السبت, 30 نوفمبر 2024 | 7:33 صباحًا

الدكتور والفنان التشكيلى نبيل الغمري: الدولة والشعب قَبلا التحدي وتحملوا الحرب النفسية والاقتصادية من أجل الوطن

كتبت -رحمة عاطف

في تصريح خاص مع الدكتور نبيل الغمري الفنان التشكيلي والاستاذ بالأكاديمية الدولية للهندسة وعلوم الاعلام تحدث فيه بشأن الحرب النفسية التي تشن علي مصر ودور كل اجهزة الدولة في مكافحة هذه الحرب،
قال الدكتور نبيل الغمري إن أي حرب تكون بين طرفين أو أكثر، فان كانت مصر الطرف المستهدف
فمن هو الطرف الآخر وما هي أهدافه، ولماذا استخدم الحرب النفسية تحديدا وليست حرب اخري وما هي وسائل مجابهتها؟

وقد أوضح الغمري أن هناك مخططات قديمة جدا تحاك ضد مصر من حقب وسنوات كثيرة وكان أهمها وأكثرها خطورة هو مخطط تقسيم الشرق الأوسط وكانت مصر جزء منها، وقد اعتمد البنتاجون والكونجرس الامريكي هذا المخطط منذ أوائل الثمانينات وكان من بنود هذا المخطط ان يتم العمل به وتنفيذه باعتباره مخطط استراتيجي طويل المدى على مدار الحكومات المتعاقبة، وعلى اختلاف رؤسائها.

وأشار الدكتور نبيل إلى أهمية مصر باعتبارها هي قلب الوطن العربي وسنده فهي بالنسبة للغرب والدول الطامعة في المنطقة مفتاح وبوابة الدخول للشرق الأوسط او الوطن العربي والسيطرة عليه، وان بقاء واستقرار الوطن العربي مرهون ببقاء واستقرار مصر.
وعليه فكان توجه الغرب المعادي لمصر في محاولة السيطرة عليها اقتصاديا وعسكريا واجتماعيا وسياسيا لكي يتم تحقيق الهدف المطلوب في التقسيم عن طريق خطط مختلفة منها إشاعة الفتن والتشكيك وفي القيم والثوابت وغيرها..
وهذا يقودنا لحروب الجيل الرابع وظهرت هذه الأفكار بعد حرب أكتوبر 1973التي انتهت بانتصار مصر العظيم علي اسرائيل بفضل الله ثم فضل الجيش المصري الذي تدرس خطة انتصاره على العدو الصهيوني في جميع الأكاديميات العسكرية في انحاء العالم، ومن وقتها ايقنت إسرائيل باستحالة دخول مصر بقوة عسكرية ومن هنا اتجهت لحروب الجيل الرابع، وهي الحروب الغير متماثلة والغير تقليدية، فالحرب المتماثلة تكون سلاح يقابل سلاح وجيش مقابل جيش، لكن كان القرار والعزم منهم على احداث حالة حربية مستمرة بغرض ان تتم الحرب من الداخل بمبدأ ان يأكل الجسم نفسه بنفسه.
ومع ظهور التكنولوجيا وانتشار مواقع التواصل الاجتماعي وظهور جمعيات حقوق الإنسان المفتعلة والممولة لأغراض وتوجهات غربية هدامة، واستقطاب بعض النخبة ضعاف الولاء او الانتماء او قليلي الوعي بتحديات المرحلة الراهنة، وكذلك بعض الدارسين من مصر في الخارج؛ كل ذلك وغيره استخدمته الغرب وامريكا بدفع من إسرائيل في تنفيذ ذلك المخطط وتلك الحرب بمحاولة تغيير وتسميم أفكار المجتمع المصري ليزج به في حروب نفسية وصراعات متوالية، وذلك بالإضافة لاستخدام الجماعات المتاسلمة المختلفة في ذات الغرض وعلى راسها جماعة الاخوان الإرهابية لانتشارها في مصر وبدأوا يتوغلوا بخطط استراتيجية ممنهجة بحيث يكونوا متواجدين في جميع ربوع مصر.
الى ان قامت الثورة الشعبية الحقيقية في 30/6 وازدادت الحرب شراسة بجميع الأسلحة الممكنة وبدأ اللعب علي الشعب المصري من الجانب النفسي بصورة اكبر لإضعافه والتحكم فيه، فبدأ مخطط نشر الفوضى والشائعات وبدأ التشكيك في كل القيم والأفكار بشكل ممنهج علي اعلي مستوي تدخلوا فيه من جانب الإنسان البسيط تارة ومن جانب النخبة والعملاء تارة أخرى فبدأوا بزرع الافكار الملوثة ومن هنا بدأ صراع ما بين دولة وشعب يريدون أن ينهضوا ويتقدموا ويأخذوا المكانة التي يستحقونها وبين دول تريد تحطيم هذا الشعب العظيم.
وأوضح الغمري أن الدولة والقطاع الأعظم الواعي من الشعب قد قبلوا التحدي وتحملوا هذه الحرب النفسية والاقتصادية للوصول بالوطن للمكانة المرجوة بين كبار الدول، وقاموا بالتصدي لهذه الحرب علي كل المستويات والقطاعات تقريبا، فعلى الجانب الاجتماعي – على سبيل المثال لا الحصر – كانت مقاومة الحرب النفسية المستهدفة القطاع الاجتماعي بخطة لتطوير العشوائيات وعمل مدن جديدة علي اعلي مستوي وإنشاء مجتمع جديد وراقي وتحويله من مجتمع عابث ونموذج يمثل عقبه امام اي تطور الي مجتمع راقي فهناك داخل هذه المجمعات السكنية المدرسة والمكتبة ومراكز كمبيوتر ومراكز للتعليم المهني والحرفي.
وفي مجابهة الحروب النفسية المستهدفة القطاع الاقتصادي فهناك المشروعات الاقتصادية الضخمة التي تم إنشائها وبدأت تؤتي ثماره، والاحتياطي النقدي في البنك المركزي الذي كان في نهاية حكم جماعة الإخوان أقل من 12مليار دولار أصبح اليوم أكثر من 45مليار دولار والتصنيف الائتماني الذي اصبح أصبح +B
وهوما ينفي انهيار اقصاد البلد وانها قد أصبحت دولة واعدة اقتصاديا واستثماريا بشهادة العالم.
علاوة على مركزنا وسط الدول المكافحة للفساد الذي اصبح ملحوظا لدى منظمة الشفافية العالمية تقدم مصر في ذلك الشأن.
وعلي مستوى قطاع الصحة بعد ما كانت مصر بها اكبر نسبه إصابة بفيروس سي أصبحنا نتصدر الدول المعالجة لفيروس سي وقضينا علي قوائم الانتظار وأصبحت مصر واجهة عالمية للسياحة العلاجية في علاج فيروس سي.
كل هذا وغيره كثير يدفع بالدول المعادية لمصر ان تستنفر قدراتها بصورة متزايدة إصرارا منهم لفوز حربهم النفسية علينا، لكن هيهات، فالشعب المصري لن يسمح بذلك حيث نمو ونضج وعيه وعلمه بكل ما يحاك لخراب هذا البلد، ورغبته الحقيقية في التقدم للأمام دون رجوع.
وأكد الدكتور نبيل أنه بما إن الحرب علي جميع قطاعات الدولة فلابد من رد وتصدي صريح من جميع قطاعات الدولة فحرب أكتوبر المجيدة لم تكن من قبل الجيش المصري العظيم منفردا على الجبهة الخارجية للبلاد بل كانت جميع قطاعات الشعب المصري لهم دورا كبيرا ايضا في الجبهة الداخلية حيث ساهم علي مستوي نفسي من خلال الاغاني والافلام والمقالات ومراكز الثقافة كل هذا كان يعمل تعبئه نفسيه لدي الشعب المصري لإعطائه الثقة والدفع به نحو النصر.
ومن اهم قطاعات الدولة التي عليها العمل والتصدي لهذه الحرب النفسية بالوعي والمعرفة وتعزيز النفس الوطنية بروح الولاء والانتماء هم: السينما والاعلام قصور الثقافة والفن التشكيلي مثلما تم أثناء بناء السد العالي حيث كان هناك توجه من الجامعات باصطحاب الطلاب في زيارات رسمية لمشاهدة هذا العمل العظيم لدعم بلدهم في ذلك الوقت، كما ابدع عدد هائل من طلاب الفنون الجميلة والتربية الفنية بأعمال فنية زخر بها متحف الفن المصري الحديث تعبر عن السد العالي المشروع القومي آنذاك، الذين أصبحوا فيما بعد من اهم الفنانين التشكيليين في مصر ومن ضمن هذه الاعمال في تلك الفترة كانت لوحات للفنانين مصطفي الرزاز وأحمد نوار وجاذبية سري وغيرهم كثر.
ومؤخرا بدأت القوات المسلحة وادارة الشؤون المعنوية بعمل بتنظيم زيارات للمشروعات القومية الضخمة لعدد من القطاعات المختلفة للدولة ومستهدفة الشباب لتدعيم الجانب النفسي لديهم باطلاعهم على ا تقوم به الدولة من إنجازات تنفي ما يثار من أكاذيب واشاعات كهضبة الجلالة ومدينة العلمين والعاصمة الإدارية الجديدة والمتحف المصري الكبير الذي سيكون علامه فارقه في مصر والعالم.

ومن ناحية أخرى بدأت السينما المصرية بداية فارقة بإنتاج فيلم الممر الذي أحدث ضجه فنية وحالة وطنية في المجتمع المصري ألهبت مشاعره الوطنية واستعاد بها الحس الوطني في ابهى صوره، في حالة فنية إبداعية حقيقية كان الشعب المصري في أَمَس الحاجة له. حيث تناول جزء من حياة ابطال القوات المسلحة التي تسعى الدول المعادية لمصر ان تشكك في أنهم مستعدون للتضحية بأرواحهم في سبيل حماية الاب والام والأخ والصديق وحبة الرمل التي يقفون عليها.
وقال الغمري أنه بعض من طلابه قالوا انهم لم يكونوا يعلموا بتفاصيل حرب اكتوبر او حرب الاستنزاف كما يجب، لولا عرض هذا الفيلم الذي فتح لهم افاق جديدة للبحث والمعرفة، واكد دكتور نبيل لطلابه ضرورة الا ينساقوا وراء الأفكار الغربية الهدامة التي تريد ان تنال من عزيمتهم وتبعدهم عن تاريخهم وثقافاتهم وحذرهم من الوقوع في فريسة لعدو يسعى للنيل من وطنيته وانتمائه.
ومن هنا شدد دكتور نبيل علي دور الفن في التصدي لمثل هذه القضايا لما للفن من قدرة على الوصول لعدد كبير من الجمهور مخاطبا فئات الشعب المختلفة.
وبناء علي ذلك لابد من ظهور اعمال فنية في الفترة المقبلة تكون مدروسة بطريقه صحيحه نرى من خلالها توجه عام من الدولة للارتقاء بالقيم والأخلاق والذوق وأكد الغمري أنه لا يوجد أرقي من الفن لمخاطبة عقل ووجدان هذا الشعب العريق الضارب بجذور تاريخه وثقافته وفنه وحضارته عمق الإنسانية ذاتها.

التعليقات مغلقة.