يبدو ان هذا الوقت الحافل الملىء بالاحداث السياسية الاخيرة المتلاحقة التى سوف يكون لها مدلولها وصلتها الاصيلة فى التاريخ والاجيال القادمة.. وبما اننا على مشارف انعقاد جديد لجلسة للجامعة العربية مرتقبة والتى ينصب اولى جدول اعمالها مناقشة سد النهضة الاثيوبى؛ فأننى اشاركك عزيزى القارىء فى رؤية مبسطة وحلم نتمنى تحقيقه؛ حيث ان مما لا يدعى مجال للشك قيد انملة ان مسألة المياه قصة حياة؛ وان السد يعتبر انتهاك وتعدى صريح على تواجد الانسان؛ فالتاريخ قد خلد اتفاقيات ادارة المياه وتم احترامها على مر التاريخ؛ فمنذ حوالى 3800 عام تم وضع اوائل القوانين المكتوبة فيما يخص التعامل مع قضايا المياه وسميت بشريعة حمورابى (ملك بابل) والتى شملت هذه الشريعة ادارة استخدام المياه وكذلك ميثاق الامم المتحدة للحفاظ على حقوق الانسان فى المياه ومكافحة التمييز؛ وعلى التوازى ارى دعاوى كثيرة من البعض للاستخدام العسكرى للحفاظ على الحق المائى والذى كفله القانون الدولى؛ حيث كما ذكرنا فى السابق ان القانون الدولى يكفل لك الحق فى الحماية والدفاع عن حقك فى المياه. ولكن عزيزى القارىء دعنا نتحدث قليلا بالعقل.. فان استخدم سلاح العقل والدبلوماسية المعزز بالقوة والمصحوب بروح العدالة هو منتهى الانصاف حتى نفاذ السبعون عذرا؛ فكما قيل (فالعدل اذا دام عمر والظلم اذا دام دمر) .. وكمل قيل ايضا لمن يستخدموا شعلة الفتنة بين الاشقاء الافارقة (كل الصراخ والكذب والكراهية تأتى دائما من الذين لن يذهبوا الى الحرب) ففصاحة اللسان وقوة الكلمة تحمل الحجة ومفتاح كل منغلق وسيف كل محارب خاصة ان مشكلة المياه فى البلدان النامية بشكل عام وطبقا لتقرير الامم المتحدة ان هذه الدول تعانى بعض المشاكل المتمثلة بين ندرة مياه الشرب والفيضانات وترسب الانهار بالطمى حيث ان نحو 1.1 مليار شخص غير قادرين على الوصول الى مياه نظيفة و1.8 طفل يموتون من الاسهال كل عام وملايين النساء يقضون ساعات اليوم لتجميع المياه؛ لذلك عزيزى القارىء المشكلة كبيرة وعامة والحلول التقليدية اوالفردية والباحثة عن المصلحة الاحادية لن تجدى نفعا؛ بخلاف المشاكل المستعصية التى تزداد مع زيادة النمو السكانى والتى تؤدى الى زيادة الاحتياج وتؤدى الى شح المياه وندرتها وندرة المياه الاقتصادية وانخفاض جودة المياه.
عزيزى القارىء دعنا نتناول القضية بشكل ومنظور آخر؛ بما ان المصالح الاقتصادية هى البوابة الخلفية والخفية للسياسة الدولية فدعونا نحاول ان نستغل هذه الجلسة لتعزيز التعاون الاقتصادى والنوعى بين ابناء الجامعة العربية وكذلك ابناء القارة الافريقية المشاركين فى هذه القمة من حيث اقامة منتدى اقتصادى على هامش هذه الجلسات يتضمن بعض الاتفاقيات واحياء الاتفاقيات السابقة الاقتصادية والتى من بابها تعزيز التعاون التجارى وكذلك السياسى على التوازى للحفاظ على حقوق الاجيال القادمة فى حقهم؛ فالعيش والتعايش فى جو ملىء بالسلام والمحبة والحق فى تعايش آمن حتى نكتب تاريخنا بفخر وعزة يفتخر به الاجيال القادمة؛ فالقوة موجودة متى تم استدعائها وكلى ثقة فى القيادة القوية الحكيمة المعززة بالرحمة وروح القانون التى تحمى بلادنا ولكن اراقة دم ولو بنى ادم وصراخ وعويل وويلات الحروب لأى بلد تستحق التريث؛ واستدعاء العقل وروح الكلمة هو الملاذ.. حتى حين.
بقلم: ياسمين الموجى
التعليقات مغلقة.