الأحد, 22 ديسمبر 2024 | 9:13 مساءً

ريادة المعرفة: جهود مؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة في تعزيز التعليم والابتكار حول العالم

لطالما سعت مؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة إلى أن تكون منصة تعليمية ومعرفية رائدة قوامها تعزيز الابتكار، لا على المستوى المحلي فحسب، بل على المستوى العالمي أيضاً. وتستند المؤسَّسة في هذا النهج إلى رؤية واضحة لتعزيز المهارات والخبرات وزيادة التبادل الدولي للمعرفة والعلم من خلال برامجها الهادفة ومبادراتها واسعة النطاق التي تهدف إلى تطوير قطاعي التعليم والابتكار، لتمضي بذلك قُدُماً في تحقيق هدفها المتمثل في إحداث تحول شامل في هذين القطاعَين الحيويين.

ولعل شراكة المؤسَّسة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي خير دليل على التزامها بدعم التنمية المستدامة وتعزيز القدرات المعرفية في دولة الإمارات والمنطقة ككل، انسجاماً مع التوجه العالمي لتحقيق أهداف خطة التنمية المستدامة لعام 2030. ويعكس هذا التعاون بين الطرفين حرصهما المشترك على تعزيز جهود التنمية المستدامة، ويؤكِّد التزام مؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة بنهجها الريادي القائم على تطوير القدرات التعليمية والبحثية ونقل المعرفة إلى الأجيال القادمة من خلال تطوير المناهج التعليمية وتنظيم الفعاليات والمؤتمرات وغيرها من منصات تبادل الخبرات والمعارف.

ويعدُّ “مشروع المعرفة”، والذي يهدف إلى تعزيز التنمية المستدامة القائمة على المعرفة في المنطقة العربية وخارجها، ثمرةَ الشراكة الممتدة طوال العقد الماضي بين المؤسَّستَين العريقَتين، وحصيلة تبني سياسات واستراتيجيات ركيزتها المعرفة وعمادها الابتكار والتعليم من أجل تمكين المجتمعات العربية وتعزيز بنيانها.

يسهم المشروع في تعزيز الحوار الفعَّال ورفع مستوى الوعي بأهمية المعرفة وتوظيف نتائج المشاريع البحثية والمعرفية، لاسيما مؤشِّر المعرفة العالمي، كأدواتٍ حيوية تسهم في رفد التوجهات المعرفية المختلفة وتصب في خانة تحقيق التنمية المستدامة.

ومن جانب آخر، تسعى مؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة جاهدةً إلى توسيع نطاق تأثيرها عالمياً، عبر إرساء دعائم شراكات استراتيجية مع مؤسَّسات محلية وإقليمية ودولية رائدة، تطمح من خلالها إلى نشر وتبادل المعرفة تماشياً مع هدفها بأن ترسخ مكانتها كمؤسَّسة عالمية رائدة في مجال المعرفة والتنمية. وتؤمن المؤسَّسة بأن نشر المعرفة ركيزةٌ أساسية لتنمية المجتمعات، وتسعى لتحقيق ذلك من خلال تعزيز جودة التعليم ودعم البحث العلمي وريادة الأعمال وتفعيل الدور المعرفي للغة العربية.

وفي هذا السياق، أبرمت المؤسَّسة مذكرة تفاهم مع “أكاديمية إسطنبول لتعليم اللغات” ضمن مساعي صون اللغة العربية وتوسيع آفاق تعلمها واستخدامها، ووقعت أيضاً اتفاقية شراكة مع مؤسَّسة محمد بن سلمان “مسك”، تأكيداً على حرصهما المشترك على تعزيز أواصر التعاون المثمر وتوحيد الجهود لخدمة مختلف فئات المجتمع، وإحداث تأثير إيجابي ملموس في التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

ولا تقتصر جهود المؤسَّسة على ذلك فحسب، فهي تقدم دعماً فنياً ومالياً للعديد من المشاريع والمبادرات الابتكارية في مجالات التعليم والابتكار على مستوى دولة الإمارات والمستوى الدولي على حد سواء، بغية تعزيز الابتكار وتطوير الحلول الإبداعية لتحديات التعليم. ويتجلى ذلك في جائزة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة التي أُطلقت بهدف تشجيع رواد المعرفة وكافة المعنيين بتطويرها والعاملين في مجال المعرفة على تبادل الخبرات، وتوفير بيئة محفزة للإبداع والابتكار في مسارات نقل المعرفة ونشرها وإنمائها، فضلاً عن توفير الدعم للمبادرات المعرفية وتعزيز التعاون بين مختلف المؤسَّسات المعرفية حول العالم.

وتغطي مجالات الجائزة جميع حقول المعرفة ونواحي التنمية، بما في ذلك الابتكار والريادة والإبداع، وتطوير المؤسَّسات التعليمية والبحث العلمي لتعزيز التقدم المعرفي، وتكنولوجيا الاتصالات لتسهيل عملية نشر المعرفة والوصول إليها، والطباعة والنشر لإيصال المعرفة الموثّقة، والتوثيق الورقي والإلكتروني لحفظ المعرفة وضمان استمراريتها.

وتأتي الجائزة في إطار مساهمة المؤسَّسة في تنمية الدور المعرفي وتعميق آثاره، وبناء مجتمعات المعرفة ، ودفع عجلة الابتكار ضمن مجال إنتاج المعرفة ونشرها وإيصالها انسجاماً مع الرؤية الريادية لدولة الإمارات وتطلعها إلى قيادة مساعي الإسهام في تعزيز الحراك الإبداعي والمعرفي عالمياً.

وإسهاماً منها في تعزيز الحضور العالمي للغة العربية، شاركت مؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة في الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية 2023 الذي أقامته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «اليونسكو». كما زار وفد من المؤسَّسة برئاسة سعادة جمال بن حويرب، المدير التنفيذي للمؤسَّسة، جمهورية مصر العربية ودولة الكويت لبحث آفاق تطوير التعاون المشترك، ومناقشة سُبُل دعم المبادرات والمشاريع المعرفية المبتكرة وتعزيز آليات تبادل الخبرات والمعارف في مجال التعليم والبحث العلمي، وتطوير الاستراتيجيات الكفيلة بتعزيز جودة التعليم في المنطقة.

وتطمح المؤسَّسة، من خلال التعاون مع جامعات ومؤسَّسات دولية مرموقة، إلى تطوير برامج تعليمية مبتكرة تنمي المهارات والقدرات العلمية والمعرفية لدى الطلاب والمعلمين. وتعكف المؤسَّسة على إطلاق المبادرات الداعمة لهذا التوجُّه، وكان آخرها مبادرة “مهارات المستقبل للجميع”، وهي مبادرة طموحة أطلقتها المؤسَّسة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي بهدف تطوير المهارات في المنطقة العربية تحت مظلَّة “مشروع المعرفة”. وجرى تصميم المبادرة من خلال شراكة مع منصة كورسيرا التعليمية لتلبية احتياجات الجيل القادم من المواهب العربية في سوق العمل، وصقل مواهبهم ورفدهم بتجارب تعليمية مخصصة، وتطوير مهاراتهم الشخصية وتوسيع آفاقهم المهنية، إضافة إلى تعزيز مهاراتهم الرقمية وقدراتهم الوظيفية واتباع منهج شامل للتطوير المهني.

وتوفِّر المؤسَّسة دعماً ملموساً للأبحاث والدراسات المتمحورة حول توظيف التكنولوجيا في التعليم وتطوير مناهجه، وذلك عبر تمويل البحوث العلمية وتبني أحدث التقنيات التعليمية. وفي هذا الصدد، يعد مركز المعرفة الرقمي التابع للمؤسَّسة واحداً من أكبر المراكز الرقمية الحاضنة للمحتوى العربي التي تُعنى بنشر المعرفة العربية ونقلها إلى العالم وإتاحتها أمام الجمهور العربي، والمساهمة في إثراء الحضور المعرفي العربي وإغناء المعرفة العربية ومد جسور التواصل بينها وبين الثقافات والحضارات الأخرى، عبر اعتماد المصادر الدقيقة والموثوقة. ويضم المركز في منصته أهم دور النشر العربية، ويتضمن أول محرك بحث خاص بالمحتوى الرقمي العربي.

من خلال تركيزها على التعليم والابتكار، وتشجيعها للمبادرات المعرفية المختلفة واحتضانها للعقول المبدعة، تؤكِّد مؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة الأهمية الحيوية للمعرفة والعلم، وترسِّخ دورهما في بناء المجتمعات ورسم مستقبل أفضل للأجيال اللاحقة. وتجسِّد المؤسَّسة، من خلال مبادراتها وبرامجها وشراكاتها المتنوعة وجهودها الدؤوبة، المكانةَ المتنامية لدولة الإمارات باعتبارها مصدراً للمعرفة ووجهةً لصناع المعرفة من جميع أنحاء العالم.

التعليقات مغلقة.