الجمعة, 15 نوفمبر 2024 | 12:40 مساءً

سنة ماضية.. سنة آتية سنغير الواقع ام سيغيرنا ؟

بقلم ياسمين الموجى

ودعنا بالأمس عام مضى واستقبلنا عام جديد صديقى القارىء بروح جديدة .. نتمنى من الله ان يعم على بلادنا والعالم اجمع الخير والسلام .. بسم الله نبدأه وعلى الله نتمه بمشيئة الله بما يحب ويرضى ..

ولعلك تتفق معى عزيزى القارىء فى مبدأ ان ليس بالأمنيات او بالكلمات وحدها يمكن ان يحدث التغيير أو تبنى الأوطان ولكن بالعمل الدائم على التطوير ورؤية حقا مدى استحقاقك للأشياء … فإذا وضعت فى اعتبارك عزيزى القارىء ان استحقاقك فقط هو مجرد الوصول الى مرحلة تخطى كل صعاب او معوقات تقابلها الدول النامية فى رحلة التطور .. فيا ترى متى ستحلق ؟؟ .. وبالمنطق هذا تحديدا ما يسعى له اى طرف عدائى يسعى الى الهدم او يشجع على عدم التطور فيشغلك فى معوقات وصعاب دائمة دون حلول حتى يضيع وقتك فى حين انه منشغل فى بناء ذاته .. حتى يسحب الى القاع الذى لا يليق بأى كيان او بلاد تعلم وتؤمن جيدا قدرها ومدى استحقاقها ..

ولكنى اعلم انك  على قدر واع كافى عزيزى القارىء وستدرك هذا الاستحقاق وحجم استحقاق بلادك يا عزيزى .. حتى تكون فى اعلى شأن لانها حقا تستحقه ومنذ فجر التاريخ ولن اسرد فى حكايات ان امتدت لن تكفيها مجلدات العالم بأسره حتى تلبى حق قدر هذه البلاد..

لذلك يجب ان تدرك يا عزيزى وتصارع حتى تنال ما تستحق من حقك فى ان تكون فى مصاف دول تليق بقدرك وباستحقاقك .. ولكن كما قلنا ليس بالكلمات الرنانة فقط ولكن بالعلم والعمل والتخطيط الجيد والمستدام ولا ننسى الامانة .. ((فكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة باذن الله)) البقرة الآية 249 ولكن من المؤكد انها حتى تستحق هذا الاستحقاق .. كانت مقرونة بالامانة ..

ولكم بعض النماذج التى تنقل حاليا تجربتها كدليل ان اردت ان تبحر فى سماء العالم معى ..فعلى سبيل المثال بعض الدول الافريقية والاسيوية التى كانت تعانى حتى السنوات القريبة من حروب واستعمارات ومستنقعات نتيجة طبيعتها الجغرافية الصعبة ولكن اصبحت الان من الدول الرائدة و على مصاف الدول المتقدمة سواء فى الصناعات الصغيرة والمتوسطة وكذلك فى الصناعات المختلفة ولكن اوجدت لها ميزة تنافسية وعملت عليها طبقا لرؤية مواردها والتعامل مع معطياتها بمنتهى الشفافية .. وهذه الانجازات تمت بالتخطيط الجيد وتطبيق الادارة الحديثة المنطقية وكذلك رؤية هدف واضح المعالم والتعامل معه بواقعية ومنطقية وشفافية دون تهاون او حتى تراجع …ووضع ((الاستحقاق)) المناسب امام اعينهم جعلهم يغيروا من واقعهم الغير آدمى الى مستقبل مشرق لاجيال واجيال تشعر بالفخر والانتماء الى اراضيها تبنى وتعمر وتصنع وتنقل تجربتها الى العالم اجمع…

فدعنا نتخيل سويا عزيزى القارىء هذه الدول ان كانت اخفضت استحقاقها واستسلمت الى واقعها او استسلمت لعدو داخلى او خارجى فكيف كان واقعها الان ..ولكنها لم تستسلم وواجهت وحولت نقاط الضعف والمخاطر الى فرص تستطيع التعامل والعمل عليها لمستقبل افضل ولعلك تتفق معى عزيزى القارىء ان المصريين يمتلكوا هذه العقول النيرة والافكار البناءة وليست الهدامة والتى تميزت داخليا وخارجيا من مهندسين ومفكرين ومبدعين وكتاب وعلماء فى كافة مجالات العلوم الانسانية والاجتماعية كالادارة والاقتصاد والفنون والثقافة وخلافه وكذلك العلوم الطبيعية ..

فهل يا ترى سنبدأ عام جديد بنفس الافكار ورؤية استحقاقنا ام سنغير نظرة الاستحقاق التى نريدها لبلادنا بالتعامل المرن والفكر الغير نمطى ..هل سنستطيع حق الرؤية الى المعطيات والتعامل معها حتى نحولها الى نتائج ايجابية ام لا؟؟ حتى ننطلق فى سماء المجد بعزة بالعلم والعمل مؤمنين بأن الله لا يضيع اجر من احسن عملا .. ام سنصاحب نفس الافكار او على الاقل نأخذ معنا ايجابياتها ونترك سلبياتها ..

نتمنى ذلك ..

ويبقى رحيق الياسمين يطوف بزهور المستقبل مغردا فى بحر الحياة ..

كل عام وانت بخير وعام سعيد عليك صديقى القارىء ..

والى لقاء فى مقال قادم باذن الله ..

 

 

 

التعليقات مغلقة.