسيين، الأول هو تفعيل قانون تفضيل المنتج المحلى فى المشتريات الحكومية، والثانى هو إزالة العقبات أمام الصناعة المحلية وحل مشكلاتها لتوفير منتج قادر على المنافسة فى السعر والجودة».
وأشار إلى أن هناك مجموعة مشتركة من التحديات تقف حائلاً أمام تطوير وتعميق نسبة المكون المحلى فى قطاع الأدوات الكهربائية وتضعف تنافسيته، ويأتى فى مقدمتها الاعتماد على استيراد الخامات، فضلاً عن ارتفاع الفائدة البنكية على القروض مقابل الفائدة المنخفضة فى الدول الأوروبية المنافسة.
وأوضح أهمية جذب الاستثمارات لتصنيع مدخلات الإنتاج محلياً وبعض الأجزاء بدلاً من استيرادها من الخارج، وكذلك تصنيع الصاج السيليكونى المستخدم فى تصنيع المواتير والمحولات الكهربائية.
أضاف أن الاعتماد على استيراد هذه الخامات والأجزاء سبب رئيسى فى ارتفاع تكلفة المنتج، بالإضافة إلى معاناة الصناعة المحلية من ارتفاع تكلفة طاقة نقل الخامات والمنتج، و»كارتة» الطرق، والتى توضع فى النهاية على السعر النهائى للمنتج، وتضعف تنافسيته مع المستورد.
وقال أيمن النجولى، رئيس شعبة تشكيل المعادن بغرفة الصناعات الهندسية باتحاد الصناعات، إن مصانع تشكيل المعادن والكابلات قادرة على الوفاء باحتياجات مشروعات الطاقة الشمسية من الحوامل الخاصة بالخلايا الشمسية وأجزاء كثيرة من الأدوات الكهربائية، ومن المتوقع أن يرتفع حجم الاستثمار بها خلال الفترة المقبلة؛ تزامناً مع اتجاه الدولة لزيادة إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية وتوربينات الرياح.
أشار النجولى، إلى أن التوسع فى مشروعات الطاقة الشمسية يعد مورداً جديداً للشركات لزيادة مبيعاتها، إذ نجحت بعض الشركات فى التوريد من الباطن للحوامل الخاصة بالخلايا الشمسية والشاسيهات لمشروع بنبان بأسوان؛ نتيجة سهولة تصنيعها محلياً، فضلاً عن توريد الكابلات من شركات مصرية.
التعليقات مغلقة.