بقلم: ياسمين الموجى
إن الأزمات المتلاحقة لبعض الدول العربية ومؤسساتها تنجم عن تجاهل مؤشرات وتنبؤات بدأ نشوء الأزمة وحلها ووأدها فى مهدها .. حيث تتبع بعض الدول نظرية الأدارة بالأزمة وليس إدارة الأزمة او تعزيز فكر أدارة الأزمات بشكل مستدام بشكل عام .. وهذا يؤدى الى تفاقم الأزمات لا أحتوائها بشكل مرن (ان كانت هذه الأزمات اقتصادية او حتى غير ذلك) .. لذلك عزيزى القارىء يسعى الكاتب من خلال عدة مقالات ومن خلال السطور القادمة لتعزيز ثقافة أدارة الأزمات (منذ بدأ التنبؤ بها ) حيث اعتقد ان ليس من الضرورى ابدا الأنتظار لزيادة الآثار السلبية للأزمة او لنقطة اللاعودة ..
هيا بنا عزيزى القارىء نتعرف سويا على مراحل نظام أدارة الأزمات وفقا للباحثين والمختصين والخبراء فى هذا المجال وتبدأ المراحل بما يلى :-
1- مرحلة الأنذار المبكر لبدء نشأ الأزمة وقبل حدوثها
2- تحديد اطراف الأزمة
3- مرحلة التحضير المسبق لخطة مبدأية للتعامل مع تلك الأزمة وابرز نقاط ضعفها وقوتها وكذلك النقاط التى من الممكن ان تستخدم كخطط بديلة لتقليل الخسائر (opportunities) ويظهر ذلك من خلال تحديد ما هى الأنشطة التى من الممكن الاستغناء عنها والانشطة التى يجب الاستمرار بها وما هى الأنشطة التى يجب استحداثها للمؤسسة
4- مرحلة احتواء ما بعد الأزمة وقياس الأضرار الناجمة عن الأزمة (من خلال لجان للطوارىء وتقييم الأضرار)
5- مرحلة استعادة النشاط والعمل وتقديم الخدمة او المنتج مرة اخرى مع وضع ضوابط صارمة لعدم تكرار اسباب تلك الازمة والتعلم من دروسها المستفادة بل ونقلها للأجيال للتعلم من ايجابيتها وسلبيتها لزيادة الثقافة والوعى بها وكيفية التعامل معها ان حدث وتم تكرارها معهم فبذلك يصبح لديهم خبرة كافية للتعامل مع الأزمة.
فعلى سبيل المثال يوجد بأدارة الأزمات ما يعرف بـ Trigger Table وهو عبارة عن جدول به مجموع من أِشارات الأنذار ويحتوى على بعض المؤشرات والتنبؤات للعديد من الأزمات التى قد تواجه المؤسسة طبقا للمعطيات المتاحة .
فعلى سبيل المثال لا الحصر يتم وضع مجموعة من المؤشرات فى هذا النموذج مثل :-
1- حدث متوقع قد يؤثر على الأسم التجارى للشركة او للمكتب او المؤسسة
2- حدث متوقع قد يؤثر على نشاط الشركة بالبورصة
3- حدث متوقع قد يؤثر سلبا على أداء المبيعات للشركة نتيجة عدم استقرار الاسواق فى وقت ما
4- حدث غير متوقع قد يؤثر سلبا نتيجة تغير سعر العملة بشكل مفاجىء
5- حدث غير متوقع قد يؤثر سلبا على العملاء أو العاملين بالمؤسسة
فإذا تم رصد هذه الأحداث او المتغيرات وغيرها يتم ابلاغ الأدارة العليا فورا وعدم التهاون فى ذلك حتى يتم اتخاذ الاجراءات اللازمة فورا لحل الأزمة وعدم تفاقمها وللتبسيط عليك عزيزى القارىء سأعطى لك مثال (فى وقت ما ادركت ان يوجد أزمة محتملة فالمواد الخام التى يقوم عليها مشروعك او تغيير سعر عملة تلجأ تلقائيا الى شراء هذه المواد الخام لمدة تكفى حاجة مشروعك مدة لا تقل عن 6 اشهر على اقل تقدير وهكذا) مثال اخر من حيث تلقى العديد من الشكاوى من خدمة او منتج ما مما يؤدى الى تراجع ارضاء المستهلك وكذلك تراجع انتاجية القائمين على اداء المؤسسة .
ويطلق على المؤسسات التى تطبق هذا النموذج فالتعامل مع الأزمات Companies with Crisis Proactive approach
حيث أن التعامل بسياسة انكار الأزمة من الأساس أو التعامل بعد اكتشاف الازمة (مع وجود تنبؤات بتلك الأزمة مسبقا) وعدم البدء بخطوات فعالة فى حل الأزمة بشكل عملى ومرن يزيد بالكثير والكثير من الأضرار الناجمة من حدوث الأزمة .
لذلك عزيزى القارىء فى هذه المراحل يتوجب عليك ان تقوم فورا باجراء تقييم لكل مشكلة من هذه المشاكل بشكل منفصل ودراسة جميع السلبيات والنتائج وتقييم حجم الاضرار الواقعة من تلك الازمة وطرح الازمة مرفقة بها المخاطر التى من الممكن ان تنتج اذا تكررت او تفاقمت الأزمة نتيجة لعدم التعامل معها منذ البداية او تقديم الحلول والمقترحات الفورية من قبل الفريق القائم عليها ..
والى لقاء اخر ان شاء الله فى حديث اخر نبحر فيه سويا عزيزى القارىء فى بحور العلوم المختلفة لايجاد غد افضل يليق بنا سويا باذن الله ..
التعليقات مغلقة.