تم افتتاح المتحف اليوناني الروماني لأول مرة في عام 1893م، وذلك في مبنى صغير على طريق الحرية بمدينة الاسكندرية. وفي عام 1895 تم نقله للمبنى الحالي وقام بافتتاحه الخديوي عباس حلمي الثاني يوم 26 سبتمبر من نفس العام، ليعرض العديد من القطع الأثرية التي عُثر عليها في محافظة الاسكندرية و التي يرجع معظمها إلى العصور البطلمية والرومانية.
وفي عام 1983 تم تسجل المتحف في عِداد الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية بمنطقة آثار الاسكندرية والساحل الشمالي.
وتم أتخاذ قرار غلق المتحف لترميمه وتطويره وتحديث سيناريو العرض المتحفي به بشكل كامل منذ أكثر من ١٥ عام، حيث نُقلت جميع مقتنياته إلى المخازن المتحفية المختلفة بالمحافظة مثل مخزن ماريا ، ومارينا، ومطروح، والحديقة الخاصة بالمتحف القومي، والمنطقة الأثرية بكوم الشقافة، كما تم نقل المكتبة الخاصة بالمتحف إلى المتحف البحري.
يهدف مشروع ترميم وتطوير المتحف اليوناني الروماني إلى تعزيز الرسالة العلمية والثقافية التنويرية للمتحف، والذي يعد واحدٍ من أهم وأعظم متاحف منطقة حوض البحر المتوسط بأسرها، فهو يتمركز في أقدم الشوارع الأثرية الرئيسية لمدينة الإسكندرية، عروس البحر المتوسط وحلقة الوصل بين اليونان ومصر قديما.
وفي التصور الجديد للمتحف تم مراعاة طرح أقسام جديدة به لخدمة الفكر المتحفي الحديث حتى يكون مؤسسة علمية منافسة على مستوى عالمي.
ويقوم سيناريو العرض المتحفي بتسليط الضوء على الدولة الحاكمة والحياة السياسية في مصر خلال العصر البطلمي والروماني، بجانب عرض لشكل الحياة اليومية اليونانية والرومانية بالإسكندرية (Aexandrian Society)، وعرض لفكرة الديانة والعبادات في العصرين اليوناني والروماني.
كذلك سيتم التركيز على المعرفة والعلوم الفكرية، حيث كانت الإسكندرية منارة للعلوم والثقافات الحضارية المختلفة، وكانت قبلة يحج إليها جميع علماء وفلاسفة العالم القديم لما لها من تاثير ثقافي وحضاري.
كما سيتم التعبير عن النشاط الفني بالإسكندرية من خلال القطع الأثرية التي تعبر عن عبادة المعبود ديونيسوس، راعى المسرح فى الإسكندرية قديما. كما سيتم عرض التطور العقائدي الجنائزي في العصرين اليوناني والروماني من خلال التوابيت والمومياوات والأواني الكانوبية وشواهد القبور الجنائزية وبورتريهات الفيوم، والتمائم التي ترجع إلى العصور التاريخية المختلفة.
وسيتم أيضا عرض الفن البيزنطي والفن القبطي من خلال البقايا المعمارية المميزة مثل الأفاريز، وزخارف السقوف، وقواعد الأعمدة، والتيجان، والمعموديات، والنسيج، والعملات، ومجموعة الراعي الصالح وجداريات ومنحوتات ومسارج وقنينات.
وسيضم المتحف قطع أثرية توضح التبادل التجاري والعلاقات الخارجية الأقتصادية والحربية والصناعات الصغيرة والحرف المصرية المنتشرة في ارجاء مصر المعمورة في العصور القديمة، والتي تم تبادلها مع بعض الدول الصديقة. كما سيتم عرض فكرة التجارة الداخلية والخارجية والعلوم والتكنولوجيا والجيش المصري عبر العصور.
وسيزود المتحف بصالة لكبار الزوار، وقاعة للمؤتمرات، ومكتبة تضم أندر الكتب بالعالم، و قاعة التربية المتحفية لجذب الأطفال إلى المتحف من خلال الورش والأنشطة المختلفة التي تهتم برفع الوعي الأثري لديهم، وذلك بعد تجهيز أماكن مناسبة لخدمة ذوي الأحتياجات الخاصة
التعليقات مغلقة.