شارك الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، في مراسم توقيع الوثيقة الدستورية السودانية، السبت، نيابةً عن الرئيس عبدالفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، رئيس الاتحاد الأفريقى.
ألقى «مدبولي» كلمة، نقل في مستهلها رسالة تحية وإعزاز من الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية، إلى الشعب السوداني الشقيق الذي قام بثورته النبيلة من أجل تحقيق التقدم والازدهار لكافة أبناء السودان، وهي أيضاً رسالة تؤكد دعم مصر لتطلعات الشعب السوداني ولمؤسسات الدولة السودانية في سعيها لتحقيق هذه التطلعات، ووضع السودان على طريق جديد يقوم على الاستقرار والتنمية والرخاء.
وأشار رئيس الوزراء إلى أن السودان الشقيق يشهد اليوم مرحلة جديدة في حاضره، يخطو بها بثقة نحو مستقبل لطالما تاقت إليه قلوب وأفئدة شعب السودان، الذي قدم الغالي من التضحيات من أجل أن تنعم جموعه بالاستقرار والأمن والرخاء في وطن تسوده قيم الحرية، وتُحلق فوق سمائه مبادئ الديمقراطية، وتُحيط برايته الخفاقة قيم التسامح والعيش المشترك بين مختلف أطيافه.
وأكد الدكتور مصطفى مدبولي، خلال كلمته التي ألقاها نيابة عن الرئيس السيسى، أن كافة شعوب وأمم العالم تابعت خلال الأشهر الماضية حراك أشقائنا في جنوب الوادى، وسعيهم الدائم والمستمر من أجل تغيير واقعهم، وتحقيق تطلعاتهم في التحرر والاستقرار والتنمية، وترجمة الآمال السامية والقيم النبيلة التي تكفل لأبنائهم وأحفادهم وطناً مستقراً آمناً مزدهراً على أرض الواقع، قائلاً: «إنني إذ أنقل إليكم اليوم تحية وتقدير أشقائكم في شمال الوادي، لأود التأكيد على دعم بلدكم الثاني مصر المستمر لخياراتكم وطموحاتكم التي طالما مثلت رابطاً مشتركاً بيننا لا يتقيد بحدود جغرافية، ويمتد بامتداد التاريخ المشترك القائم بين شعبي وادي النيل منذ الأزل».
وشدد رئيس الوزراء على أن مصر كانت وستظل دوماً سندًا لأشقائها بالسودان، داعمة لآمالهم، مؤيدة لاستقرارهم، حريصة على حاضرهم، ومساندة لمستقبلهم، قائلاً :«وها نحن اليوم نقف لنؤكد العهد والعزم على أن تشهد المرحلة المقبلة في علاقات بلدينا الشقيقين طفرة غير مسبوقة على كافة الأصعدة، استلهاماً لما يجمع بيننا من أواصر قلما وُجدت بين دولتين جارتين في أي من بقاع الأرض، واغتناماً لما يتحلى به شعبا وادي النيل من طاقات بشرية وإمكانات مادية تكفل لهما مستقبلاً باهراً قائماً على التعاون المشترك والتنسيق المستمر بيننا إزاء مختلف القضايا محل اهتمام الشعبين الشقيقين».
وخلال كلمته، لفت الدكتور مصطفى مدبولي، إلى أن مصر حرصت دومًا على تأكيد ملكية الأشقاء السودانيين للرؤية التي يتطلعون لتحقيقها في وطنهم، بعيدًا عن أي تدخلات وبمنأى عن أي إملاءات، مع تقديم الدعم للأشقاء السودانيين انطلاقاً من ثقتنا في قدرة أبناء شعب السودان العظيم على تجاوز كافة الخلافات والتغلب على جميع التحديات، وإيماناً بإرادته الصلبة في بناء دولته المدنية الحديثة، التي استحقها استناداً لنضاله وكفاحه المشهودين.
وأضاف مدبولي أن مصر حرصت على تعزيز التنسيق والعمل المشترك مع كافة الشركاء الإقليميين من أجل مساعدة السودان على التوصل إلى رؤية واضحة تحقق آمال الشعب السوداني، مُوجهاً التحية إلى جهود الاتحاد الأفريقي وكافة الجهود الإقليمية التي ساهمت في دعم الأطراف السودانية على التوصل إلى الاتفاق بين المجلس العسكرى الانتقالي وقوى الحرية والتغيير، وكذلك الوثيقة الدستورية التي تعد بمثابة خارطة طريق للسودان في المرحلة المقبلة سنعمل على مساعدة السودان على تنفيذها.
واختتم كلمته قائلاً: «أدعو الله أن يكلل جهود أبناء السودان المخلصة بكل توفيق، وأن يكون يومنا هذا بداية تؤرخ لمرحلة جديدة تتحقق فيها ما يتطلعون إليه من إنجازات واستحقاقات، ويحصدون خلالها ثمار تضحياتهم الجسام، واثقًا في أن شمس السودان الجديد سوف تشرق ساطعة فوق أرضكم الطيبة».
التعليقات مغلقة.