الإثنين, 23 ديسمبر 2024 | 6:33 مساءً

كلمة “خالد العناني” أمام العالم في حفل موكب المومياوات الملكية

فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية، السيدات والسادة ضيوف مصر، والملايين من محبي الحضارة المصرية متابعي الفعالية في مصر وكل دول العالم..

 

الفيلم لم يعرض إلا جزءًا بسيطا من إنجازات الدولة خلال السنوات القليلة الماضية في مجال الآثار والمتاحف، التي استطاعت مصر خلالها إنشاء وتطوير اكثر من 20 متحف، وترميم وتطوير اكثر من ١٠٠ مبنى وموقع أثري من مختلف العصور بكل انحاء الجمهورية، وتقدم العمل بشكل ملحوظ بمشروع المتحف المصري الكبير الذي اوشك على الانتهاء، وزاد عدد البعثات الأثرية المصرية إلى أكثر من ٨٠ بعثة استطاعت تحقيق اكتشافات أثرية هامة. وطبعا وراء كل هذا العمل جنود مجهولين: هم جيل استثنائي من الآثاريين والمرممين والخبراء المصريين.

 

وأود أن أنوه إلى أن الفترة القادمة – بمشيئة الله – ستشهد توالى عدد من الافتتاحات الهامة، حيث انتهينا من تجهيز متحف عواصم مصر (بنسبة ١٠٠٪)، ويجرى العمل حالياً في المراحل النهائية في مشروع ترميم قصر محمد علي بشبرا، طريق الكباش بالأقصر، المتحف اليوناني الروماني بالأسكندرية، إلى جانب الإعداد للاحتفالية الكبرى التي ستقام بمناسبة افتتاح المتحف المصري الكبير، التي سوف تشارك فيها شخصيات مصرية فنية وثقافية ورياضية بارزة، وشخصيات ومشاهير عالميين، وسيتم. توجيه الدعوة لقادة دول العالم.

 

فخامة الرئيس، اسمحوا لي  ان أتوجه في بداية الفعالية بخالص الشكر لسيادتكم للدعم غير المسبوق لملف الآثار والمتاحف:

  • المتابعة الشخصية لكل ملفات ومشروعات الآثار.
  • الدعم المالى الضخم الذي مكننا من إنجاز كل المشروعات بعد توقف ٢٠١١.
  • تبني فخامتكم لفكرة تنظيم موكب المومياوات، عندما عرضتها على سيادتكم عام ٢٠١٩، والتوجيه باهمية اظهار الموكب بشكل يليق بعظمة الأجداد، وتوجيه الحكومة لتطوير القاهرة وكل نقاط خط سير الموكب.
  • والاهم، هو تشريف سيادتكم شخصيا حدث اليوم الحضاري – التوعوي – السياحي الفريد، الذي لم يحدث مثله ولن يتكرر، والذي يؤكد ان الدولة المصرية تضع حضارتنا واثارنا على راس أولوياتها، وتفخر بأجدادنا الذين سجلوا التاريخ، وبحضارتنا العظيمة.

 

الأيام الماضية، لا صوت يعلو فوق صوت الموكب: حديث الشارع في مصر والعالم.

وخير دليل على ذلك،هو تغطية الفعالية من خلال 200 إعلامى أجنبى من 30 دولة، و 200 إعلامى مصري وعربي، وكبرى القنوات الأجنبية وجميع القنوات المصرية.

وكلي ثقة ان هذه الفعالية سيكون لها مردود إيجابي للترويج لمصر سياحيا، ولزيادة الوعي الأثرى والسياحي لدى أبنائنا، وترسيخ الانتماء وارتباطهم بحضارتنا.

 

يلعب دور البطولة في فعالية اليوم أربعة اركان:

١- البطل الأساسي هو المومياوات الملكية: ٢٢ مومياء لملوك وملكات مصر العظام (يقود الموكب  سقنن رع – الدولة الحديثة)، حيث يقومون بالرحلة الأخيرة، وتم تجهيزهم والاعداد لنقلهم بطريقة علمية آمنة ولائقة.

الرحلات السابقة: نقلهم بعد دفنهم للحفاظ عليهم في خبيئتين – ٣٠٠٠ سنة حتى اكتشاف الخبيئتين – نقلهم معظمهم للقاهرة نهاية القرن ١٩ بولاق – الجيزة – متحف التحرير – ضريح سعد زغلول في ال١٩٣١ الى ١٩٣٦ – متحف التحرير.

لماذا تم اختيار متحف الحضارة لعرض المومياوات؟ توت عنخ امون بالمتحف الكبير.

 

2البطل الثاني الذي نحتفل به اليوم: المتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط، اولى عواصم مصر وافريقيا الاسلامية، وجزء من منطقة القاهرة التاريخية المسجلة كموقع تراث عالمي على قائمة اليونسكو..

المتحف بدأت فكرة إنشائه من خلال اتفاقية موقعة مع اليونسكو عام 1983، وتم وضع حجر الأساس في هذا الموقع العبقري في نوفمبر 2002، توقف العمل عام ٢٠١١، وتم افتتاح قاعة العرض المؤقت فبراير 2017 بحضور مدير اليونسكو.

متحف الحضارة هو مجمع ثقافي متكامل والوحيد من نوعه في الشرق الأوسط، على مساحة ١٣٥ الف متر مربع… أتوجه بالشكر لاصحاب فكرة انشاء المتحف وكل من شارك في تنفيذه، وزميلاتي وزملائي العاملين به على عشقهم لهذا الصرح الثقافي وتفانيهم في العمل، ولجنة السناريو المصرية التي أشرفت على العرض المتحفي. كما اشكر الهيئة الهندسية للقوات المسلحة وجهاز المخابرات العامة لاشرافهم على العمل بالمشروع ليخرج بهذة الروعة.

واليوم تفضل فخامة الرئيس بافتتاح القاعة المركزية الكبرى وقاعة المومياوات الملكية.

القاعة المركزية، هي من اجمل القاعات المتحفية، بتحكي تاريخ مصر من عصور ما قبل التاريخ وحتى اليوم، مفتوحة للزيارة من صباح الغد.

قاعة المومياوات الملكية مجهزة باحدث أساليب العرض المتحفى ومصممة خصيصاً للحفاظ على المومياوات وعرضهم بالطريقة التي تليق بمكانتهم. القاعة جاهزة تماماً، حيث تم نقل. للمتحف مسبقا 12 تابوت و١٥٠ قطع اثرية مرتبطة بالمومياوات، ولكن سنحتاج اسبوعين لتجهيز المومياوات قبل عرضها امام الجمهور، ان شاء الله في يوم التراث العالمي ١٨ أبريل القادم.

 

٣- البطل الثالث: المتحف المصرى بالتحرير، الذي يبهر العالم من ١٩٠٢، الذى يتم العمل الآن على تطويره بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي – المتحف لن يموت.

 

٤- البطل الأكبر الذي يحتضن الجميع اليوم: القاهرة الجميلة التي ازدادت جمالاً وبهاء لتطل اليوم على العالم بشكل مبهر، ساهم فيه موكب المومياوات، بعد تطوير نقاط السير وبالأخص متحف وميدان التحرير، ومنطقتي مجرى العيون وعين الصيرة، تحت اشراف شخصي وبشكل يومي من دولة رئيس مجلس الوزراء د. مصطفى مدبولي، الي كان يتابع شخصيا وميدانيا، حتى امس، ادق تفاصيل فعالية اليوم.

وأخيراً وليس آخراً، أتوجه بكل الشكر لكل زملائي بالحكومة وكل جهات الدولة التي شاركت في اعمال التطوير وإخراج هذه الفعاليات إلى النور. كما أتوجه بالشكر إلى الشركة المصرية المنفذة للفعالية ولكل المشاركين والمتطوعين الذين شاركوا في هذا الحدث الفريد.

 

ومن هنا نؤكد للعالم أننا مدركون تماماً لقيمة ارثنا الحضاري الفريد، ونحترمه ونصونه، ولن ندخر جهداً أو وسيلة للحفاظ عليه للأجيال القادمة من البشرية.

 

أتمنى لحضراتكم الاستمتاع بهذا الحدث التاريخي: الموكب الذهبي للمومياوات الملكية.

التعليقات مغلقة.