الإثنين, 23 ديسمبر 2024 | 10:43 صباحًا

مقالة.. ادارة الابتكار والمعايير الدولية فى ظل عالم متغير

بقلم ياسمين الموجى

فى عالم سريع متغير بأستمرار محفوف بالمخاطر يسعى للريادة والتميز دائما وبه من تطبيقات وتطورات للذكاء الاصطناعى ودخول التكنولوجيا فى كل شىء فى الحياة اليومية الطبيعية .. لذلك اصبح الكثير يسعى الى الابتكار كحلول للإنشاء مشروعاتهم الصغيرة والمتوسطة و كذلك نظرا لتشبع السوق ببعض المنتجات والتغيرات الاقتصادية المحلية والدولية اصبحت ايضا الشركات الكبرى تسعى لفتح سوق جديد لها فى مجالات مختلفة نظرا لتغير متطلبات السوق بشكل متسارع للغاية .. ولكن من الواضح اننا اغفلنا رد على سؤال هام للغاية .. هل هذه الابتكارات يحتاجها السوق فى الوقت الحالى .. هل فعلا يحتاج السوق والسمتهلكين حاليا الى افكار وحلول مبتكرة وغير نمطية فى السلع الاساسية التى يحتاجها المستهلك والمواطن بشكل يومى .. وهل هى ضرورة لرائدى الاعمال المبتدئين هذا ما سنتحاور سويا فيه من خلال السطور التالية .. لعلك يا عزيزى القارىء تحدد بنفسك ما تحتاج وما هى المراحل التى تنطبق على حالتك لأن متعارف عليه تماما ان ظروف كل مشروع تختلف عن الاخر وكل بيزنس يختلف عن الاخر وكذلك متطلباته … وذلك لضمان الاستمرارية لمشروعك يا عزيزى..

فلعلنا نتعرف اكثر سويا عن ادارة الابتكار وهى العملية التنفيذية للأفكار الغير نمطية بطرق مختلفة من خلال إنشاء أدارة أعمال جيدة سواء خدمات او منتجات وذلك لضمان الاستمرارية التنافسية فى الأسواق ..

فلعلك يا عزيزى القارىء تتفق معى فى مبدأ ان احتياجات الابتكار وتطبيقها تختلف كثيرا فى المشروعات الناشئة عن الجهات الحكومية عن القطاع الخاص للمنشأت والمشروعات الكبرى ..

ففى المشروعات الناشئة على سبيل المثال يكون مفهوم ادارة الابتكار من بعض الشباب الذين يريدون ان ينشأوا مشروعاتهم و يقتصر على تنفيذ فكرة غير نمطية للمشروع الصغير او المتناهى الصغر او المتوسط ولكن البعض فقط من يهتم بجودة المخرجات وقيمتها وسهولة الوصول لها مثلا والتى تكون خدمة او منتج من المشروع الناشىء والبعض الاخر لا يهتم ويقتصر مفهوم الابتكار لديهم عند حد الفكرة فقط (وهذا مفهوم غير مكتمل تماما كما سيتم توضيحه عزيزى القارىء) ولا يضمن الاستمرارية وكذلك الميزة التنافسية للمشروع او المنتج على حد سواء ..

فعلى نطاق اوسع مثلا عزيزى القارىء الابتكار فى الجهات الحكومية والقطاع الخاص تكون أدارة الابتكار من خلال تحسين الخدمات وضمان الجودة .. وتشجيع الابحاث العلمية المختلفة والتحسين المستمر وبناء الثقافة والمعرفة للعاملين .. وكذلك تشجيع صانعى القرار والمعنيين والعاملين كنوع من انواع تطبيق ادارة المشاركة حتى يتم الوصول لحلول جذرية للمعوقات والمشكلات المختلفة والقضاء عليها او تلافيها بل وضمان الانتاجية المطلوبة للمؤسسة ومشروعاتها وتحسين مخرجها بالشكل والمستوى اللائق و المطلوب من حيث تغيير الخدمات المختلفة التقليدية الى خدمات جديدة لتحقيق قيمة ونهضة نوعية فى الخدمات او المنتجات وكذلك للمؤسسة ككل والتى تهم المواطن وكذا المعنيين وبالتالى تنعكس على الانتاج والاقتصاد الكلى .. ولعلك تدرك قيمة ادارة الابتكار وتطبيقها على المؤسسات المختلفة من خلال عدة تجارب دولية وعدة دول خليجية حاليا على سبيل المثال فى هذا الصدد ..

ولعلك عزيزى القارىء مازال يطاردك سؤال هل الابتكار هو الحل الامثل والمناسب مثلا لجميع الفترات والمراحل للمشروع الناشىء على سبيل المثال او حتى على المشروعات والجهات الكبرى .. وسأجيبك عزيزى القارىء ان ادارة الابتكار هامة للغاية ويجب تطبيقها فى (معظم) الخطوات ولكن ليس بالضرورة فالفكرة وسأعطيك الاسباب لعلنا نفكر بشكل اكثر واقعية ومنطقية .. على سبيل المثال فى فترة كورونا كان يوجد العديد من المشروعات التى لم يكتب لها الاستمرارية فالاسواق للأسف لأن المتطلبات حينها كانت للاحتياجات الاساسية للأشخاص فقط لذلك فى هذا التوقيت فى حين ان العالم كان فى مرحلة تقدم ما الى ذلك الا ان جميع متطلبات العالم اصبحت تنصب فالاحتياجات الاساسية للشعوب وليست الابتكارية ولعلنى توصلت لرؤية ما من تلك التجارب والحروب الدولية وتداعيتها على اقتصاد العالمى والمحلى من الممكن ان تفيدك عزيزى القارىء وهى ان من الممكن فى هذا التوقيت الغير مستقر (من الممكن ان يطول او يقتصر لا أحد يعلم الا الله) ان تنشىء مشروعك طبقا لاحتياجات السوق الاساسية المعاصرة التى لن تتغير للمستهلك (سواء اساسية ام غير اساسية طبقا لمتغيرات السوق فى توقيت انشاء مشروعك) وتسويقه على سبيل المثال بطرق غير نمطية ومبتكرة فجمعت بين مختلف الافكار وتطبيقها لخدمة مشروعك .. كذلك على سبيل المثال لن تستطيع فى فترات حرجة مثل الجائحة والحروب وغيرها وطبقا لمعوقات الانتقال مثلا ان تستورد خامات تخدم مشروعك وأن استوردتها سترفع السعر النهائى للمنتج على المستهلك مما يهدد شريحة البيع بشكل هائل لمنتجك لذلك ارى وانصحك عزيزى القارىء ان لكل مقام مقال فالتوقيت يغير الكثير من المعادلات والنظريات طبقا لأرض الواقع ومعطياته وذلك بالتأكيد سيؤثر على حصيلة قرارك النهائى ومردوده المادى والمعنوى لمشروعك الناشىء لذلك أرى ايضا ان من اهم بنود الابتكار هو المرونة والشفافية فى مصارحة واستكشاف السوق بمنتهى الشفافية وتغيرات السوق فمثلا فى هذا التوقيتات الغير مستقرة على المستوى العالمى ستسعى الى اللجوء الى التصنيع او اللجوء الى المنتجات والخامات المحلية وأن لم تتواجد ستضطر للأسف لتغيير النشاط او اغلاقه (وهذا ما نحاول ان نتفاداه سويا) لذلك من الضرورى الوقوف مع النفس و حساب فأى مرحلة انت يا عزيزى القارىء .. هل تستطيع تطبيق ادارة الابتكار وعلى أى مستوى وبأى مرحلة من مراحل تطور مشروعك يا عزيزى .. لأن مستوى المشروعات وتكلفة تطبيقها تختلف طبقا لحجم المؤسسة التى تطبق هذا النظام من نظم الأدارة الهام والميزانية الموضوعة لتطبيق الافكار والابتكارللمشروع وما يواكب تطور العصر والهام جدا على كافة الاصعدة المحلية والدولية معا فالوقت الحالى والمستقبلى على حد سواء ..ولكن قبل البدء صارح نفسك حتى لا تتوقف فى منتصف الطريق يوما ما لا قدر الله ..

ومن هذا المقال اتمنى لك عزيزى القارىء ولكل فريقك بالمشروع كل النجاح والاستمرارية لمشروعك وان تصل يوما لما تتمناه وما تستحقه انت وما تستحقه بلادنا منا وما هذا عند الله بعزيز

عزيزى القارىء لنا لقاء فى حديث اخر قريبا ان شاء الله

 

التعليقات مغلقة.