ساهمت التطورات التقنية كالروبوتات والذكاء الاصطناعي في تحوّل هائل في أماكن العمل خلال القرن الحادي والعشرين، فصار من الصعب إدارة الأنشطة اليومية دون الاستعانة بالبرمجيات والخوارزميات أو الحواسيب في عالمنا المعاصر. كما شهد نظام التعليم على الصعيد العالي العديد من التغييرات على مدى السنوات المنصرمة – فمنذ وقت قصير، كان الباحث عن المعلومات أو الراغب بكتابة الأبحاث يضطر لزيارة المكتبة، بينما نجد جميع المعلومات المتاحة الآن بسهولة وسرعة بفضل الإنترنت. كما تطورت الأساليب التعليمية لتواكب تطور الوسائل والأدوات، وأصبحت الروبوتات جزءًا من بيئة الصف الدراسي إلى جانب التقنيات المتقدمة والعولمة التي تدفع القطاع التعليمي نحو مستقبل يتسم بالاستدامة والعدالة. ويمكن تحقيق النمو المستقبلي في القطاع التعليمي من خلال التعاون بين البشر والروبوتات.
ومن الأمثلة الكلاسيكية على ذلك إحدى المدارس الدولية في الهند والتي تستخدم الروبوتات شبه البشرية في تدريس الطلاب والعمل مع المعلمين، بحيث يتضمن هذا النموذج التعليمي التشاركي مسؤولية الروبوت عن تقديم المحتوى القائم على المعرفة، والذي كان المعلمون يقضون 90 بالمائة من وقتهم لإنجازه من خلال البحث على محرك البحث جوجل. وبهذا أصبح لدى المعلمين الكثير من الوقت للتركيز على الطلاب وتوجيههم ومنحهم الدعم العاطفي والرعاية التي لا يمكن للآلة توفيرها. كما ساعد هذا التعاون بين البشر والآلة في سدّ الفجوة بين كفاءة التعلم والتوجيه الشامل – وقد بدأت العديد من المدارس حول العالم بالفعل في اختبار تلك الروبوتات في الفصول الدراسية . وفي هذا السياق، يتوقع بعض الخبراء أن يصبح تواجد الروبوتات في المدارس ظاهرة مألوفة حول العالم خلال 10 سنوات.
التعليقات مغلقة.