افتتح الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار، اليوم الجمعة،
مشروعي ترميم وتطوير منطقة معبد أتريبس بالشيخ حمد ومنطقة مقابر الحواويش بأخميم بمحافظة سوهاج،
وذلك في ضوء حرص الوزارة على الحفاظ على المواقع الأثرية
وفتح أماكن جديدة للزيارة وتطوير ورفع كفاءة الخدمات السياحية بالمتاحف والمواقع الأثرية.
وقد تم تنفيذ هذه الأعمال التي استمرت قرابة عامين، بالتعاون مع المحافظة متمثلة في مشروع التنمية المحلية لتنمية صعيد مصر
والذي قام بتمويل الأعمال الإنشائية للمشروعين عن طريق البنك الدولي.
حضر الافتتاح الدكتور مصطفي وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار،
والدكتور أيمن عشماوي رئيس قطاع الآثار المصرية بالمجلس الأعلى للآثار،
والأستاذة يمني البحار مساعد الوزير للشئون الفنية، والأستاذة إيمان زيدان مساعد الوزير لتطوير المتاحف والمواقع الأثرية.
وخلال الافتتاح، أشار الدكتور خالد العناني إلى الاهتمام الكبير التي تحظى به هذه المحافظة العريقة من قبل الدولة المصرية،
لافتاً إلى افتتاح فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي في عام 2018 لمتحف سوهاج القومي بعد حوالي ٢٩ عام من وضع حجر الأساس.
واستعرض الوزير في حديثه بعض المشروعات الأثرية التي تم الانتهاء منها في محافظة سوهاج خلال الفترة الماضية حيث تم ترميم وافتتاح عدد من المواقع الأثرية
منها مشروع تطوير الخدمات السياحية بمعبد ابيدوس، ومشروع خفض منسوب المياه الجوفية بمعبد الأوزيريون، وترميم تمثال الملك رمسيس الثاني بالمتحف المفتوح بأخميم.
وأوضح أنه تم تزويد منطقتي الشيخ حمد ومقابر الحواويش ضمن مشاريع تطويرها بالعديد من الخدمات منها وضع كاميرات مراقبة ولوحات ارشادية وإنشاء مبني زوار وكافتيريا، وعدد من البازارات. بالإضافة إلى وضع لوحات ارشادية وتعريفية.
وأشار الوزير إلى أن تكلفة مشروع ترميم وتطوير منطقة معبد أتريبس بلغت حوالي 5.50 مليون جنيه، أما تكلفة مشروع ترميم وتطوير منطقة مقابر الحواويش بلغت 9 مليون جنيه.
وأعلن الدكتور خالد العناني أنه بمناسبة الإفتتاح، سيتم السماح بدخول المصريين مجاناً إلى منطقتي معبد أتريبس ومقابر الحواويش وذلك حتى نهاية شهر مارس 2021، وكذلك الزيارات الإرشادية للمصريين، مع التأكيد على الالتزام بكافة الإجراءات الاحترازية وضوابط السلامة الصحية خلال الزيارة.
وأشار الوزير خلال حديثه عن المقومات السياحية والأثرية التي تتمتع بها محافظة سوهاج، منوها إلى الزيارة التعريفية التي نظمتها الوزارة عام 2019 لأكثر من 30 سفيراً من سفراء دول العالم بالقاهرة إلى سوهاج، لافتاٌ إلى انبهارهم الشديد بما تتمتع به المحافظة من آثار فريدة ومتنوعة لاسيما أنها كانت هذه هي المرة الأولى التي يزوروا فيها المحافظة.
وأكد وزير السياحة والآثار على اهتمام الوزارة بتطوير كافة المواقع الأثرية بمحافظة سوهاج وكذلك كافة المحافظات المصرية بما يساهم في تحسين تجربة الزائرين والسائحين والحفاظ على الآثار المصرية وتنمية الوعي السياحي والأثري لأهلها.
واستطرد قائلا أنه سيتم العمل خلال الفترة المقبلة على تشجيع الرحلات النيلية الطويلة بين الأقصر وأسوان لكي تتضمن زيارة محافظات سوهاج والمنيا وقنا وغيرها من محافظات الصعيد.
وأشار الوزير إلى أنه إيمانًا بسياسة التنمية المستدامة ستشهد الفترة القادمة طفرة كبيرة في مجال تطوير خدمات السائحين بالمواقع الأثرية، موضحاً أن أي مواطن أو سائح يحتاج خلال زيارته لأي موقع أثري لمعلومات عن هذا الموقع، لذا تم تنفيذ مجموعة من اللوحات واللافتات التعريفية المضادة لأشعة الشمس والحرارة، عليها QR code يسمح للزائرين من خلال تليفوناتهم الذكية بنسخ الكود الذي سيحوله على صفحة الوزارة على شبكة الانترنت ومعرفة كل ما يريده من معلومات عن المنطقة والآثار الموجودة بها.
وأوضح الوزير أن الوزارة تستهدف تعميم فكرة هذه المطويات الالكترونية بدلا من المطويات التقليدية ضمن مشروع التحويل الرقمي وتطوير الخدمات السياحية في كافة المواقع الأثرية في مصر.
وأضاف الوزير أنه في إطار تطبيق وتفعيل الوزارة لمشروع التحول الرقمي لخدمات المتاحف والمواقع الأثرية، تقوم الوزارة بتفعيل نظام الحجز الالكتروني عن طريق شبابيك مطوّرة للحجز بتفعيل خدمة الدفع الإلكتروني بواسطة الكروت والمحافظ الإلكترونية والبطاقات اللاتلامسيه، والتي بدأ تطبيقها بمتاحف شرم الشيخ والغردقة والمتحف المصري بالتحرير، تمهيداً لتعميمها علي باقي المتاحف والمواقع تباعاً.
وتحدث الدكتور خالد العناني عن حرص الوزارة على إتاحة كافة المواقع الأثرية لذوي الهمم في إطار تطوير الخدمات السياحية بهذه المواقع بما يساهم في تسهيل زياراتهم لها، لافتاٌ إلى أن هذا الملف من المقرر أن يتم الانتهاء منه في يونيو المقبل.
ومن جانبه، أشار الدكتور مصطفي وزيري إلى أن أعمال ترميم منطقة مقابر الحواويش تضمنت عمل سلالم للمقابر وتنظيف وترميم النقوش والجداريات الموجودة بها، كما تم تمهيد الطريق إلى الجبانة الصخرية عبارة عن درج من الحجر الرملي المناسب للطبيعة الأثرية، بالإضافة إلى عمل سور حول المنطقة الأثرية بالكامل وتمهيد مسار الزيارة، وتزويد بعض الخدمات منها مبنى خدمات محاط بسور كبير يحتوى على ساحة انتظار سيارات وكافيتيريا ومكتب بيع التذاكر ومركز زوار ومقر إداري.
أما أعمال ترميم وتنظيف معبد أتريبس، تضمنت أيضا عمل محاور للزيارة ووضع اللوحات التعريفية وممر خشبي على مسار الزيارة، وتزويد بعض الخدمات منها مبنى للخدمات محاط بسور كبير من الناحية الجنوبية، يتضمن ساحة انتظار سيارات وكافيتيريا ومكتب بيع التذاكر، بالإضافة على عدد من المظلات ذات مقاعد موزعة على مسار الزيارة لراحة الضيوف، ومظلة رئيسية ملائمة للموقع ذات مقاعد ومزوده بمعلومات للزائر.
وأوضح الدكتور مصطفى وزيري أنه خلال أعمال التنظيف بالموقع الأثري في منطقة الشيخ حمد، كشفت البعثة الأثرية المصرية الألمانية عن جزء كبير من طريق المواكب المرصوف بالحجر والمؤدي إلى منطقة المعابد، بالإضافة إلى العثور على مقصورة بالجانب الجنوبي للطريق.
وأوضحت الأستاذة إيمان زيدان مساعد الوزير لتطوير المتاحف و المواقع الأثرية أنه تم بناء مركز للزوار بالحواويش وتم تزويده بلوحات تعريفية للمنطقة الأثرية وشاشات لعرض فيلم وثائقي قصير عن تاريخ المنطقة ومشروع التطوير بها، وذلك في إطار حرص وزارة السياحة والآثار على تطوير ورفع كفاءة الخدمات السياحية بالمتاحف والمواقع الأثرية وتحسين تجربة الزيارة والخدمات المقدمة، من خلال مشاركة القطاع الخاص والشركات والبنوك الوطنية كرعاة إيماناً منهم بمسئوليتهم المجتمعية ورغبتهم في دعم مشروعات التطوير وذلك عن طريق لائحة الرعاية التجارية التي اقرها مجلس إدارة المجلس الأعلى للآثار لتشجيع التعاون مع القطاع الخاص.
كما تم وضع اللوحات الإرشادية عن مسار الزيارة والاجراءات الاحترازية التي يجب الالتزام بها أثناء الزيارة مع توفير كافة مستلزمات الوقاية من الكمامات والمواد المعقمة وجهاز قياس درجة الحرارة، بالاضافة الي خريطة تضم المزارات الأثرية والسياحية بمحافظة سوهاج، لوحة التذاكر.
كما تم اعداد مطويات عن منطقتي آثار الشيخ حمد والحواويش مزودين بأكواد QR code الذي يتيح لكل زائر يحمل هاتفا ذكيا قراءة معلومات عن مكان اللوحة نفسها باللغات العربية والإنجليزية والألمانية والفرنسية والهولندية.
وفي إطار مشروعات التطوير تم تركيب عدد من المظلات ذات مقاعد موزعة على مسار الزيارة لراحة الضيوف.
-معلومات عن مقابر الحواويش
تضم منطقة آثار الحواويش من الناحية الشرقية جبانتين تعتبر إحداهما جبانة أخميم عاصمة الإقليم التاسع، بها حوالى 900 مقبرة محفورة في صخر السلسلة الجبلية الشرقية، لكبار الموظفين والكهنة في عصر الدولة القديمة وعصر الانتقال الأول.
وقد خلت معظم هذه المقابر من أية نقوش ماعدا البعض منها زُين بمناظر عن الحياة الإدارية واليومية والدور السياسي والديني للإقليم التاسع، ونصوص لسجلات أسر بعينها والمهن التي مارستها تلك الأسر.
وهذه المقابر جميعها محفورة في الصخر لها أبواب وهمية عليها نصوص هيروغليفية، كما زُينت جدرانها بمناظر ونصوص هيروغليفية تمثل ألقاب ونعوت أصحاب هذه المقابر وأمهاتهم وأبنائهم وزوجاتهم، بالإضافة إلى موائد للقرابين المختلفة الأسمار والأحجام بالإضافة الى نصوص هيروغليفية لتقدمة القرابين.
هذا إلى جانب مناظر للحياة اليومية تصور صاحب المقبرة أثناء الصيد في الأحراش، أو مناظر قوارب تحمل الأساس الجنائزي لصاحب المقبرة، أو عملية ذبح الثيران وحصاد القمح وغيرها من المناظر التي تصور الحياة البرية في الجبل مثل الماعز التي تتسلق فروع الأشجار والبعض بتشاجر، أو منظر لصاحب المقبرة متكئا على عصا وأمامه منظر لمصارعة الثيران.
-معلومات عن منطقة آثار اتريبس (الشيخ حمد)
تقع أتريبس(نجع الشيخ حمد حاليا) على بعد حوالي 7 كم غرب مدينة سوهاج، وهى مدينة أثرية متكاملة كانت تعرف باسم “حوت-ربيت” نسبة إلى المعبودة ” ربيت” المعبودة المحلية سيدة أتريبس، والتي تظهر في شكل أنثى الأسد، وكانت المدينة القديمة تابعة للإقليم التاسع من أقاليم مصر القديمة.
تحتوي المنطقة على ثلاث معابد تم الكشف عنها حتى الآن، وأهمها المعبد المكرس لعبادة المعبود “مين-رع” وزوجته “ربيت” وابنهما “كولنتيس”، والذي بدأ بناؤه الملك بطلميوس الثاني عشر(اوليتيس)، وأكمله الأباطرة الرومان.
التعليقات مغلقة.