وقد جاء ابتكار التأمين المعياري أو القائم على المؤشرات كحل جذري للمشكلات التقليدية للتأمين الزراعي وتركز هذه النشرة على التعريف بالتأمين المعياري و أوجة أختلافة عن التأمين التقليدي وتطبيقاتة في مجال التأمين الزراعي على المحاصيل.
ماهية التأمين المعياري
تعد الحلول المعيارية (أو القائمة على المؤشر) نوعاً من التأمين يغطي احتمال وقوع حدث محدد مسبقاً بدلاً من تعويض الخسارة الفعلية المتكبدة، أي إنه اتفاق على دفع تعويض عند وقوع هذا الحادث المتفق عليه (الحادث محفز)، ومن هنا يطلق عليه أيضا التأمين القائم على مؤشر Index-based insurance.
العناصر الأساسية للتأمين المعياري
1-تحقق الحادث المحفز (الواقعة التي تؤدي للتعويض) A triggering event
يتم تفعيل التغطية التأمينية إذا تم استيفاء أو تجاوز معايير ومؤشرات الحادث المحددة مسبقًا، ويتم قياسها بواسطة مؤشر موضوعي مرتبط بالتعرض الخاص للمؤمن له، وعلى سبيل التوضيح يمكن أن يكون هذا الحادث (طبيعي أو غير طبيعي):
زلزال
إعصار استوائي
فيضان تجاوز سرعة رياح سرعة معينة
تجاوز كثافة هطول الأمطار مقدار معين
تذبذب درجات الحرارة خارج مطي معين
مؤشرات سوقية أو متعلقة بإنتاجية المحاصيل
انقطاع التيار الكهربائي.
و يجب أن تتوافر في الحادث المحفز خاصيتين أساسيتين وهما :
حادث عرضي
يمكن نمذجته (صياغة نماذج تنبؤ عنه)
2-مدفوعات متفق عليها سلفاَ A pay-out mechanism
توفر برامج التأمين المعيارية مبالغ تعويض متفق عليها مسبقاً إذا تم الوصول إلى حد المعايير أو المؤشرات أو تجاوزها، بغض النظر عن الخسارة المادية الفعلية المتكبدة ، وبالتالي تقلل من الخلاف أو المنازعات على مبلغ المطالبة عند تحقق الخطر.
كيف يتم تحديد المعيار أو المؤشر؟
المعيار أو المؤشر المناسب هو أي مقياس موضوعي يرتبط بمخاطر محددة أو حدوث خسارة مالية للمؤمن له. هذا “مؤشر قابل للقياس” مرتبط “بالسيناريو”. على سبيل المثال هطول الأمطار المرتبط بتلف محاصيل أو تأخر حصاد.
ومن الواضح أن المعيار او المؤشر هو أمر خارج عن سيطرة المؤمن له و لا يملك القدرة على التأثير فيه وبالتالي تؤدي الحلول التأمينية المرتبطة بالمؤشرات إلي التقليل من مؤثرات الخطر المعنوي Moral Hazard ويعد هذا هو السبب في أن المؤشرات المتعلقة بالطقس و “الكوارث الطبيعية التي لا دخل للإنسان بها” تحظى بقبول كبير في مجال التأمين المعياري.
ومن أمثلة الجهات التي تصدر المؤشرات التي يعتمد عليها في التأمين الزارعي :-
وكالة البيئة الوطنية السنغافورية (NEA) المؤشر القياسي للملوثات (PSI)
إشارات التحذير من الإعاصير من مرصد هونغ كونغ (HKO)
وكالة الأرصاد الجوية اليابانية (JMA) لقوة الزلازل
مؤشر هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية (USGS) لقوة الزلازل
المكتب الأسترالي للأرصاد الجوية (BoM) فئة الأعاصير المدارية
مقدمة في التأمين الزراعي القائم على المؤشر
الأسواق والمنتجات
يوضح الشكل رقم (1) حجم الأسواق العالمية للتأمين الزراعي و وتوزيع أقساط التأمين بين الوثائق التعويضية والوثائق المعيارية والذي يظهر حجم الفرص المتاحة أمام التأمين المعياري عالمياً
وبالنظر إلى قارة أفريقيا على وجه الخصوص نجد بعض المؤشرات الهامة كالتالي:
تحصيل ما يقرب من300 مليون دولار أقساط التأمين الزراعي في قارة أفريقيا خلال عام2020.
تمتع دولة جنوب إفريقيا بأطول تجربة في التأمين الزراعي من أوائل القرن العشرين.
مساهمة دول جنوب وشرق إفريقيا بأكثر من 80٪ من إجمالي أقساط التأمين.
اتخاذ دول شرق أفريقيا مسار إنمائي جيد في الفترة الأخيرة.
التحسينات اللازمة
العمل على ملاءمة المنتج
القدرة على تحمل التكاليف
زيادة المعلومات وتكثيف التدريب
زيادة درجة الاختراق والشمول المالي
النتيجة المتوقعة
إرتفاع الأقساط المحصلة إلى مبلغ قدره 1 مليار دولار أمريكي في غضون 10 سنوات، بشرط زيادة معدل الاختراق بشكل كبير.
أنواع التغطيات
هل يعد التأمين المعياري جاهز لتطبيقه مستقبلاً؟
مزايا وعيوب التأمين التقليدي
الاتصال المباشر بالمنتجين
امكانية التقييم الدقيق للموقع المؤمن عليه
الدقة بسبب تدخل العنصر البشري
يعد هذا النوع من التئامين راسخ في العديد من الأسواق
ارتفاع التكلفة خاصةً عند التعامل مع صغار المزارعين
استغراق تسديد المطالبات وقتاً طويلاً بالإضافة لوجود بعض التحديات اللوجستية
الحلول المستقبلية (التأمين المعياري)
دقة عالية بسبب معلومات الأقمار الصناعية المتقدمة
خلق منتجات لمواجهة مخاطر إضافية
زيادة الكفاءة من خلال عمليات غير ورقية بالكامل
دفعات سريعة وآلية ممكنة
مستوى عال من التتبع
دمج المنتجات التأمينية مع القروض، مما يؤدي لتكامل سلسلة القيمة
ضرورة وجود استثمارات كبيرة في التكنولوجيا
مصادر وقنوات التوزيع
يعد الابتكار هو مفتاح التمكين الرئيسي لإطلاق العنان للإمكانيات وفيما يلي مصادر وقنوات التوزيع المستخدمة للتأمين المعياري :
اولاً: الجهات التي تحتاج حلول لتحويل الخطر
الجمعيات الزارعية
البنوك
مؤسسات التمويل متناهي الصغر
الجمعيات الزارعية
موردين السلع والمدخلات
المشترون
التجار
التجار الزراعيون
ثانياً: الجهات التي توفر حلول تحويل الخطر
دور التكنولوجيا في سد الفجوة
هناك فجوة تأمينية كبيرة في المحاصيل حيث بلغت قيمة المحاصيل حوالي 1 تريليون دولار على مستوى العالم و هذه الكمية من المحاصيل لا تملك تغطيات تأمينية كافية. وتعاني من هذه الفجوة المحاصيل الزراعية المرتبطة بالأعمال فقط والتي تعتمد على إنتاج المحاصيل بهدف الصناعة والتي تواجه نقصاً كبيراً في التغطيات التأمينية أيضاً. و مع مثل هذه الحاجة الكبيرة الغير ملباه لمنتجات للتأمين، حيث تفتقر مجموعات كبيرة من العملاء المحتملين إلى آليات كافية لتوفير الآمان مما له آثار مضاعفة على كلاً من الاستثمار، وعمليات منح الائتمان، وعوامل مهمة أخرى ضرورية للنمو الاقتصادي. أحد الأمثلة البارزة على الاعتماد على الطقس هو الهند حيث يعتمد أكثر من 500 مليون شخص في سبل دخلهم على الأمطار الموسمية والتي تتساقط خلال بضعة أسابيع قليلة فقط من العام. ولا يؤدي عدم تساقط الأمطار في الهند فقط إلى فقد الدخل ، بل يؤدي إلى ارتفاع حالات الانتحار وحالات الإفلاس في جميع أنحاء البلاد. وتوجد هذه المستويات العالية من انعدام توافر آليات توفير الآمان في العديد من الدول الأخرى، كما أن الافتقار إلى التأمين على الخسائر الزراعية يمثل عقبة رئيسية أمام التنمية الاقتصادية.
سد الفجوة
كيف يمكننا سد فجوة التأمين؟ إن انتشار منتجات التأمين على المحاصيل الرئيسية في الولايات المتحدة والدول المتقدمة الأخرى غير مناسب وغير فعال بالنسبة لمعظم البلدان خاصة النامية. ويتطلب مثل هذا النوع من التأمين شبكة واسعة من المعاينين للتحقق من الأضرار التي تعرضت لها الأرض والتي تكشف القيام بأي أعمال غش أو احتيال. بالإضافة إلى ازدياد التكاليف الاجتماعية بشكل أكبر لأن تلك البرامج تحتاج إلى إعانات لتمكين المزارعين من تحمل قيمة الوثائق. علاوة على ذلك، لا يمكن تحقيق الاستدامة من خلال هذه البرامج إلا إذا شملت جميع المزارعين تقريباً. وبدون وجود تغطية شاملة، تتضح مشكلة الاختيار العكسي حيث يتسبب المزارعون أصحاب الأراضي الأكثر عرضة للخطر في زيادة التكاليف التي يتكبدها الجميع في مجمعة التأمين.
يتطلب سد فجوة التأمين حلولاً جديدة تلغي الحاجة إلى المعاينة المادية للخطر ي، والذي يميل إلى أن يكون أحد أكبر العوائق أمام توسيع نطاق منتجات التأمين على المحاصيل بتكلفة معقولة. ولمعالجة العديد من عيوب التأمين على المحاصيل، هناك اتجاه واعد وهو التأمين المعياري. حيث يعتمد التأمين المعياري على معيار من مجموعة بيانات موضوعية لتحديد الخسارة بدلاً من التقييم الذاتي للخسارة من خلال المعاينة على أرض الواقع. يمكن أن تكون مجموعات البيانات المستخدمة في التأمين المعياري هي مجموعة واسعة تشمل بيانات عن الزلازل وحتى إلى بيانات الأقمار الصناعية، ويعد الطقس مؤشر مناسب خاصةً للتأمين المعياري.حيث يتمتع الطقس بتاريخ طويل من البيانات المتاحة من مصادر مختلفة، ويعد الطقس أيضاً أحد المصادر الرئيسية للخطر بالنسبة للمجال الزراعي إلى جانب مجموعة من الصناعات الأخرى، مما يجعله يمثل خطراً طبيعياً يجب إدارته. على سبيل المثال، إذا كان سقوط الأمطار أقل من حد معين محدد مسبقاً، فسيحصل المزارع على تعويض من شركة التأمين.
رأي الاتحاد المصري للتأمين
يقوم الاتحاد المصري للتأمين بالعديد من الإجراءات والتي من شأنها دعم فكرة تقديم منتجات تأمينات زراعية حديثة و متنوعة تخدم السوق المصري وكبار وصغار المزارعين ، والذين يدرجهم الاتحاد المصري للتأمين ضمن استراتيجيته AUP (Access unserved population) والتي تستهدف بشكل أساسي المواطنين محدودي الدخل، بالإضافة إلى لجنة التأمينات الزراعية بالاتحاد والتي تهدف الى تصميم منتجات تأمينية جديدة لهذا القطاع الهام ودراسه الوثائق التي تتفق مع الاتجهات الحديثة حيث قامت اللجنة بترجمة ودراسة وثيقة تأمين المحاصيل القائمة على مؤشر الطقس (حيث يتم دفع تعويض للمزارع في حالة اختلاف الطقس الفعلي عن الطقس التي قامت برصده محطة الطقس)،بالإضافة الى عمل الشراكات ووضع الاليات الخاصة بتوزيع هذه المنتجات ، مع الأخذ في الاعتبار احتياجات الفلاح البسيط.
التعليقات مغلقة.