الجمعة, 27 ديسمبر 2024 | 9:02 مساءً

“ن والقلم وما يسطرون” حكمة الله فى الأرض..تطور ام احتياج

بقلم: ياسمين الموجى

يتغير الزمن وتتغير معادلاته وينفتح العالم اكثر فأكثر فتتوحد احتياجاته وكذلك ما يشغل شعوبه .. وقد رأينا ذلك فى العديد من الازمات التى اجتاحت العالم فى السنوات القليلة الماضية من تداعيات ازمة كورونا الاقتصادية والتى استمرت سنوات وكذا تابعات الحرب الروسية الاوكرانية على العالم وغيرها .. فتغير منظور العالم وقادة العالم وكذا منظور الشعوب المختلفة ..

ولكن حتى نكون اكثر واقعية عزيزى القارىء ان هذا المفهوم والتصريح به امام انفسنا قد تأخر بعض الشىء .. فأن رجعنا عزيزى القارىء بالتاريخ فقد بدأت حركة التجارة الدولية من خلال نظام المقايضة (اى تبادل الدول بالمواد المختلفة لسد احتياجتها من السلع) وحتى قبل ظهور العملات المستخدمة للتيسير على المعاملات التجارية المختلفة ..

وكذا اختراع الانسان لما يسهل عليه ويوثق هذه الاحتياجات وهو ما يطلق عليه فى الاقتصاد “Need” فعلى سبيل المثال اخترع العالم الالمانى يوهان جوتنبرج “آلة الطباعة” او على الاصح الحروف التى توضع جوار بعضها البعض ثم يوضع فوقها الورق ثم يضغط عليها فتكون الصحيفة المطبوعة ..فتخيل يا عزيزى وسأطلق لك العنان فى الفكر لتتخيل كيف كانت الحياة دون هذا التوثيق والاختراع الهام الذى ساهم فى تغير وتطور اساليب التوثيق للبشرية .. ومن قبله قد اخترع اقليدس حوالى عام 300 ق.م كتاب (مبادىء الهندسة) وقد كان باللغة الاغريقية .. وقد كان له الريادة فى هذا العلم لانه لم يقم على مجرد تجميع المعلومات انما يقوم على الملاحظات الدقيقة واستخراج النتائج العامة لها .. وذلك يجعلنا نكاد ان نجزم ان البشرية تخترع وتبتكر طبقا للمعطيات من الاحتياجات البشرية المختلفة للانسان .. اى مفهوم ال (Need) .. فأن النسخة الاولى لهذا الكتاب كان فى عام 1482 اى بعد اختراع جوتنبرج ب 30 عاما مما كان يهدد ان تخسر الانسانية جمعاء هذا العلم القيم .. وغيرها من العلوم المختلفة التى طورت البشرية والانسانية جمعاء ..

لذلك عزيزى القارىء لولا ان احتياج الانسان لما يسهل عليه حياته واحتياجاته اليومية لما جعله يلجأ الى الاختراع والخروج بأفكار غير نمطية وخارج الصندوق مما يؤكد ان البشرية ستظل تحتاج بعضها البعض لسد احتياجتها المختلفة .. وسدها مثلا من خلال التجارة والتجارة الالكترونية واختراع عملة (البتكوين) الخ .. فمفهوم ان العالم اصبح قرية واحدة اصبح حقيقة وواقعا لا يمكن انكارها ..

فمن المؤكد ان الزمن ما زال يخبىء الكثير والكثير يا عزيزى .. وستخترع الاجيال الحالية والقادمة كل ما يسهل عليها ويزيل عقبات تكاملها الانسانى المنطقى والطبيعى ..

وكما قال الله تعالى (وفوق كل ذى علم عليم) صدق الله العظيم – يوسف الآية 76

ويبقى الأمل ..

 

التعليقات مغلقة.