بقلم: ياسمين الموجى
عزيزى القارىء كما ان الانسان فى رحلة حياته يكتسب المهارات والخبرات المختلفة والتى ينتج عنها زيادة مرونته وتطوره فى التعامل مع المشكلات والامور المختلفة كذلك ينطبق على العلوم المختلفة وتطورها فيقول فرانكلين روزفلت (يهرم الانسان عند التوقف عن التطور والتقدم) .. وكذلك العلوم فهى تتطور بتطور الانسان .. حيث يعد علم الادارة علما واسعا وعميق للغاية ويمر بمراحل مختلفة وهى المدرسة الكلاسيكية للادارة مرورا الى الادارة الحديثة فإن رجعنا الى الماضى عزيزى القارىء وابحرنا سويا فى التاريخ لوجدنا ان فريدريك تايلور هو من بدأ فى وضع اساسيات علم الأدارة.
فمن هو رائد علم الادارة عزيزى القارىء ؟ دعنى احدثك عنه قليلا لعلى ألهمك بعض الشىء فى التعرف على رحلة تطورعلوم الادارة وكذلك من الممكن من خلال السطور الاتية مساعدتك فى قرار اختيارك اى نوع من الادارة هو الملائم والمناسب لتطوير مؤسستك يا عزيزى ..
ان تايلور هو مهندس صاحب نظرية الإدارة العلمية و خبير في تحسين فعالية العمل، ولد فريدريك تايلور فى عام 1856م فى امريكا لعائلة ثرية تعمل فى مجال التعدين والصلب ، وقد بدأ كعامل بسيط للغاية فى مصانع العائلة وسرعان ما تدرج فى المناصب الادارية العليا حتى أصبح يشرف على عدد هائل من العاملين وهذا ما مهد له الطريق ليصبح من أشهر الاداريين حتى لقب بـ (أبو الأدارة) .
وكان سبب اهتمام تايلور للتطور المستمر للعمل المؤسسى وكذلك اهتمامه بأدارة العمل work management هو تبنى وجهه نظره ان البحث عن أفضل طريقة لأداء العمل عن طريق دراسة الحركة والزمن في رأيه وتعتبر هى أفضل الطرق لأداء الأعمال بالمؤسسات فكانت السرعة فى الاداء هي المعيار الوحيد لديه للحكم على الأداء بشكل عام .
فيقول تايلور في كتابه إدارة الورشة والصادر فى عام 1930 “إن فن الإدارة هو المعرفة الدقيقة لما تريد من الرجال عمله، ثم التأكد من أنهم يقومون بعمله بأحسن طريقة وأفضلها”. وهذا ينطبق ايضا على العاملين المهرة فى مجال الحرف اليدوية حيث هذه النظريات حولت الحرف اليدوية الى وظائف مبسطة من الممكن ان يؤديها العمال الغير مهرة اذا تم الاهتمام بهم وتدريبهم التدريب الجيد والكافى والامثل لاعدادهم لأداء المهام الوظيفية الموكلة لهم .
فكانت رؤية فريدريك هو 1)زيادة الانتاجية من خلال زيادة الكفاءة فى عمليات الانتاج المختلفة وذلك من خلال دعم البحوث ودعم العمالة الماهرة حيث كانت اعدادها قليلة للغاية فى بداية القرن العشرين والطريقة الوحيدة لزيادة الإنتاجية هو رفع كفاءة العمالة والتدريب – 2) اعتماد نهج الادارة العلمية بحيث يكون لكل عامل على حدى مهمة خاضعة لرقابة جيدة ومحددة بدقة شديدة لكل وظيفة – 3)الغاء التحركات والعمليات الغير ضرورية 4)تنفيذ العمل طبقاً للنظام المحدد بواسطة الإدارة والتخطيط الجيد ومن ثم يقوم العمال بالتنفيذ 4)الاهتمام بالحافز المادى اكثر من المعنوى.
وقد تطورت هذه الأفكار فيما بعد تحت عنوان المدرسة العلمية في الإدارة Scientific management
وعلى رغم من بعض الانتقاضات التى طالت نظريات تايلور المختلفة فى مجال الادارة العلمية وابرزها تجاهل العنصر البشرى واحتياجاتهم الانسانية حيث انتقد بعض المفكرين تايلور وقالوا انه قد تعامل مع الانسان كأنه (ألة) ليس لها مشاعر وعدم مراعاة الفروق والاختلافات الفردية بين البشر فى ادائهم من خلال نظرياته وهكذا .. ولعلك تشاركنى عزيزى القارى انه منطقى للغاية ان يبدأ شىء ويتم استكماله بمرور الزمن باستكشاف علوم اخرى مثل اى نوع من انواع العلوم المختلفة وهو (علم الادارة الحديثة) الذى اهتم اهتمام شديد بهذه الاعتبارات واستكمل ما بدأته الادارة التقليدية و منها الاهتمام بشكل كبير بأدارة المشاركة والتواصل والتعاون مع ضرورة تكامل المصالح الفردية والتنظيمية والتى تعتمد على تنمية المهارات الشخصية مثل المرونة والثقة بالنفس وكيفية التعامل مع المشكلات والتحديات وتحديد اولويات المشكلات وحلها بمنتهى الشفافية والاهتمام بعامل الخبرة والحدس.
ولعل اهم الفروقات بين الادارة الكلاسيكية (التقليدية) والادارة الحديثة يظهر بشكل كبير فى العمل الجماعي على سبيل المثال حيث يعتمد على التسلسل الهرمي الطويل، والذي يركز على المسؤولية الفردية وطاعة رؤسائه بالمؤسسة دون مشاركة االافكار او الاراء (وهو ما يختلف عن مبدأ تطبيق ادارة المشاركة فى الادارة الحديثة)، في حين أن الادارة الحديثة هو التسلسل الهرمي المسطح والذي يركز بشكل أكبر على العمل الجماعي والتعاون بين الفرق المختلفة، فإن وضع العمل التعاوني من شأنه أن يؤدى إلى العصف الذهني ومساعدة المؤسسات على تحسين كفاءة العمل والعاملين والانتاج بشكل عام ووضع استراتيجية محفزة للمؤسسة وكذلك للتسويق وتحفيز الروح المعنوية لفريق العمل فتعطى ادارة المنظمة الحديثة العاملين من إعطاء المزيد من الحرية والمرونة لإنجاز أعمالهم، مما يفيد في حشد المزيد من العاملين المنتمين الى المؤسسة وزيادة الحماس والحافز المعنوى والمادى لهم
كذلك فى إدارة المخاطر تظهر الاختلافات بين الادارة الكلاسيكية والحديثة حيث تحافظ الإدارة التقليدية على سياسات ومعايير محددة من أجل التقليل من أي نوع من انواع المخاطر، إنهم يتجنبون المخاطر بشكل كبير ، على عكس الإدارة الحديثة التي تجازف بحسابات مقننعة ومحددة جيدًا وتقيّم المخاطر من أبعاد متعددة بمختلف الزوايا وتقيم المكتسبات على اساسها وكذلك تقييم تفادى وتقليل المخاطر ، و لا يتم تطبيق هذا فقط على مشكلة بحد ذاتها في وقت معين بل التنبؤ بوجود اخطار محتملة والعمل على حلها بشكل منطقى ومستقبلى بشكل اكثر سلاسة ومرونة وواقعية .
ومع نهاية المقال يا عزيزى ماذا تظن انه ملائم لمؤسستك .. تطبيق الادارة الكلاسيكية ام تطبيق الادارة الحديثة
عزيزى القارىء لنا لقاء اخر فى حديث اخر بمشيئة الله
التعليقات مغلقة.