الأحد, 17 نوفمبر 2024 | 4:30 صباحًا

خسوف نادر للقمر تشهده مصر

يشهد العالم خسوف القمر قبل شروق شمس غد الإثنين، وهو في الأساس “خسوف كلي” تشاهد كافة مراحلة على مستوى الكرة الأرضية، لكن ستختلف مساحته رؤيته من دولة إلى أخرى، حيث سيتمكن الراصدون في مصر ووسط وشرق ليبيا وغرب سوريا وفلسطين ولبنان من رؤية منظر نادر الحدوث، حيث ترصد الشمس أثناء شروقها والقمر المخسوف كليا في وقت واحد وهي ظاهرة – هندسيا – لا يمكن أن تحدث. بينما تتم مشاهدته جزئيا في الكويت والعراق والأردن ووسط وشرق سوريا وشرق ووسط السودان، فى حين لن يشاهده سكان دولة الإمارات وسلطنة عمان ومملكة البحرين والصومال وجيبوتي وجزر القمر واليمن..
ويتزامن هذا الخسوف الكلي للقمر مع وقوع القمر في أقرب مسافة إلى الأرض (الحضيض) أو ما يسمى “البدر العملاق” حيث سيكون حجم قطره الظاهري وإضاءته أكبر من معظم أقمار البدر الأخرى. ووفقا للجمعية الفلكية بجدة، فإن حدوث الخسوف سيفصل بين الشمس والقمر بمقدار 180 درجة تماما، ولذلك فإن رؤيتهما سويا في السماء أمر غير متعاد وقد تبدو مستحيلة، إلا أن رؤيتهما معا ستحدث بسبب الانكسار الناتج عن الغلاف الجوي- على حد قول المهندس ماجد أبوزاهرة رئيس الجمعية الفلكية – مما يسمح للراصدين على الأرض رؤية الشمس لفترة قصيرة قبل أن تشرق فعليا والقمر بعد غروبه الفعلي، ونتيجة لهذه الخدعة البصرية الجوية، سوف تتاح الفرصة لرؤية هذا المنظر غيرالاعتيادي لمدة قصيرة تختلف اعتمادا على موقع الراصد بشرط أن يكون الأفق الشرقي والأفق الغربي مكشوفين بعيداً عن المباني أو الجبال في موقع منبسط مثل المناطق البرية وان تكون السماء صافية. ويبدأ الخسوف الجزئي في نفس التوقيت في كافة مناطق الوطن العربي عند الساعة 3:33 صباحا بتوقيت جرينتش حيث يبدأ القمر في الدخول إلى ظل الأرض ويبدأ تدريجيا يفقد إضاءته من أعلى يساره بالنسبة للراصد وخلال مرحلة الخسوف الجزئي يكون ظل الأرض الساقط على القمر متقوسا، وهوما جعل قدماء الفلك يتوصلون لحقيقة أن الأرض كروية الشكل. ويكمل أبوزاهرة: سوف يظهر القمر خلال الخسوف باللون الأحمر بسبب أن أشعة الشمس غير المباشرة تبقى قادرة في الوصول إلى القمر ولكن عليها قبل ذلك المرور خلال الغلاف الجوي للأرض الذي يقوم ببعثرة وتشتيت معظم الطيف الأزرق ويتبقى الطيف الأحمر، وإذا لم يكن للأرض غلاف جوي كنا سنرى القمر مكتسيا باللون الأسود. وعلى عكس كسوف الشمس فإن رصد خسوف القمر لا يحتاج لأجهزة رصد خاصة فهو أمن جدا ولا يوجد أي خطر عند رؤيته بالعين المجردة ولرؤية أفضل علينا أن نستخدم تلسكوبا صغيرا أو منظارا لتكون النتائج أوضح. جدير بالذكر أن هذا الخسوف القمري يأتي بعد أسبوعين من كسوف جزئي للشمس حدث في السادس من يناير 2019 ، وسوف يتبعه في النصف الثاني هذه السنة ثاني كسوف للشمس في التاسع والعشرين من شهر شوال 1440 الموافق للثاني من يوليو المقبل ولن يكون “مشاهد” في سماء الوطن العربي.

التعليقات مغلقة.