الثلاثاء, 5 نوفمبر 2024 | 4:32 مساءً

السوق العربى المشترك.. الى الامام يا عرب

بقلم ياسمين الموجى

 

كم اسعدنى رؤية الجمهور العربى وهو يقف صفا واحدا خلف فرقة عربية بعد تأهلها لدور نصف النهائى بالمونديال واشعال روح العروبة فى قلوبنا جميعا أمس.. ولعلك عزيزى القارىء قد شاركتنى تلك السعادة العارمة والشعور بالعروبة كنبض واحد فى قلوبنا جميعا ..فعلى الرغم من اختلاف انتمائتنا الكروية فى تشجيع الفرق العالمية الا اننى اظن عزيزى القارىء انك شعرت مثل ما شعرت تماما مما جعلك تتخلى عن انتمائك الكروى المعتاد الدولى ونكون صفا واحدة بجانب فريق دولة عربية مثل دولة المغرب ..

ولكننى لبرهة من الوقت توقفت عند تفسير تلك المشاعر العربية وتسألت لماذا لا نستغل تلك الروح بروح اكثر عملية خاصة اننا نحتاجها للغاية مع اختلاف التحديات والمعوقات التى تمر بمجتماعتنا العربية المتلاحقة … لماذا لا نستغل مشاعر العروبة التى قلما تواجدت الا فى الحروب مثل حرب السادس من اكتوبر الخالدة والتى التحمت فيها جيوش الدول العربية صفا واحدا لكرامة مصر بل والعالم العربى ضد الاحتلال.. لماذا كذلك لا نستغل هذه الروح الحماسية بجانب دولة المغرب واحياء حلم السوق العربى المشترك من جديد.. لماذا لا نستغل هذه الروح الرائعة بالعروبة فى اعادة فكر التبادل العلمى والثقافى والتجارى والاقتصادى بين الدول العربية.

اعتقد عزيزى القارىء ولعلك تشاركنى نفس وجهه النظر اننا اولى ببعضنا البعض بالتكامل الاقتصادى فى الحدود السياسية فرقت شعوبا ولكن لم تستطيع ان تفرق قلوبا نابضة بالعروبة. وظهرت تلك المشاعر فى المونديال الاخير وظهرت فى العديد من المواقف الانسانية والاقتصادية والسياسية الاخيرة التى مرت بوطننا العربى .. فالانسان العربى كالبنيان الواحد يتأُثر ببعضه البعض .. فمحدودى الفكر والنظر هو من يقول اننا لا نتأُثر ببعضنا البعض قصيرى الفكر هم من يدعون الى الانقسام وعدم الوحدة فى حين اننا ان اتحدنا اقتصاديا واكتفينا عربيا اصبحت وحدتنا ولعروبتنا قوة لا يستهان بها على الاطلاق .. او على الاقل وضعت الدول العربية فى مستوى اقتصادى دولي يليق بها .. ولما لا؟؟

فالدول العربية صدرت عقول وعلماء ومفكرين نقشت اعمالهم فى التاريخ حتى الان .. فأننى اتذكر اننى قرأت ان بعض الدول الاوروبية كانت حتى القرن التاسع عشر تأخذ من المراجع العربية فى الطب والهندسة من علمائنا الاجلاء كمراجع رسمية لها .. وكانت الدول العربية قديما تزدهر بحركة التجارة الدولية فى رحلات الشتاء والصيف .. وغيرها وغيرها ..

فأننى لا اتمنى انتهاء الروح الحماسية بانتهاء المونديال او انتهاء هذه المشاعر الرائعة بالعروبة ابدا .. او ان تكون فقط حين ان يقابلنا حدث ما … فخير الامور هى استدامتها … اتمنى ان هذه الروح الرائعة يتم حسن استغلالها فكما قال الله تعالى ((وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا)) وذلك لحكمة آلهية فسنظل نحتاج بعضنا البعض ستظل قلوبنا نابضة بالعروبة ولكن مع عالم ملىء بالتحديات لا يكفى فقط الروح ولكن الاهم هو العمل بهذه الروح وترجمتها الى سلوك ..

ويبقى الحلم والأمل ((بسوق عربى مشترك)) يجعلنا شعوبا قوية بارادتنا وعملنا وتكاملنا العربى المشترك .. شعوبا لها قرارها تحافظ على هويتها النابضة بالعروبة تغزل اسمها من عناقيد الياسمين والورود بحروف اسم العالم العربى بالعمل والكفاح المستمر والدؤوب

التعليقات مغلقة.