الأحد, 5 مايو 2024 | 6:26 مساءً

الكلمة الأفتتاحية للملتقي الأقليمي السادس للتأمين الطبي والرعاية الصحية



1- معالي الدكتور/ محمد معيط – وزير المالية
2- سعادة الأستاذ/ عـــلاء الزهيري رئيس الاتحاد المصري للتأمين
3- سعادة الدكتور/ إيهاب أبو المجد رئيس الجمعية المصرية للرعاية الصحية

السادة رؤوساء الشركات، الأعضاء المنتدبين والمدراء العامين والزملاء الأعزاء في قطاع التأمين والرعاية الصحية.
بإسمي الخاص ونيابة عن رئيس وأعضاء مجلس إدارة الاتحاد العام العربي للتأمين، أود أن أشكركم على حضوركم ندوتنا هذه وخاصة فى الظروف الصحية الراهنة.
ومن ألطاف الله علينا أننا وبتوفيق من الله وبدعم قوي وتحضير طويل من طرف اللجنة التنظيمية لهذه الندوة، نجتمع اليوم وكلنا أمل في أن يزول هذا الكرب ونكون قادرين على العودة إلى حياتنا العادية.
فملتقى اليوم يأتي في ظرف خاص جدًا؛ فلقد جرت العادة على أن تحتضن مصر ندوة التأمين الطبي، لكن هذه السنة يكتسب هذا الملتقى أهمية قصوى لأن الإشكالية الطبية اليوم أصبحت في قلب الحدث اليومي منذ بداية أزمة الكورونا.
كثير من الأسئلة التي طرحت نفسها وبإلحاح على كل المهتمين بالصحة والتأمين:
1- هل المنظومة الصحية كانت في مستـــوى مواجهــــة أزمــــــة الكورونا؟
2- ما هو الدور الذي لعبه قطاع التأمين للمساهمة في الحد من أثار الكورونا؟
3- ما الواجب عمله لكي يلعب قطاع التأمين والخدمات الطبية دوره الخدمي والمجتمعي؟
وكيــــــف يمكــــــن لنــــــا أن نقلـــــص الهـــــوة التأمينيــــة “Protection Gap “؟
4- ما مصلحة شركات التأمين الدولة في إشراك القطاع الخاص في هذا المشروع؟ وما مصلحة شركات التأمين في الشمول التأميني؟

هذا الملتقى مطالب بأن يجيب على كل هذه الأسئلة.

وهنا أريد أن أؤكد للسادة الوزراء والمسؤولين الحكوميين أن قطاع التأمين العربي كرافد من روافد الإقتصاد الوطني هو شريك أساسي وعلى أتم الإستعداد للمشاركة في المجهودات الوطنية من أجل تحسين الشمول المالي والمساهمة في المجهودات التي تبذلها الحكومات من أجل تسهيل ولوج الفئات الضعيفة من المجتمع إلى الخدمات الطبية.

 بالجواب على السؤال الأول، فإن المنظومة الصحية في كل البلدان لم تكن مستعدة بالصورة الأمثل لمواجهة جائحة بحجم الكوفيد-19؛ و لقد فوجيء كل العالم بالجائحة، والمفاجئة الأكبر، كانت مدة الحجر الصحي الذي طال وعواقبه الإقتصادية الكارثية؛

 بالجواب على السؤال الثاني عن المنظومة الصحية في مواجهة الأزمة ودور شركات التأمين و الرعاية الصحية، كونهما دعائم أساسية كقطاع خاص، دوره مكمل لدور الدولة؛
كما سبق وقلنا المنظومة الصحية في أغلب البلدان لم تكن مهيئة تماما لاستقبال اعداد كبيرة من المرضى؛ ولقد كان القطاع الصحي الحكومي الخط الأول في مواجهة الجائحة، في وقت كانت شركات التأمين تتسائل فيه عن امكانية تغطية الجائحة من عدمها وتحمل نفقات العلاج.
ولأن الصحة العامة مسألة استراتيجية في كل بلد لحماية المواطن، و لأننا في بلداننا نعاني من الازدواجية : قطاع صحي حكومي يفتقر للإمكانيات، يعالج ذوي الدخل المحدود جدا والامراض المستعصية ؛ وقطاع خاص يتردد عليه من لديهم القدرة على الدفع أو لديهم تأمين جماعي أو شخصي يغطيهم بشكل جيد؛ وما بين الفئتين مجموعات كبيرة من المواطنين ليست لها أية تغطية صحية، لذا وجب العمل على إدراج هذه الفئات في نظام تأميني.
كما تعلمون، الصحة العامة جزء من الأمن القومي وأهميتها مركزية؛
وإذا كان القطاع الحكومي والقطاع الخاص والتأمين يشكلون العمود الفقري للمنظومة الصحية، فإنهم اليوم مدعوون للعمل معًا في إطار شراكة ما بينهم من أجل توسيع مساحة الشمول المالي التأميني.
 السؤال الثالث: ما هو الدور الذي يجب على قطاع التأمين عمله ليلعب دوره الخدمي والمجتمعي؟

يساهم قطاع التأمين في حماية الملايين عبر التأمينات الصحية، لكن هذه الحماية ظلت مقتصرة إلى وقت قريب على العاملين في المؤسسات وعلى من لديهم القدرة الشرائية لشراء وثائق تأمين طبي؛
نحن اليوم أمام ضرورة توسيع مساحة الشمول المالي ليشمل الفئات المحدودة الدخل عبر التأمين المتناهي الصغر، وهذا يتطلب:

أولًا: أن تكون الأسعار في متناول الفئات المحدودة الدخل؛
ثانيًا: أن تكون عقود التأمين مبسطة والتغطيات واضحة؛
ثالثًا: أن تكون كلفة التوزيع ضئيلة.

 السؤال الرابع: ما مصلحة الدولة في إشراك القطاع الخاص أي شركات التأمين؟ وما هي مصلحة هذه الشركات في هذا المشروع؟
-|- مصلحة الدولة:
1- توفير منظومة صحية متكاملة؛
2- التخفيف من الأعباء على ميزانية الدولة؛
3- زيادة مداخيل المستشفيات التابعة لوزارة الصحة، من خارج ميزانية الدولة؛
4- شمل كل المواطنين بالتأمين الصحي، يساهم في تحسين انتاجية العاملين في كل القطاعات ويساهم في السلم الاجتماعي، وحيث أن الصحة العامة من مشمولات دولة الرعاية، فلا يمكنها أن تتغاضى عن الاستثمار في القطاع الصحي الحكومي وإعادة تأهيله ليصبح مقبولا لذوي الدخل المرتفع والذين لديهم تغطيات من شركات التأمين.

-||- ما مصلحة قطاع التأمين في الشمول التأميني ودمقرطة التأمين الطبي؟
لا يمكن لأى أحد إنكار الأهمية المتزايدة للتأمين الطبي في كل البلدان؛ في بلداننا العربية تزايد الإهتمام في السنوات الأخيرة حيث إرتفعت نسبته في كل من الإمارات، السعودية، المغرب، الأردن ولبنان.
على سبيل المثال، لما شرعت السعودية التأمين الصحي، ارتفعت أقساط التامين في المملكة بشكل كبير؛ و يشكل التأمين الصحي حاليا 59.3% من إجمالي الأقساط لسنة 2019؛ وتمكنت شركات التأمين و شركات الرعاية الطبية من الحصول على سيولة وإمكانية التوسع في فروع أخرى من التأمينات، وإذا كانت المنافسة قد أضرت بالشركات في البداية، إلا أن مع مرور الوقت اتجهت الشركات إلى التسعير الاكتواري بتعليمات من مؤسسة النقد SAMA)).

لماذا مصر تعتبر نموذجًا لباقي الدول العربية؟

يشكل التأمين الطبي 11% من إجمالي الأقساط المكتتبة في مصر، وهذا الرقم قابل للزيادة بشكل ملحوظ في السنوات المقبلة.
أ‌- بالنسبة لعدد السكان فإن نجاح التجربة المصرية سيشكل نموذجًا يحتذى به في باقي الدول العربية وخاصة الغير النفطية؛
ب‌- الإستراتيجية التي إتبعتها الحكومة المصرية وبدء تطبيقها على أرض الواقع محفزات لكل دول المنطقة؛
ونحن في الاتحاد العام العربي للتأمين نعول كثيرًا على نجاح هذه التجربة؛ ومن هنا تأتي مساهماتنا في هذا الملتقى الهام.

مرة أخرى نشكركم حميعًا على تشريفنا لحضور هذه الندوة.

والسلام.

التعليقات مغلقة.