الثلاثاء, 24 ديسمبر 2024 | 2:46 مساءً

«جولة سوق الجمعة» تعكس الحركة البيعية للسيارات بمصر

مع الساعات الأولى لصباح بوم الجمعة تراصت السيارات، وبدأ أصحابها في تنظيف وتلميع سياراتهم، بالماء وأدوات التلميع، فغدت السيارات كأنها خارجه للتو من مصانع بلادها قاصدة سوق السيارات بمدينة نصر، في محاولة لخطف أنظار الراغبين في شراء سيارة مستعملة بحالة جيدة، ملأت السيارات جانبي الشارع الرئيسي المؤدي لساحة السوق، فاتحة كبوتها، لتكشف عن حالة الموتور و”الحوض”، لتطمين المارة على جودة السيارة، وذلك على أمل إنجاز مهمة بيع تشهد صعوبة بالغة في الشهور الأخيرة.

تعاني سوق السيارات الواقعة بمدينة نصر في شارع أحمد الزمر بالحي العاشر، طوال الأشهر الماضية من حالة ركود شديدة، وتحولت إلى سوق بلا رواد، وسيارات تبحث عن مشترٍ، لكن دون جدوى، حيث ممراتها التي كانت تكتظ بالزائرين، بات الخلاء هو عنوانها، بعد أن كان قبلة الراغبين في شراء سيارات مستعملة بأسعار مناسبة. وحرصت «التحرير» على زيارة السوق منذ أسابيع طويلة للوقوف على حقيقة الركود الذي خيم عليها، وأسباب تراجع حركة البيع والشراء، وعلاقة ذلك التراجع بحملة «خليها تصدي»، وهل تسبب الركود في انخفاض أسعار السيارات بها أم لا؟

تجارة السيارات كانت تجارة رابحة

قال محمد الشامي، إنه جاء من الإسماعيلية لشراء سيارة مستعملة من سوق السيارات بمدينة نصر، مضيفاً أنه يوجد سوق للسيارات في الإسماعيلية لكنه سوق صغيرة، لا تضم عددا كبيرا من السيارات ولا تضم مختلف الأنواع والموديلات.

وأشار الشامي إلى أنه يشتري من القاهرة سيارات محددة يزيد عليها الطلب وهي “فيرنا، إلنترا، كيا”، ثم يبيعها في سوق محافظته -الإسماعيلية- ليربح بضعة ألوف من الجنيهات.

وتابع: “المرة الأولى التي أنزل فيها السوق منذ شهرين، بسبب حالة الركود الشديدة الضاربة في سوق السيارات المستعملة”.

وأوضح أنه يعمل في تجارة السيارات منذ أربع سنوات، وهي تجارة كانت مربحة، لكن الآن ساء وضعها، وقل ربحها، منذ انتشار حملة خليها تصدي التي أصابت السوق في مقتل، وسببت الخوف للراغبين في الشراء، تحسبا لانخفاض الأسعار في أوقت.

3 أشهر ولم أبع سيارتي

أكد محمد أحمد، أحد الواقفين من أجل بيع سيارته الألمانية إنتاج شركة بي إم دبليو عام 1989، أنه يعرض سيارته في السوق وعلى مواقع التجارة الإلكترونية،  منذ ثلاثة أشهر، لكنه لم يتمكن من بيعها حتى الآن.

وأوضح أحمد أنه بالرغم من الحالة الجيدة لسيارته، فإن كل محاولاته باءت بالفشل، ربما بسبب الوضع الاقتصادي السيئ وغلاء الأسعار وضعف القدرة الشرائية للمواطن، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار البنزين، ولا تنسى أن سيارتي 6 سليندرات وتستهلك وقودا بشكل مرتفع، والسبب الأخير هو انتشار حملة خليها تصدي.

وقال الحاج السيد عبد الله، تاجر سيارات من الفيوم، إنه يعمل في تجارة السيارات لأكثر من 20 عاما، لكنه لم ير ركودا مثل الموجود في الفترة الحالية، مضيفًا أنه لم يستطع بيع سوى سيارة واحدة منذ 3 أشهر، رغم كونها سيارات شعبية «128، 127، وشاهين».

يذكر أن الحملة الفيسبوكية الجديدة «خليها تصدي» تسببت في تهديد عرش تجار السيارات، فعقدت شعبة السيارات باتحاد الغرف التجارية اجتماعًا لمناقشة آليات مخاطبة مؤسسات الدولة للحد من العبث الدائر في أوساط مواقع التواصل الاجتماعي، وتحديدًا حملة خليها تصدي، إلا أن الاجتماع شهد اشتباكات لفظية، بين أعضاء الشعبة من التجار والوكلاء، بسبب حديث البعض عن إجراء تخفيضات في الأسعار، خاصة بعد تراجع سعر صرف الدولار أمام الجنيه، فضلا عن اتهامات البعض بالتهرب الجمركي.

 

التعليقات مغلقة.