الجمعة, 22 نوفمبر 2024 | 11:24 مساءً

عودة المؤتمر السنوي للجمعية الإفريقية للاستثمار المباشر (AVCA) إلى القاهرة

بين دروس الماضي وتطلعات المستقبل

افتتح أمس كبار الشخصيات المصرية، وموزعو رأس المال على مستوى العالم، ومديرو الصناديق ورواد الأعمال المؤثرين من خلال رأس المال الخاص، المؤتمر السنوي التاسع عشر للجمعية الأفريقية للاستثمار المباشر.

انعقد المؤتمر بحضور أكثر من 600 من كبار مسؤولي موزعي رأس المال الخاص والقائمين عليه في القاهرة من أكثر من 50 دولة حول العالم، لتبادل المعرفة وفتح باب الفرص لتحول التنمية بإفريقيا.

افتتح وزير التجارة والصناعة المهندس أحمد سمير، نيابة عن الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، المؤتمر بعد عودته إلى مصر بعد 14 عامًا، حيث تم انعقاد أسبوع الجمعية الإفريقية للاستثمار المباشر AVCA، الذي يتضمن المناقشات والتواصل والتطوير المهني. أثنى الوزير على دور الجمعية الإفريقية للاستثمار المباشر AVCA الراسخ بصفتها ميسر للاستثمار الخاص في إفريقيا، قائلاً: “يهدف المؤتمر إلى جذب المزيد من الأنشطة الاقتصادية إلى القارة الإفريقية وتحقيق تطلعات تنمية الاقتصادات التي تفتح الباب لفرص هائلة ونموها”.

وتابع حديثه بعرض الإصلاحات التي قامت مصر بتنفيذها لتحقيق النمو الاقتصادي، مُسلطًا الضوء على مشاريع الهيدروجين الأخضر، والسيارات الكهربائية، والطاقة المتجددة، وتحلية مياه البحر، وغيرها من المجالات المفتوحة أمام الاستثمار الخاص. صرح المهندس سمير قائلاً: “إن الحكومة المصرية تعمل على دعم الاستثمار في مختلف المجالات وتواصل تعزيز التعاون مع الدول الإفريقية، سواء على الصعيد الثنائي أو الإقليمي”.

عرض موضوع المؤتمر لهذا العام، دروس الماضي وتطلعات المستقبل: صرحت آبي مصطفى مادواكور، الرئيسة التنفيذية للجمعية الإفريقية للاستثمار المباشر، في تحول إفريقيا من خلال رأس المال الخاص، قائلةً: “إن رؤيتنا أكبر وأجرأ، ونحن أشد إصرارًا على المساعدة في بناء اقتصادات مبتكرة وشاملة ومستدامة في إفريقيا. يفتح لنا تجمعنا في هذا الأسبوع الباب لوضع استراتيجية وتحقيق رؤية الجمعية الإفريقية للاستثمار المباشر AVCA على أرض الواقع. ”

أديرت في المؤتمر حلقة نقاش حول فتح باب الفرص لرأس المال الخاص في إفريقيا: اجتياز حالة عدم الاستقرار على مستوى العالم. تباحث المتحدثون في رد فعل مشهد الاستثمار الخاص على مستوى العالم وفي إفريقيا في عام 2022: عام مليء بعدم استقرار غير مسبوق على مستوى العالم مع ارتفاع معدلات التضخم وتكلفة المعيشة، واضطرابات سلسلة التوريد، وتراجع الاقتصاد الكلي على مستوى العالم.

شارك المحاورون، من بينهم أوكي إينيلاما رئيس مجلس الإدارة والشريك المؤسس لشركة African Capital Alliance (ACA)، خلال الجلسة مناهج الحفاظ على محفظة تنافسية وسط الركود العالمي الخطير. أعرب اسكندر الوسلاتي، نائب العضو المنتدب والشريك ورئيس قطاع الاستثمار في شركة AfricInvest، عن أهمية بناء مجموعة شاملة من الفرص، وهو ما لا يقل أهمية عن فهم كيفية دعم الشركات من خلال التحديات والمباحثات.

أشارت رونا علم، المؤسسة المشاركة والرئيسة التنفيذية لشركة Development Partners International (DPI) إلى ضرورة الحلول التي ساعدت على التحول الرقمي للشركات، والاستفادة من عصر جديدة من النمو السكاني وانتقال الطاقة، والاستجابة للتحديات التي تفرضها تقلب أسعار الصرف الأجنبي، مؤكدةً على أنه على مدار الخمسة وعشرين عامًا الماضين صمد مستثمرو القطاع الخاص في إفريقيا في مواجهة دورات الاقتصاد الكلي الأشد صعوبة مما واجهوه في السنوات الأخيرة.

حثت رونا علم الوفود على وضع خطة لاستراتيجيات التخارج من البداية، مؤكدة أن كل أزمة توفر فرصًا من خلال التأمل الداخلي. وتابعت قائلة: “نحن بحاجة إلى أن نكون مستثمرين متفاعلين نعد فرق من ذوي الخبرة ونتدبر في قدراتنا بصفتها شروط للتطور بمرور الوقت”. دفعت الشريك العام على أن يسأل نفسه “ما إذا كانت مجموعة مهاراتك تتوافق مع استراتيجيتك وما إذا كانت ستحقق عوائد مستدامة وتحقق التنمية”.

تبعت هذه الآراء حلقة نقاش استكشاف الكنوز الخالدة وفرص الاستثمار في شمال إفريقيا، حيث اعترف المحاورون بمن فيهم لوك ريجوزو، الشريك المؤسس والعضو المنتدب لشركة Amethis، بتطور مشهد رأس المال الخاص في شمال إفريقيا. وبتنفيذ أكثر من 12 مليار دولار أمريكي من صفقات رأس المال الخاص خلال العشرين عام الماضيين، أشاد المحاورون بمرونة المستثمرين المحليين من ذوي الخبرة المتعمقة والتواجد على أرض الواقع. تطرق المتحدثون أيضًا إلى الدور الذي تلعبه الحكومات في تمهيد الطريق للاستثمار، مستشهدين بالدول التي تحفز صناديق الثروة السيادية فيها الاستثمار الخاص.

قدمت إيزابيل بيبار، مديرة الشؤون الدولية والأوروبية في نبك الاستثمارات العامة (Bpifrance) حجتها في الشركات الفرنسية التي تطور علاقات مع شركات شمال إفريقيا، وعلى الرغم من القول بأن مؤسسات تمويل التنمية (DFIs) تخلق أيضًا ظروفًا جديدة للاستثمار وإضفاء الطابع المهني على السوق، أضافت أن “مؤسسات تمويل التنمية المالية يمكنها القيام بالمزيد لتشجيع استثمارات السوق المحلي”.

في تعليقٍ من هاني أسعد، الشريك المؤسس ورئيس مخاطر المحافظ في شركة Avanz Capital، بأن المستثمرين يرغبون في ضمانات بأن المستثمرين المحليين يشاركون في البيئة المحلية، أشار إلى أن “هذا مؤشر قوي على جودة الاستثمارات على أرض الواقع. لذلك، يجب أن نركز على جذب المزيد من المستثمرين المحليين للاستثمار في أسواقنا المحلية “.

خلال حلقة نقاش الشركاء المحدودين في صميم رأس المال الخاص بإفريقيا، تبادل المتحدثون بمن فيهم نيكولاس فيكاري، الرئيس العالمي لصناديق الملكية الخاصة بمؤسسة التمويل الدولية، وجيريمي سيراك، الرئيس العالمي للملكية الخاصة بشركة Proparco، وجهات النظر حول طرق تنويع مصادر توليد رأس المال من أجل

صناديق رأس المال الخاصة في إفريقيا والمسارات التي تقود رأس المال التجاري إلى فئات الأصول البديلة في القارة. قالت الزميلة المحاورة كاثرين كاكس، العضو المنتدب للاستثمارات لصندوق سوروس للتنمية الاقتصادية بمؤسسة Open Society، إن السوق الثانوية القوي يمكن أن تساعد في حشد المزيد من رأس المال، وكذلك الأموال بأحجام تذاكر أصغر، وعلّقت قائلةً: “إن صندوق أو أحجام تاكر بقيمة 25 مليون دولار أمريكي يمكنها إعادة رأس المال إلى المستثمرين وإحداث تأثير، ولا ينبغي أن نركز بشكل كبيرعلى أحجام تذاكر أكبر “.

عرض المحاورون، من بينهم صموئيل أكيانو، رئيس مجموعة صندوق النمو الأفريقي لمؤسسة ماستركارد وفاتوماتا با، المؤسسة والرئيسة التنفيذية لشركة Janngo Capital وأمين علام العضو المنتدب لشركة Admaius Capital Partners، إمكانات الاستثمار الكبيرة في الأسواق الناشئة في إفريقيا. وأعربوا عن أن تقليل التعرض لتقلبات العملة في الاقتصادات القوية مثل نيجيريا وجنوب إفريقيا ومصر وكينيا يمكن أن يحقق إمكانات الأسواق الواعدة الأخرى من خلال توليد عوائد أعلى على المدى الطويل، بمجرد تطويرها بالكامل. صرح جاكوب بي رينتشلر، الشريك المؤسس والشريك الإداري لشركة Zoscales Partners، قائلاً: “هناك فرصة للاستثمار في الأبطال الجدد في صناعاتهم – يمكن للعديد منهم أن يحفزوا النمو.”.

حللت نادية كواسي كوليبالي، رئيسة قسم الأبحاث بالجمعية الإفريقية للاستثمار المباشر، الاستنتاجات المستخلصة من مشهد سياسة المناخ والتمويل الأخضر في إفريقيا كمقدمة للتقرير القادم للجمعية الإفريقية للاستثمار المباشر مع معهد توني بلير للتغيير العالمي.

شددت الجلسة ما قبل الأخيرة، الانتقال إلى الاقتصاد الأخضر، على الشراكات التي من شأنها تعزيز جدول أعمال الأخضر لإفريقيا. أشارت تاري غباديجيسين، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لشركة ARM-Harith Infrastructure Investment، إلى أنه يجب إشراك جميع الأشخاص في جدول التمويل لتحقيق الأهداف الطموحة، مصرحةً أن التحول العالمي سيكون مجهودًا بمليارات الدولارات. كرر شينو أزوبيك، الرئيس التنفيذي لشركة InfraCredit هذا الرأي، قائلاً: “نحن بحاجة إلى رؤية المزيد من التنسيق والتعاون لتقاسم المخاطر ودعم الحلول المبتكرة الحالية التي يمكن توسيع النطاق، بدلاً من إعادة اختراع العجلة. فإن الوقت ينفد”.

اختتمت حلقة نقاش “خلق قيمة لعمليات التخارج الناجحة” اليوم الأول من المؤتمر، حيث شارك ستيفان باكيرت، الشريك الإداري لشركة Adenia Partners وتشوماني كولا، الرئيس المشارك لـ: Old Mutual Private Equity ، Old Mutual Alternative Investments وميزو نونيلي، الشريك الإداري لشركة Sahel Capital وعليا شريف، العضو المنتدب لمجموعة Rohatyn Group، وناقشوا التوقيت والوسيلة التي ينبغي فيها تصور عمليات التخارج في دورة الصندوق، لا سيما في البيئة الحالية. اتفق المتحدثون بالإجماع على أهمية الوضوح فيما يمكن تحقيقه وأفضل السبل لبلوغه – استنتاجًا من ميزة استراتيجية التخارج الواضحة من بداية الاستثمار.

استمر المؤتمر مع حلقات النقاش حول القضايا المعنية التي تمثل أولوية للمستثمرين الذين يركزون على إفريقيا، من بينها التنوع والمساواة والشمول في رأس المال الخاص، ويضم نيروس أويجون سورينسن، الشريك والرئيس التنفيذي للعمليات بشركة Verod Capital Managment، وفيمالا ثورون، نائب رئيس المجموعة بصندوق النمو الأفريقي لمؤسسة ماستركارد، وسارة نجاماو، العضو المنتدب بشركة Kuramo Capital Management؛ الاستفادة من الائتمان الخاص لدعم النمو في إفريقيا، ويضم هاني إبراهيم، رئيس قطاع الاستثمار في شركة Lendale، وأورلي أراف العضو المنتدب لشركة Lion’s Head Gloal Partners.

التعليقات مغلقة.