الجمعة, 22 نوفمبر 2024 | 7:22 مساءً

انطلاق النسخة الخامسة من المؤتمر المصاحب لمعرضي “يومكس” و”سيمتكس” 2022 بمشاركة دولية وحضور عالمي رفيع المستوى

 

 تحت الرعاية الكريمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، انطلقت في أبوظبي اليوم فعاليات الدورة الخامسة من مؤتمر “الأنظمة غير المأهولة 2022” المصاحب لمعرضي “يومكس” و”سيمتكس” 2022 تحت شعار: “أنظمة ذاتية بلا حدود: طفرة هائلة وآفاق واعدة”.

واستقطب المؤتمر الذي تنظمه شركة أبوظبي الوطنية للمعارض “أدنيك” بالتعاون مع وزارة الدفاع في دولة الإمارات العربية المتحدة مجموعة من قادة الفكر والمسؤولين رفيعي المستوى والاكاديميين الباحثين من مختلف دول العالم، ويشارك فيه أكثر 2,000 خبير ومختص بشكل حضوري وافتراضي.

وافتتح معالي محمد بن أحمد البواردي، وزير دولة لشؤون الدفاع في دولة الامارات، جلسات المؤتمر، بحضور معالي عمر سلطان العلماء وزير الدولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بعد، ومعالي ماريا ديدي، وزيرة الدفاع في جمهورية المالديف، ومعالي جواو إرنستو دوس سانتوس، وزير الدفاع الانغولي، وصاحب السمو الملكي الفريق الركن تركي بن بندر بن عبدالعزيز آل سعود قائد القوات الجوية الملكية السعودية و معالي المهندس عويضة مرشد المرر، رئيس دائرة الطاقة في أبوظبي، وسعادة اللواء الركن دكتور مبارك سعيد غافان الجابري، رئيس اللجنة العليا المنظمة لمعرضي ومؤتمر “يومكس” و”سيمتكس” 2022، وحميد مطر الظاهري، العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لشركة أبوظبي الوطنية للمعارض “أدنيك” ومجموعة الشركات التابعة لها وشخصيات رفيعة المستوى من الوفود الدولية المشاركة في المؤتمر.

وخلال كلمته الافتتاحية، رحب معالي محمد بن أحمد البواردي بالوفود المشاركة في أبوظبي عاصمة دولة الإمارات وطن التسامح والسلام وأرض الفرص والابتكار، وقال معاليه: “تشكل الأنظمة غير المأهولة، والطائرات بدون طيار عنواناً بارزاً للثورة التكنولوجية الحقيقية غير المسبوقة التي تضع المستقبل بين أيدينا، وفي دولة الإمارات تعتبر لاعباً مهماً في تحقيق رؤية قيادتنا الرشيدة المتمثلة في مبادئ الخمسين، بالتركيز على بناء الاقتصاد الأفضل والأنشط في العالم، وترسيخ السمعة العالمية لدولة الإمارات”.

وتابع معاليه: “يأتي تنظيم هذا المؤتمر الاستراتيجي اليوم بالرغم من التحديات العالمية والظروف الاستثنائية التي نشهدها على مستوى المنطقة ليسلط الضوء على القدرات والممكنات التي تتمتع بها دولة الإمارات، يبرز دورها المحوري في تعزيز أمن واستقرار المنطقة، وكذلك جهودها للمضي قدماً في تعزيز منظومتها التكنولوجية المتقدمة لتطوير قوة الردع، وبناء قطاع أمني ودفاعي يسهم في تحقيق الطمأنينة والسلم”.

وأضاف معاليه: “تكمن أهمية هذا المؤتمر بكونه منصة علمية جامعة للخبرات والكفاءات تدعم مهمتنا لتطوير القدرات الوطنية، ورسالة من دولة الامارات إلى العالم أجمع بأنها قادرة على مجابهة التحديات على اختلافها، والوصول إلى تحقيق تطلعات قيادتها وطموحات شعبها في الوصول إلى مكانة متقدمة على قائمة أفضل دول العالم في جميع المجالات، وبأنها حريصة على تطوير قدراتها لإنتاج الأنظمة غير المأهولة والطائرات بدون طيار بغرض تعزيز قدراتها الدفاعية، وكذلك دعم اقتصادها الوطني”.

وقال معاليه: “يكمن جانب كبير من الخطورة في أن الطائرات بدون طيار أصبحت سلاحاً تفضله الجماعات المسلحة والإرهابية نظراً لانخفاض تكلفة انتاجها وكفاءتها وفعاليتها وسهولة الحصول عليها، خصوصاً إذا ما وجدت أنظمة ودول ترعاها. إذ يمكن أن تقوم الطائرات بدون طيار ببعض الأدوار التي تقوم بها الطائرات المقاتلة التقليدية، مثل مهام المراقبة، والاستطلاع والهجمات الجوية، ولهذا بدأت استخداماتها تؤثر في مفاهيم وعقيدة العمليات الجوية والدفاع الجوي”.

وتابع معاليه:” رغم ما تمثله الأنظمة غير المأهولة من تقدم علمي وتكنولوجي إلا أنها تنطوي على مخاطر وتحديات غير مسبوقة، ولذلك علينا ان نكثف جهودنا على مستوى دولي وعالمي من أجل حماية الشرعية الدولية وتحقيق السلام والأمن الدوليين، وكذلك العمل معا للاستمرار في مسيرة التقدم والازدهار لأجيالنا القادمة عبر الارتقاء بقدراتنا الإبداعية لمجابهة التحديات، وتطوير تعامل الانشان مع الآلات الذكية بثقة ووعي، وذلك إلى جانب اتخاذ القرارات الصحيحة في العصر غير المأهول”.

وتناول المؤتمر الذي تضمن 4 جلسات نقاشية وشارك فيها 22 متحدثاً رفيع المستوى من عدة دول من مختلف أنحاء العالم، بمن فيهم وزراء، وقادة، وقادة ومبتكرين عالميين العديد من الموضوعات والقضايا ذات الصلة بقطاع الأنظمة غير المأهولة، وركز الجلسات على 4 محاور رئيسية، بما فيها فهم المشهد المتغير في قطاع الأنظمة غير المأهولة، وتعزيز الثقة والتفاهم بين الإنسان والآلة واتخاذ القرار في عصر الأنظمة غير المأهولة، وتطرق لتحسين الابتكار: التغلب على التحديات المصاحبة لعمليات تطبيق التقنيات وتكاملها، والأنظمة غير المأهولة والثورة الصناعية الرابعة: كيف تعمل التكنولوجيا على تشكيل القدرات المستقبلية.

وإلى ذلك، قال معالي عمر سلطان العلماء وزير الدولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بعد، في كلمته الرئيسية التي ألقاها في افتتاح الجلسة الأولى في المؤتمر: “ندرك اليوم أكثر من أي وقت مضى أهمية حماية دولنا عبر ضمان استخدام هذه التقنيات في خدمة، وحماية مجتمعاتنا، وكما هو الحال لجميع التقنيات التي ظهرت على مر التاريخ نتفهم تماماً بأنها ليست مثالية. ولكن عند النظر إلى الأنظمة غير المأهولة، فهناك الكثير من الأسباب التي قد يبني عليها القادة وصناع القرار توجهاتهم في استخدامها والعمل على تطوير نشر تقنياتها المتنوعة، فهي تساهم في خلق فرص كثيرة لحماية المدنيين في الحروب والمعارك”.

وتابع معاليه: “هذه الأنظمة لديها قدرة مثالية على العمل بشكل موحد ومتناسق بطرق قد لا يستطيع الانسان القيام بها، فالخوارزميات ليس لديها نفس مشاعرنا، وخوفنا، ولا يصيبها التعب فهي تعمل على مدار الساعة طوال العام وتنفذ الأوامر الواردة اليها، وتتفوق على الأنظمة التقليدية عند دمجها مع تقنيات الذكاء الاصطناعي، وهذه المزايا مجتمعة تجعلنا أكثر قدرة على تحقيق الأهداف، واعتماد الاستراتيجيات التي تعزز جهودنا لحماية مجتمعاتنا من لهجمات وخلال الحروب والمعارك”.

وأشار معالي الوزير عمر العلماء: “رغم إيجابيات الأنظمة، إلا أنه يترتب عليها في المقابل أيضاً تحديات عدة قد تخلق نوعاً من التطرف، كونها تحفز على التصعيد أثناء المعارك، خصوصاً عند دمجها بتقنيات الذكاء الاصطناعي، وهو ما يخلق رغبة في المضي بقوة نحو الامام دون أخذ جميع الاحتمالات بعين الاعتبار. فضلاً عن ذلك باتت تكلفة امتلاك هذه التقنيات اقل في الوقت الحالي، وهو ما قد يتيح للجماعات الإرهابية التي تهدد أمن دولنا، امتلاك واستخدامها لترويع المدنيين وزعرعة أمن مجتمعاتنا، وكذلك وجود عيوب في هذه الأنظمة تتمثل في استخدامها بيانات تاريخية لا تتماشى والتوجهات الاستشرافية التي تعتمدها الكثير من الدول في التخطيط للمستقبل”.

من جانبه، قال سعادة اللواء الركن الدكتور مهندس مبارك سعيد غافان الجابري، الوكيل المساعد للإسناد والصناعات الدفاعية في  وزارة الدفاع،  رئيس اللجنة العليا المنظمة لمعرضي يومكس وسيمتكس 2022 والمؤتمر المصاحب لهما: “مما لا يدع مجالاً للشك أصبحت الأنظمة غير المأهولة جزءاً أساسياً من حياتنا اليومية، إذ نعتمد عليها بشكلٍ مستمر في العديد من المجالات الحيوية التي نجحت في أن تحل محل الإنسان، وبخاصة في تغطية تلك المهام التي قد تتسم بقدر عالٍ من الخطورة والتعقيد. وهذه الأنظمة باتت تتمتع بفضاءات واسعة جداً من التقنيات والابتكارات التي تشهد بطبيعتها وعلى الدوام تطوراً ونمواً مستمرين، ونحن على الرغم من هذا التقدم في هذا المجال إلا أننا مازلنا في بداية الطريق لما نتوقعه مستقبلاً من حيث مستوى الاعتماد على هذه الأنظمة وتبنيها”.

وأضاف سعادته: “على الرغم من أن تبني هذه الأنظمة مازالت تجابهه العديد من التحديات سواء كانت تقنية، أو تشغيلية، أو حتى مجتمعية، إلا أن تواجدنا اليوم في دولة الإمارات هو بمثابة تأكيد للعالم على المكانة الرائدة التي نتمتع بها على صعيد تطوير وتطبيق وتبني هذه الأنظمة، والمساهمة بالتالي في نضوج مؤسساتنا وأعمالنا، وتعزيز قيمة الحياة لدى الإنسان. ولكن الأهم من ذلك هو أن نواصل العمل على تلمس التحديات والمعوقات، والتعمق في إيجاد الحلول لدعم الخطط المستقبلية”.

وأوضح سعادته: “على رأس هذه التحديات استمرارية التطور التكنولوجي لهذه الأنظمة، حيث يتواصل العمل على تطوير التكنولوجيا بشكل متسارع، إلا أن ضمان اندماج هذه الأنظمة وتكاملها مع الأنظمة التقليدية الأقدم نسبياً مازال بحاجة إلى عملٍ متواصل لضمان الموائمة الكاملة والحصول على النتائج المرجوة من الهدف المنشود من تطبيق هذه الأنظمة في مجال أو قطاع محدد. وفي الوقت ذاته، فإنه في حال استبدال الأنظمة والأجهزة القديمة بالأنظمة غير المأهولة، فإن التحدي يكمن في تأقلم الفرق المستخدمة لهذه الأنظمة وبخاصة في القطاعات الدفاعية والأمنية، كونها تقدم مفاهيم تشغيلية جديدة تتطلب السرعة في التكيف والمواءمة معها مع هامش خطأ لا يذكر أو دون وقوع حوادث وأخطاء تشككك بقدرات هذه الأنظمة وفاعليتها”.

وتابع: “في ظل هذه التحديات يوفر لنا هذا المؤتمر فرصة للتشاور وإجراء مراجعة شاملة في آليات توظيف وتطبيقات الأنظمة غير المأهولة، لضمان تبني التقنيات المناسبة وإيجاد حلٍ للتحديات والمعوقات التي تظهر على السطح خلال مراحل متقدمة من التطبيق، هذه المراجعة تتطلب تضافر الجهود الدولية بين المصنعين والمبتكرين والمستخدمين النهائيين، لبناء منظومة فاعلة قادرة على لعب دور حيوي في حياة البشر ورفاهيتهم، ودور آخر استراتيجي في تطور الدولة والحكومات ومنظوماتها الاقتصادية والصناعية والدفاعية على حد سواء”.

ومن جهته، قال حميد مطر الظاهري العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لشركة أبوظبي الوطنية للمعارض “أدنيك” ومجموعة الشركات التابعة لها: “شهدنا انطلاق فعاليات المؤتمر الذي تنظمه (أدنيك) وبالتعاون مع وزارة الدفاع في دولة الإمارات، حضور نخبة من الخبراء والباحثين الأكاديميين وقادة الفكر العالميين لتبادل وجهات النظر، في قطاع الأنظمة غير المأهولة. ويسهم الحدث في تعزيز مكانة دولة الإمارات كوجهة عالمية متميزة لاستضافة المؤتمرات المتخصصة بالأنظمة غير المأهولة ونظم المحاكاة والتدريب”.

وأضاف: “يأتي تنظيم هذه الفعاليات وفق استراتيجية أدنيك الرامية لدعم القطاعات الحيوية والواعدة وتعزيز تنافسية الشركات الوطنية على الصعيدين المحلي والدولي، بالإضافة إلى نقل وتوطين المعرفة المتقدمة في الدولة”.

وجمع المؤتمر تحت مظلته نخبة من الخبراء والباحثين الأكاديميين وقادة الفكر العالميين لتبادل وجهات النظر، واستكشاف الحلول للتحديات الراهنة والناشئة في ضوء الثورة الصناعية الرابعة، ويسلط الضوء على أحدث التطورات العلمية والتقنية في هذه المجالات، فضلاً عن مشاركة أفضل الممارسات المتبعة في هذه القطاعات الدائمة التطور، والوقوف على آخر التطورات العلمية والتكنولوجية في هذا المجال.

وتناول المؤتمر الجلسات النقاشية الأربعة في المؤتمر التي شارك فيها 22 متحدثاً رفيع المستوى من عدة دول من مختلف أنحاء العالم، بمن فيهم وزراء، وقادة، ومبتكرين عالميين العديد من الموضوعات والقضايا ذات الصلة بقطاع الأنظمة غير المأهولة، وركزت الجلسات على 4 محاور رئيسية، بما فيها فهم المشهد المتغير في قطاع الأنظمة غير المأهولة، وتعزيز الثقة والتفاهم بين الإنسان والآلة واتخاذ القرار في عصر الأنظمة غير المأهولة، ويتطرق لتحسين الابتكار: التغلب على التحديات المصاحبة لعمليات تطبيق التقنيات وتكاملها، والأنظمة غير المأهولة والثورة الصناعية الرابعة: كيف تعمل التكنولوجيا على تشكيل القدرات المستقبلية.

تجدر الإشارة إلى أن الدورة السابقة لمعرضي “يومكس” و”سيمتكس” والمؤتمر المصاحب لهما و التي أقيمت في عام 2020 شهدت إقبالاً كبيراً بعدما شهد الحدث مشاركات دولية ومحلية واسعة من الجهات العارضة والزوار وحظي باهتمام إعلامي واسع على الصعيدين المحلي والعالمي.

التعليقات مغلقة.