لم يعد إرضاء المستهلكين حاليًا أمرًا سهلا بفضل ما يطلبونه من تطبيق لمعايير أعلى في المنتجات وتزويدهم بمنتجات أكثر تميزا، لكنهم في نفس الوقت غير صبورين، فالمشترون يعلمون جيداً ما يريدونه، ويريدونه بشكل فوري، وهذا ما يشكل ضغطا على منتجي الأغذية والمشروبات ويدفعهم لأن يكونوا أكثر مرونة واستجابة لمتطلبات السوق.
ربما تأخرت صناعة الأغذية والمشروبات في إجراء تغييرات لتحسين كفاءتها وعملياتها التشغيلية، فقد أظهرت دراسة حديثة صادرة عن شركة “جارتنر” أن 87% من شركات الأغذية والمشروبات تلكأت في امتلاك قدرات تحليلية أو إجراء أبحاث على السوق. وبالتأكيد، سيعتمد نجاح منتجي الأغذية والمشروبات في المستقبل الرقمي على تنفيذ استثمارات ذكية في وقتها الحاضر.
ولذلك، تحتاج الشركات الاستثمار في تقنيات وممارسات الثورة الصناعية الرابعة ومن بينها “إنترنت الأشياء”، وحوسبة الحافة وتبني أنظمة تشغيل ذكية مدعومة بتكنولوجيا المعلومات فضلا عن أتمتة أنظمة الإنتاج وسلاسل التوريد وتعزيز دور المراقبة لعمليات الإنتاج من خلال استخلاص وتحليل البيانات من أجل تحسين التشغيل.
الاعتماد على عناصر بنية تحتية غير متصلة ببعضها
اعتمد مصنعو الأغذية والمشروبات بشكل تقليدي على بنى تحتية منعزلة، وهو ما يعني إدارة أنظمة مستقلة في مناطق مختلفة داخل المنشآت الصناعية والتي لا تتواصل مع بعضها البعض.
تستخدم الأنظمة العتيقة وسائل عفا عليها الزمن للتحكم والمراقبة واستخلاص البيانات، وهذه الوسائل تفتقر إلى الرؤية وجمع البيانات وقدرات الإدارة عن بعد والتي تحتاجها الصناعات في الوقت الحالي. ولا تزال تلك الأنظمة تعتمد بكثافة على التشغيل اليدوي لمراقبة المعدات ومراجعة أداء الإنتاج وتنفيذ المهام الأخرى، ويتخللها بالطبع وقوع أخطاء بشكل متزايد وإمكانية حدوث أعطال.
ولاكتساب المرونة، يحتاج منتجو الأغذية والمشروبات للاستثمار وتبني المركزية في أنظمة الأتمتة الصناعية بدعم من شبكات حوسبة الحافة التي تقوم بالمعالجة والتحليلات لتنفيذ المهام لحظيًا. هذا الاستثمار سوف يسهم في الإشراف على عمليات التشغيل بشكل أفضل من نقطة البداية مروراً بخطوة الإنتاج وصولاً إلى التعبئة والشحن. وعلى أثر تعزيز عمليات المراقبة، سوف تتحسن مستويات التحكم في الجودة وتجنب التلوث وتفادي حدوث أعطال.
دوافع تبني الرقمنة والأتمتة
تعد “الحاجة للسرعة” واحدة من أبرز توجهات ودوافع الأتمتة والرقمنة في صناعة الأغذية والمشروبات، فالمنتجون عليهم القيام تلقائيا بتلبية متطلبات السوق من المنتجات الجديدة والمنتجات المصممة خصيصًا لشرائح معينة.
ونفذت بعض شركات الأغذية والمشروبات الشهيرة خطط تحديث لمنشآتها الصناعية من أجل اكتساب المرونة في تغيير وتطوير منتجاتها دون الحاجة لوقف خطوط إنتاج. على سبيل المثال، يمكن لأحد مصنعي زبدة الفول السوداني السماح للمستهلكين بطلب برطمانات من هذا المنتج ومدون عليها أسمائهم، كما يمكن لشركات الصودا إحداث تغييرات سريعة في الإنتاج لعرض قائمة غنية بنكهات المشروبات.
كما يوجد اتجاه رئيسي آخر لتوفير سلامة الأغذية وتعزيز عمليات التعقب والمراقبة، ويكمن هذا الاتجاه في منح المنتجين رؤية كاملة على سلاسل التوريد والإنتاج، وبهذه الرؤية، يمكن تتبع كل شيء بداية من موردي المكونات إلى الإنتاج وحتى التسليم. ولو وقع تلوث في أي مكان أثناء الإنتاج، يحتاج المشغلون لمعرفة مكان وقوع هذا التلوث وأسباب حدوثه.
وتسهم قدرات التعقب والمتابعة في تحسين العلاقة بين الشركات المنتجة والمستهلكين، فالمشترون يريدون معلومات عن المنتجات التي يشترونها كمعرفة تفاصيل المنتجات وحجم السعرات الحرارية والأثر البيئي والقيمة الغذائية وغير ذلك، وعند توفير هذه المعلومات، فإن الشركة تبني الثقة مع المستهلكين.
تعزيز الربحية في صناعة ذات هامش ربحي ضئيل
تحتاج الشركات في صناعة الأغذية والمشروبات لضخ استثمارات مكثفة في تقنيات إنترنت الأشياء، والحوسبة الحدية وتبني أنظمة تشغيل ذكية مدعومة بتكنولوجيا المعلومات فضلا عن أتمتة أنظمة الإنتاج وسلاسل التوريد، وذلك من أجل تحسين الربحية. يأتي ذلك في الوقت الذي تعد فيه هذه الصناعة ذات هامش ربحي ضئيل، وهو ما يحفز شركات القطاع لتطوير نفسها وتبني تقنيات جديدة تعمل على زيادة الكفاءة والإنتاجية. كما أن تطوير سلاسل التوريد والإنتاج سينعكس إيجابياً على الأرباح، ولذلك هناك تركيز كبير يستدعي تفادي وقوع أخطاء أو حدوث أعطال.
للاطلاع على مزيد من المعلومات عن أثر الرقمنة وحوسبة الحافة على تحسين عمليات وتشغيل شركات الأغذية والمشروبات، يمكن زيارة الموقع الإلكتروني: https://www.se.com/ww/en/work/solutions/for-business/food-and-beverage/
التعليقات مغلقة.